كل بحث جدي في الأزمة الحكومية مؤجل إلى ما بعدعودة الرئيس نجيب ميقاتي من باريس. وفي ظل «اعتكاف مجلس الوزراء، استمرت قوى 14 آذار بالهجوم على الجيش الذي أكد رئيس الجمهورية أنه يحظى بغطاء سياسي لعمله
أكدت مصادر وزارية «وسطية لـ«الأخبار أن حزب الله ماضٍ في اتصالاته مع مكونات مجلس الوزراء، في محاولة «استكشافية منه لوضع حل الأزمة الحكومية القائمة على سكة الحل. وجزم أكثر من وزير ينتمون إلى غير فريق سياسي بأن الحوار الجدي بشأن حل الأزمة لن يبدأ قبل عودة الرئيس نجيب ميقاتي من العاصمة الفرنسية التي يسافر إليها بعد ظهر اليوم. ولفتت المصادر إلى أن رفع السقف السياسي لأطراف الأزمة، وخصوصاً رئيس الحكومة والنائب ميشال عون يصعّب مهمة حزب الله، علماً بأن الرئيس نبيه بري لا يزال متمسكاً بعدم رغبته في التوسط بين الأطراف المتصارعة.
من جهة أخرى، استمرت قوى 14 آذار بهجومها على الجيش اللبناني، ربطاً بالإجراءات التي نفذها في المناطق الحدودية الشمالية الأسبوع الماضي. وبعد كتلة المستقبل النيابية، أتى دور الأمانة العامة لقوى 14 آذار أمس، التي عبّرت عن «أسفها لما حصل في مناطق عكار قبل أيام، حيث جرت عملية عسكرية اتخذت شكل الإنزال وإقامة الحواجز، بما في ذلك داخل الأحياء، الأمر الذي لا يشبه أبداً الانتشار الطبيعي الذي لطالما طالبت به.
في المقابل، نوه رئيس الجمهورية ميشال سليمان بـ«الدور الذي يقوم به الجيش لحفظ السلم الأهلي وحماية المواطنين واستقرارهم في الدرجة الأولى، والحؤول دون انعكاس ما يحصل حولنا على الداخل اللبناني، وذلك بفضل بقائه بعيداً عن التجاذبات السياسية وبحسب المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية، فإن ما يقوم به الجيش يدخل «ضمن المهمات التي كلفه إياها مجلس الوزراء، وهو يحظى بالغطاء السياسي الكامل لتنفيذ هذه المهمات
وكانت قضية عمل الجيش في الشمال مدار بحث بين رئيس كتلة «المستقبل
النيابية فؤاد السنيورة، وقائد الجيش العماد جان قهوجي. وشدد السنيورة خلال الاجتماع، بحسب مكتبه الإعلامي، على «أهمية أن ينتشر الجيش على الحدود الشرقية والشمالية لضبطها ومراقبتها وحماية أهالي القرى الحدودية من التعديات التي يتعرضون لها.
وكان السنيورة قد استقبل أمس اللجنة المنبثقة من لقاء بكركي المكلفة زيارة الكتل السياسية للبحث في المشاريع والصيغ المقدمة لقانون الانتخاب، وأبرزها مشروع «اللقاء الأرثوذكسي. وبحسب مصادر اللقاء، فإن السنيورة عبّر عن رفضه مشروع اللقاء الأرثوذكسي، قائلاً إن «معظم المكونات اللبنانية لديها هواجس، وخاصة المسيحيين، لكننا لا نداوي الداء بالداء
وأكد الرئيس الأسبق للحكومة أن المشروع قد يصلح لمجلس الشيوخ بعد تأسيسه، على أن يُنتخب بعده مجلس نواب واحد بناءً على أساس طائفي، ثم يُطبَّق الطائف لجهة انتخاب مجلس النواب من دون القيد الطائفي. وعندما سئل السنيورة عما إذا كان تيار المستقبل يملك تصوراً أولياً لمشروع قانون انتخابي، ردّ بالنفي قائلاً: «ما زلنا نتشاور مع الحلفاء
ودار نقاش وصفه أحد الحاضرين بالجدي، قال فيه بعض أعضاء اللجنة إن «الاستمرار في التشاور وعدم وضع تصورات لقوانين أفضل تمثيلاً سيؤدي بنا إلى اعتماد قانون الستين
فردّ السنيورة بالقول إنه «لا يزال أمامنا متسع من الوقت، وإن تيار المستقبل يفضل اعتماد قانون انتخابي يوفّر أكبر قدر ممكن من التمثيل الصحيح، مشدداً على «ضرورة استمرار التشاور مع الحلفاء بهذا الصدد. وستلتقي اللجنة ذاتها قريباً النائب وليد جنبلاط، على أن تختم جولتها بلقاء الرئيس نبيه بري. وبعد الفراغ من مهمتها، ستقدم اللجنة تقريراً إلى البطريرك بشارة الراعي واللقاء الماروني في بكركي.
وكان الراعي قد واصل جولته على مناطق وبلدات أبرشية بيروت المارونية، فزار مناطق الحازمية والكحالة واللويزة، حيث انتقد «الوصول إلى درجة لا تحتمل من الخلافات، والآن الحكومة معطلة والخلاف هو على لا شيء.
خفض السنة السجنية
وفي مجلس النواب، أقرت لجنة الإدارة والعدل اقتراح القانون الرامي إلى تعديل مدة السنة السجنية، وخفضها إلى تسعة أشهر. وفي ملف السجون، تفقد وزيرا الداخلية مروان شربل والعدل شكيب قرطباوي سجن رومية وبحثا أحوال السجناء فيه. وعن التأخير في محاكمة السجناء الإسلاميين نظراً إلى عدم وجود مبنى لمحاكمتهم، قال إنه تشاور مع كل من وزير الداخلية والمدير العام لقوى الأمن الداخلي للتعجيل في تجهيز القاعة التي يجري بناؤها في سجن رومية لإنجاز هذه المحاكمة.