السيد نصرالله: حسم بقاء الحكومة… وأبلغ من يهمه الأمر من أقطابها بأن إسقاطها خط أحمر

استبعدت مصادر سياسية واسعة الاطلاع في بيروت ان تشهد الأزمة الناشئة بين أطراف حكومية منذ الاسبوع الماضي اي حلحلة حسية قبل عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من زيارته المرتقبة لباريس في نهاية الاسبوع الجاري من دون ان تذهب في توقعاتها الى تأكيد ما تردد عن تأخير الحل الممكن لهذه الأزمة الى مطلع مارس المقبل.

وقالت هذه المصادر لـنا ان المشاورات التمهيدية التي اجريت في اليومين الاخيريْن، والتي كان ابرزها في اللقاء الذي جمع ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ابرزت استكشافاً للاطار العريض الذي يمكن عبره حفظ ماء الوجه لمختلف القوى المتورطة في هذه الازمة لاسيما منهم ميقاتي وزعيم التيار الوطني الحر النائب العماد ميشال عون، من دون ان تتبلور بعد ملامح الصيغة التي سيرسو عليها المخرج الذي من شأنه ان يعيد استئناف عقد جلسات مجلس الوزراء.

واذ توقّعت المصادر ان تنشط هذه المساعي في اتجاه بلورة الصيغة المطلوبة الاسبوع المقبل، لاحظت ان اياً من الاطراف المعنيين بالازمة لا يبدو مستعجلاً الآن على الاقل الغوص في حلول تجريبية بدليل ان بري المعروف بحرصه على دور «الوسيط» المتمتع بقدرة فتح الحوارات مع مختلف القوى الحكومية لا يزال يبدي برودة وعدم حماسة للتورط علناً وبقوة في وساطته قبل انضاج الظروف التي تسمح بنجاحها. 

وفي خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله دافع عن العلاقة العضوية التي تربط الحزب بإيران، قائلا: "إننا في حزب الله نتلقى الدعم المعنوي والسياسي والمادي بكل أشكاله الممكنة والمتاحة من الجمهورية الإسلامية في إيران منذ عام 1982"،نافيا قيام الحزب بالاتجار بالمخدرات وغسيل الأموال لتمويل أنشطته، "لأن الله أغنانا بدولته الإسلامية في إيران عن أي فلس في العالم حلال أو حرام". وأكد أن "إيران لا تملي علينا شيئا"، وأعلن أنه "حتى ولو قامت إسرائيل بقصف المنشآت النووية الإيرانية فإن القيادة الإيرانية لن تطلب شيئا من حزب الله ولن ترغب في شيء، ونحن الذين علينا أن نجلس ونفكر ونقرر ماذا نفعل".




وكرر نصر الله نفيه "التدخل عسكريا في سوريا"، معتبرا أن النظام "لا يزال يحظى بالشعبية"، ومشيرا إلى أن هناك جزءا من الشعب السوري لا يزال مع النظام وهناك في المقابل معارضة بعضها سياسي وبعضها شعبي وبعضها مسلح وإن باتت تطغى الصبغة المسلحة.
وأكد نصر الله في كلمة ألقاها ليل أمس بمناسبة "أسبوع الوحدة الإسلامية" الذي دعا إليه الإمام الخميني أن الحزب "حريص على استمرار الحكومة اللبنانية، وليس مطلوبا وساطة، فمعالجة الأزمة مسؤولية الجميع"، معلنا أنه "لا حكومة جديدة، وهذه الحكومة ستستمر، علما بأنها ليست حكومة حزب الله". ورأى أن "هذه الحكومة بمعزل عن توصيفها هي حتى الآن أساس استقرار البلد، ويجب أن نجهد لتنجز شيئا"، معتبرا أن "الوقت الآن ليس وقت إسقاط حكومات ولا وقت توتير سياسي في لبنان، وعلينا بتعاوننا وإخلاصنا وانفتاحنا أن نتجاوز هذه المرحلة الصعبة".

من ناحية أخرى، أعلن السيد نصر الله: "إننا في حزب الله نتلقى الدعم المعنوي والسياسي والمادي بكل أشكاله الممكنة والمتاحة من الجمهورية الإسلامية في إيران منذ عام 1982"، لافتا إلى أن "انتصار المقاومة في لبنان على إسرائيل في 25 أيار (مايو) 2000 ما كان ليتحقق لولا هذا الدعم المعنوي والمادي الإيراني لحركة المقاومة في لبنان، وهذا الانتصار الذي تحقق بلا قيد ولا شرط تحقق بدعم إيراني، وطبعا كان لسوريا دور كبير". وأكد أن "حركة المقاومة التي صمدت وانتصرت في حرب تموز (يوليو) ما كانت لتصمد وتنتصر أيضا لولا هذا الدعم الإيراني، وحركة المقاومة في فلسطين هي المعنية تتحدث عن نفسها، وسواء تحدثت أم لم تتحدث فهذا شأنها". ونفى نصر الله الكلام الذي يروج عبر وسائل الإعلام عن شبكات المخدرات في أميركا وأوروبا وأفريقيا وأن حزب الله يدير هذه الشبكات وهي التي تمول أنشطته، مشيرا إلى أن "تجارة المخدرات بالنسبة إلينا حرام، وأيضا أغنانا الله بدولته الإسلامية في إيران عن أي فلس في العالم حلال أو حرام، ونحن لسنا محتاجين". كما أكد: "إننا لا نغسل أموالا ولا نغطي ولا نسامح ولا نقبل بهذا الأمر، وبعض ما هو حلال ومباح من الناحية الفقهية لا نقوم به كالتجارة، فنحن في حزب الله ليس لدينا أي مشروع تجاري اليوم، لا في الداخل ولا في الخارج، وقد ألغينا وصفّينا مشاريعنا التجارية التي نفذناها في السابق".

ودعا "من لديه أي دليل على عمل قام به حزب الله لأجل مصلحة الجمهورية الإسلامية في إيران كمصلحة إيرانية فليتفضل ويخبرنا"، مؤكدا أن "إيران لا تملي علينا شيئا، ويمكن أن تسألوا كل حركات المقاومة التي تتلقى دعما من إيران". وأعلن أنه "حتى ولو قامت إسرائيل بقصف المنشآت النووية الإيرانية كما تقول بعض التحاليل، فإن القيادة الإيرانية لن تطلب شيئا من حزب الله ولم ترغب في شيء، ونحن الذين علينا أن نجلس ونفكر ونقرر ماذا نفعل". وفي الموضوع السوري شدد نصر الله على أنه "لا كثرة التهويل ولا قلة التهويل يمكن أن تنال من موقفنا المبني على رؤية، ومن يريد أن يعمل على قلبنا وأعصابنا فهو يراهن على سراب في أي موضوع من الموضوعات". وأشار إلى أن بعض الفضائيات العربية خرجت بخبر عاجل عن جهة معارضة سورية أن حزب الله قصف منطقة الزبداني بالكاتيوشا، وفي اليوم التالي حزب الله هاجم الزبداني وتصدت له الجماعات المسلحة، وأن جثث قتلى حزب الله تملأ الطرقات، لافتا إلى أن "أحدا لم يدلنا على هذه الجثث، وهذا مثل عن مقاربة الإعلام للموضوع السوري". ورأى السيد نصر الله أن "الواقع في سوريا اليوم أن هناك نظاما ما زال قائما لديه دستور، والجيش مع هذا النظام وحتى الآن لا يزال واقفا مع هذا النظام، وهناك شريحة كبيرة من الناس تعبر عن تأييدها للنظام وتتظاهر في الشوارع، وبالتالي فافتراض أن هذا النظام معزول شعبيا غير صحيح". وأكد أن "هناك جزءا من الشعب السوري لا يزال مع النظام، وهناك في المقابل معارضة بعضها سياسي وبعضها شعبي وبعضها مسلح، وإن باتت تطغى الصبغة المسلحة، وهناك مواجهات مسلحة في عدد من المناطق السورية، وهناك أيضا جزء كبير من سوريا ينعم باستقرار جيد".

وتحدث نصر الله عن وجود "قرار أميركي وغربي وإسرائيلي وعدد من دول الاعتدال العربي لإسقاط النظام للإتيان بنظام بديل"، كاشفا أن "بعض الأصدقاء المشتركين قالوا لنا أن لا نقلق، وإن النظام الجديد سيدعم المقاومة، وهذا قيل ويقال في الكواليس لكننا لا نورط أنفسنا بهذا الموقف، بل نحن منسجمون مع أنفسنا"، معتبرا أن "المطلوب في سوريا هو رأس المقاومة في لبنان وفلسطين ورأس القضية الفلسطينية ورأس الشعب الفلسطيني، وهذه هي الحقيقة".

وأشار إلى أنه "بعد فشل الحرب وذهاب أماني إسقاط نظام الجمهورية الإسلامية في إيران أدراج الرياح، بدأ البحث عن طريقة أخرى للحؤول دون تلاقي المسلمين في هذه الأمة"، وقال: "بعد الحرب ذهبوا لموضوع الفتنة المذهبية واختراع ما سموه المد الإيراني والمد الشيعي، وهذا الآن هو مادة الحرب الناعمة التي تستخدمها أميركا والغرب في مواجهة الأمة"، موضحا أن "التهمة هي أن إيران تقوم بإنشاء مد شيعي في العالم الإسلامي وأنها تريد أن تشيع السنة في العالم الإسلامي، أي أن إيران تريد تشييع مليار ونصف مليار مسلم بالحد الأدنى، ولذلك يتم الحديث عن خطر داهم اسمه المد الشيعي، وهذا عمل الشياطين لا يستند إلى أي حقائق أو وقائع". وأضاف: "في الموضوع الديني لا أساس لما يقال عن مد شيعي من الصحة، ولكن هناك من يروج له".
وتطرق نصر الله إلى خطاب له في الثمنينات يطالب بإقامة الجمهورية الإسلامية في لبنان، قائلا: "إن بعض الناس، ومن أجل التحريض، ينطلقون من مواقف أخذت في الـ1982 والـ1983 أننا نريد إقامة جمهورية إسلامية، وهذا صحيح، لقد خطبنا بذلك في بداية الثمانينات"، لكنه ذكر في المقابل "القيادات المسيحية اليوم التي تتحدث بالتعايش والسلم الأهلي، كيف كانوا يتحدثون يومها بالوطن المسيحي والتقسيم والفيدرالية؟"، لافتا إلى أن "خطاب حزب الله السياسي منذ أكثر من 20 سنة واضح، وهذه قناعاتنا التي نشخصها ونرى أنها مصلحة شعبنا في لبنان من كل الطوائف". 

السابق
الفرزلي: دور سليمان أصبح مقلقاً
التالي
مجدلاني: ما يحصل في الموضوع الحكومي ليس أزمة بل مسرحية