الحياة: توقعات غربية بضغوط على ميقاتي لإخراج المال السوري ونشر الجيش اللبناني

قالت مصادر ديبلوماسية فرنسية لـ «الحياة» إن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي سبق أن أكد للجانب الدولي ثلاث أولويات لحكومته: استقرار البلد واحترام واجبات لبنان الدولية والإصلاحات.

وتوقفت المصادر عند كل أولوية، فأشارت إلى أن الاستقرار سائد. ومهما قيل إنه مثالي، هو إجمالاً لا بأس به، والاتهامات التي وجهتها المحكمة الدولية إلى المتهمين الأربعة في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري لم تسبب اضطرابات كان يخشى أن تندلع، ولم تتدهور الأمور إلى صراع سني – شيعي كما تخيل بعضهم، ولم تحصل مشكلات أمنية أساسية، ولو وقعت حوادث خطيرة استهدفت «يونيفيل» وبعض الخروق الإسرائيلية. إلا انه لم يحصل تدهور كبير في الأمن.

وفي رأي المصادر انه ينبغي الاعتراف لميقاتي بالنجاح في تحقيق أولويته الأولى. أما الأولوية الثانية المتعلقة بالتزامه القيام بواجباته الدولية فاستطاع تمويل المحكمة. والتجديد لها قيد التنفيذ لأنه قرار الأمين العام للأمم المتحدة، وهو أيضاً تجديد أوتوماتيكي لأنه لم تكن هناك محاكمة. وما يطرح هو مدة التمديد للمحكمة.

أما بالنسبة إلى الإصلاحات، فرأت المصادر أن نتائج أداء الحكومة ضعيفة، بل عديمة، ولكن الأداء ليس أسوأ من أداء الحكومة السابقة حيث أدى الصراع على المحكمة الدولية إلى تعطيل عمل الحكومة.

وفي العموم، قومت المصادر نتيجة عمل ميقاتي بأنها إيجابية، خصوصاً أن لابديل له في المرحلة الحالية، لافتة إلى انه لو كانت قوى 14 آذار في الحكم في ظل الاضطرابات في سورية لكانت الأحوال في لبنان مضطربة جداً.

ومن هذا المنطلق، رأت المصادر ضرورة تشجيع ميقاتي في زيارته السياسية لباريس. فلجهة «يونيفيل» ستؤكد باريس استمرار التزامها هذه القوات مع خفض عدد الجنود الفرنسيين إلى نحو900 من اصل 1300 عنصر في إطار المراجعة الاستراتيجية الدولية للقوات التي ستنتهي في آذار (مارس). أما بالنسبة إلى الوضع في سورية فباريس تعترف بأن لبنان في وضع خاص يبرر له اعتماد مبدأ الحياد في الأزمة السورية.

إلا أن أوساطاً في باريس توقعت أن يشهد لبنان مزيداً من التوتر خلال الأشهر المقبلة مع المزيد من الضغوط السورية على ميقاتي. وسيسعى النظام السوري إلى ممارسة المزيد من الضغط ليخرج المال السوري من لبنان، وخصوصاً على البنك المركزي اللبناني، وعلى الجيش اللبناني كي يكثف وجوده في عكار.

وقالت مصادر ديبلوماسية غربية أخرى لـ «الحياة» إن الرئيس السوري طلب من الجيش اللبناني تشديد مراقبة الحدود منذ بضعة أيام، لكن الحدود بقيت خارجة عن السيطرة. وتابعت المصادر أنها تتوقع أن يزيد التهديد والضغط الأمني على بعض الشخصيات السياسية اللبنانية في المرحلة المقبلة.

وترى المصادر ضرورة مساعدة ميقاتي لمقاومة الضغط السوري والداخلي من قبل «حزب الله» والقوى الحليفة لدمشق مثل رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون وغيره، وستطلب منه أن يكون حازماً في مسألة حقوق الإنسان واللاجئين السوريين إلى لبنان.

ووفق معلومات باريس، هناك اليوم 6500 لاجئ سوري في لبنان وهناك لاجئون سوريون في البقاع غير معترف بهم من قبل حكومة لبنان وهم ليسوا موضع اهتمام من الصليب الأحمر وهي مشكلة، وإنما من قبل منظمات إنسانية أهلية محلية.

وقالت المصادر الفرنسية إن باريس ستنصح ميقاتي بالحزم في هذا الموضوع، ولو أن الموقف اللبناني من اللاجئين جيد، وفق الصليب الأحمر، ولكنها تعتبر انه ينبغي على لبنان أن يحمي المعارضين الذين يلجأون إليه وألا يتم خطفهم. فهناك تفهم فرنسي لصعوبات لبنان ولموقفه من القضية السورية، لكن عليه أن يكون، في الوقت نفسه، حريصاً على حقوق الإنسان.  

السابق
الشرق: كتلة المستقبل قلقة بسبب حال البلد البائسة وتحركات الجيش تبدو كأنها تستهدف القرى الحدودية
التالي
رئيس جمهورية احلام لبنان