من يريد زج الجيش في الصراع السوري؟

يؤكد مصدر وزاري لبناني بارز "ان التدابير العسكرية التي ينفذها الجيش اللبناني في منطقة الشمال، تتمتع بغطاء سياسي شامل ومن اعلى المراجع الرسمية المسؤولة، وبينها ما يأتي ترجمة للقرارات التي اتخذها المجلس الاعلى للدفاع والتي ينص القانون على إبقائها سرية، حيث أوكل للجيش والاجهزة الامنية اتخاذ التدابير الكفيلة لحماية الاستقرار والامن على كافة الاراضي اللبنانية ومنها منطقة الشمال، وترك للأجهزة المعنية اختيار التوقيت المناسب لتنفيذ هذه القرارات، وكل إجراء يتخذ، توضع السلطة السياسية في جوّه وهذا ينطبق على ما كل نفذه الجيش في الشمال، وخاصة في منطقة عكار".

ويوضح المصدر "ان تدابير الجيش في الشمال تمت بناء على خلفيات أمنية لبنانية بحتة، وهي لم تحصل على الخط الحدودي مع سوريا مباشرة، بل داخل الاراضي اللبنانية، وتم تنفيذ هذه المهمة في إجراء مشابه تماما لما يقوم به الجيش في مناطق لبنانية اخرى، مثل بيروت الكبرى والجنوب والبقاع وجبل لبنان".
ويشدد المصدر على ان "هذه التدابير لا علاقة لها بمناشدة المسؤولين في الشمال ولا بما جرى تداوله عن وجود شكوى سورية دائمة من موضوع الحدود مع لبنان"، الا ان اللافت للانتباه "هو أصوات نشاز انطلقت قبل فترة معينة حيث كانت تدعو الجيش للانتشار شمالا، وهي نفسها التي اعترضت على التدابير التي يتخذها الجيش راهنا، وكأن المطلوب ان يقوم الجيش بتنفيذ مهمة محددة حتى تلقى تدابيره ردود فعل إيجابية من قبل جهات حزبية لبنانية".ويقول المصدر ان "هناك تناقضا في مواقف ومطالب هذه الجهات، اذ يفترض بها ان تشرح لجمهورها وللرأي العام اللبناني ما المقصود بالتحديد من الاجراءات التي يطالبون الجيش باتخاذها، فإذا كان المقصود تدابير امنية في الداخل للحد من انشطة المهربين التي تعرض الاستقرار الامني للمخاطر، فإن تدابير كهذه قوبلت بردة فعل سلبية من قبلهم، بما يعني ان هذه الجهات هي عمليا ضد وقف عمليات التهريب لا سيما تهريب السلاح، اما اذا كان المقصود بالتدابير ان يقف الجيش على الحدود مباشرة ويمنع عمليات التهريب بالاتجاهين، فالمعلومات المتداولة تشير الى ان عمليات التهريب ناشطة ويقوم بها انصار هذه الجهات تحديدا، وإجراءات الجيش ستكون بالتالي هي العمل على الحد من أنشطة هؤلاء وتتعارض مع المصالح والاهداف المعلنة لهذه الجهات".

ويضيف المصدر "اما اذا كان الهدف من وجود الجيش على الحدود هو افتعال إشكالات مع الجانب السوري وغض الطرف عن كل ما يقوم به أنصار هذه الجهات في الداخل، فهذا من شأنه ان يؤدي الى توتر على الحدود أول من يتضرر منه اهالي الشمال، لذا المطلوب من هذه الجهات ان تحدد ماذا تريد رحمة بالناس واحتراما لعقولهم، خصوصا أنهم هم انفسهم من رفعوا قبل فترة شعار ان الجيش لا يحتاج لإذن للتواجد على اي بقعة من الارض اللبنانية وهم انفسهم يرفعون شعار "بيروت منزوعة السلاح".

ويرى المصدر "ان كل الاصوات التي تخرج مهاجمة او منتقدة المهام التي يقوم بها الجيش، استنادا الى سقف القرار السياسي للحكومة لا سيما ما تضمنه بيانها الوزاري في مسألة العلاقة مع سوريا، هذه الاصوات يبدو انها لن ترضى عن دور الجيش المنبثق من الارادة الوطنية الجامعة، الا اذا دخل في اشتباك مع الجانب السوري بما يدخل منطقة الشمال وتاليا لبنان، في أتون من التوتر يدفع ثمنه المواطن الشمالي، الا ان هذا الامر لن يحصل وهناك وعي كبير لعدم الانجرار الى اي مواقع لا تنسجم مع التاريخ والجغرافيا".  

السابق
ماذا تخبّئ موسكو للأسد؟
التالي
سميدا: اقف ضد الضرائب