حين تتحول الفكاهة إلى عنصرية؟!

« كتير سلبي» أن يتكلموا عن حقوق الفلسطينيين في لبنان علماً أنه لا أحد يتكلّم عن حقوق اللبنانيين، و«كتير سلبي» أن أكثرية الشباب اللبناني هاجروا الى الخارج، وأمهاتهم تبكيهم من شوقهن إليهم، بينما أصبح ملف توطين الفلسطيني على نار حامية، ومن الممكن أن يكون أمرا واقعاً على «رؤوسنا»، و«كتير سلبي» أن فلسطين لن تعود للفلسطينيين لكن «الأسلب» أن لبنان لن يعود للبنانيين، و«كتير سلبي» أن يُحكى عن حق التملك للفلسطينيين، أما إذا وجد اللبناني شقة ليسكن فيها، فلا يمكنه تحمّل عبء مصاريفها، و«كتير سلبي» أن لبنان يحمل همّ الفلسطيني، في حين أن الدول الاخرى ليست مستعدة أن تدفع فلساً من أجله، لأنها «مش من هاي الطينة»…
 بتلك العبارات لخّص فريق برنامج «كتير سلبي» الذي تعرضه قناة «أم.تي.في» مساء كل اثنين، مفهومه للقضية الفلسطينية. وبأقلّ من دقيقة واحدة، حدّدت المحطة من خلال البرنامج الفكاهي موقفها من الشعب اللاجئ، فحوّلت عناوين حقوقه الى محور سخرية واستخفاف. قد يسأل البعض لماذا أُعيد تناول هذا التقرير اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان البرنامج قد عرض منذ مدة طويلة. إلا أن الجواب قد يبدو واضحاً بعدما باتت المحطة معروفة بعنصريتها ضد الفلسطينيين وكل من هو غير لبناني (العمال الأجانب)، وذلك بعدما كانت قد عرضت تقريراً عنصرياً ضد العمال الأجانب الذين يعيشون في منطقة النبعة في برج حمود، من ثمّ أهانت العاملة الاجنبية وشوّهت صورتها من خلال تقرير فكاهي تناوله البرنامج ذاته.
وأثار التقرير الذي يسخر من الفلسطينيين جدلاً واسعاً وصل صداه إلى فلسطين المحتلة، ما دفع عددا كبيرا من الناشطين والمثقفين والأكاديميين والمواطنين اللبنانيين والفلسطينيين في العالم العربي والعالم الى توقيع عريضة تطالب إدارة المحطة «بتقديم اعتذار للشعب الفلسطيني اللاجئ في لبنان بعد عرضها «سكتش» عنصريا بحق اللاجئين الفلسطينيين في برنامج «كتير سلبي».

واستحوذ التقرير على عدد من التعليقات التي دٌوّنت على موقع «يوتيوب»، فأكدّ أحدهم أنه «كتير سلبي أنّ الشعب الفلسطيني يتهجّر من أرضه بس الاكتر سلبية انه يعيش في بلد عنصري مفتت طائفيا متل لبنان». في حين خاض آخرون المعركة من خلال الحملة على موقع «فايسبوك» تحت شعار «إذا كنت ضدّ العنصريّة قاطع المحطّة التلفزيونيّة السلبيّة «أم.تي.في». وتدعو الصفحة الخاصة الى «عدم الترويج لبرامج المحطة على حائطها، لأنّ ذلك يتناقض مع هدفنا الذي هو «المقاطعة». وتؤكد أنها «ستحذف أي فيديو يحتوي على برنامج من برامج هذه المحطة لأنّ نشره سيكون نوعاً من الدعاية لها». ودعا آخرون الى «أن يكون هناك تحول في القدرة على التأثير على وسائل الإعلام وعلى السياسيين وعلى المؤسسات بكل أنواعها لفرض أسلوب الاعتذار عن الإساءة والمحافظة على حقوقنا الطبيعية التي كفلتها الأنظمة الدولية والإنسانية والقانونية». وتلقى مخرج برنامج « كتير سلبي» هاني خشفة عددا من رسائل الاستهجان والاستنكار على صفحته على الموقع. 

السابق
فيتو المجزرة!
التالي
جولي وبراد بيت يتزوجان في الربيع