السفير: أوباما يرى حلاً تفاوضياً … والعربي مستعد لاستئناف مهمة المراقبين لتفادي الحرب الأهلية

أوباما
قال أوباما، في مقابلة مع قناة «ان بي سي» الأميركية، «يشعر نظام الأسد بأن
الحبل يضيق حول عنقه. سنواصل ممارسة المزيد والمزيد من الضغوط إلى أن يتحقق أملنا في حدوث انتقال (للسلطة)». وأضاف «لن يسمح كل وضع بالحل العسكري نفسه الذي رأيناه (في ليبيا). من المهم جدا أن نحاول حل هذا الأمر من دون اللجوء إلى تدخل عسكري خارجي، وأنا أعتقد أن ذلك ممكن».
ودافع عن تعاطي إدارته مع الازمة معتبراً أن بلاده تطالب بتنحي الاسد «بلا كلل». وأضاف «أرى أن المزيد من الناس داخل سوريا باتوا يرون انهم بحاجة الى قلب الصفحة وان نظام الاسد بات يشعر بتضييق الخناق عليه. بات السؤال متى سيحدث ذلك».
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني ان واشنطن «تريد أن توضح للجميع أن عليهم ألا يراهنوا على نظام الاسد لان ذلك رهان خاسر». وأضاف «انه رهان خاسر من الناحية السياسية، وايضا رهان خاسر من ناحية الوقوف الى جانب الشعب السوري».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «نأمل أن ينتهز لافروف هذه الفرصة ليفهم نظام الاسد جيدا مدى عزلته». كما أملت أن يشجع لافروف «الاسد وحلفاءه على تنفيذ خطة الجامعة العربية والبدء بمرحلة انتقالية والتنحي».
وقال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل «نلاحظ عددا كبيرا من الانشقاقات في صفوف الضباط الكبار الذين ينضمون الى المعارضة».
وأعلنت نولاند انه تم إغلاق السفارة الاميركية في دمشق وأجلت واشنطن آخر موظفيها الموجودين في سوريا «نظرا لاستمرار العنف وتدهور الظروف الامنية». وقالت ان السفير روبرت فورد سيحتفظ بمنصبه سفيرا للولايات المتحدة لدى سوريا وسيعمل هو وفريقه من واشنطن.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، أمام مجلس العموم، ان لندن استدعت سفيرها في دمشق للتشاور، واستدعي السفير السوري في لندن الى وزارة الخارجية احتجاجا على الوضع في سوريا. وقال «سنستخدم جميع القنوات المتبقية لدينا مع النظام السوري لنوضح لهم اشمئزازنا من العنف الذي نعتبره غير مقبول مطلقا بالنسبة للعالم المتحضر».

ساركوزي
وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في باريس، «ان ألمانيا وفرنسا لن تخذلا الشعب السوري. ان ما يحصل فضيحة. ونحن لسنا مستعدين لقبول التردد في اتخاذ قرار أو عرقلة عمل المجتمع الدولي».
وتابع ساركوزي «سقط 200 قتيل إضافي في نهاية الاسبوع الاخيرة، كم من الوقت سنقبل ذلك؟ من المفاجئ جدا ان يقوم الروس الذين لطالما كانوا تاريخيا مقربين من مواقف الجامعة العربية بالنأي عنها، ونتساءل اليوم لماذا». وأعلن قصر الاليزيه ان ساركوزي سيبحث «في الساعات الـ48 المقبلة» مع ميدفيديف الوضع في سوريا.
وقالت مصادر دبلوماسية ان وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه استقبل رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض برهان غليون وتشاور هاتفيا مع العربي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني. وأضافت ان جوبيه أجرى مع حمد «مشاورات مكثفة» في شأن تشكيل «مجموعة أصدقاء سوريا».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «نعتبر المجلس الوطني السوري محاورا شرعيا وندعم جهود المعارضة السورية للتوحد حول منصة ديموقراطية». وأوضح ان «المجلس الوطني السوري أحرز تقدماً بهدف التشجيع على دينامية داخل المعارضة السورية ولتلتف حوله مختلف مكونات هذه المعارضة». العربي
وقال العربي، في بيان، «نتابع بقلق بالغ وانزعاج شديد تطورات الوضع الميداني في سوريا وما تشهده مدينة حمص ومناطق ريف دمشق من تصعيد للعمليات العسكرية واستخدام القوات السورية الأسلحة الثقيلة ضد المدنيين». وطالب «بالوقف الفوري لجميع أعمال العنف أيا كان مصدرها»، محذرا من «مخاطر تصاعدها على مجمل الجهود العربية والدولية المبذولة لمعالجة الأزمة المتفاقمة التي تشهدها سوريا، والتي اتخذت بهذا التصعيد منحنى خطيرا ينذر بأفدح العواقب على أمن المواطنين السوريين ويدفع بالأوضاع إلى الانحدار نحو الحرب الأهلية».
واعتبر العربي، الذي التقى السفيرة الأميركية لدى مصر آن بترسون، أن «لجوء الحكومة السورية إلى تصعيد الأعمال العسكرية والعنف والحملات الأمنية ضد المدنيين لن يؤدي إلا إلى المزيد من الدمار وإراقة الدماء، وهو أمر لا يمكن السكوت عليه من قبل جامعة الدول العربية، إضافة إلى كونه يشكل انتهاكا واضحا لالتزامات الحكومة السورية طبقا لأحكام القانون الدولي الإنساني والميثاق العربي لحقوق الإنسان».
وقال العربي، في مقابلة مع «رويترز»، ان روسيا والصين خسرتا رصيدهما الدبلوماسي لدى العرب وقد تكونان قد بعثتا برسالة الى دمشق تقول ان يدها مطلقة في قمع التظاهرات، مكررا ان «السيناريو الليبي غير مطروح في سوريا». وأشار الى انه تحادث هاتفيا مع لافروف، مشيرا الى ان وزير الخارجية سيقدم مبادرة خلال زيارته الى دمشق. وأوضح، ردا على سؤال عما اذا كان يعتقد انها ستنهي الازمة، «يعتقدون ذلك».
وحول ما اذا كان سيتم إرسال مراقبين إلى سوريا، قال العربي انه يمكن القيام بهذا الامر لكن مع تفويض جديد وعدد يتعدى الـ200 مراقب.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن العربي ولافروف «ناقشا بصورة مفصلة الأوضاع في سوريا وحولها، حيث أعير اهتمام خاص للبحث عن سبل سريعة لوقف العنف واجتياز المواجهة بالاستناد إلى إمكانيات مجلس الأمن الدولي». وأضاف «أجمع الطرفان على دعمهما لاستئناف بعثة جامعة الدول العربية مهامها في سوريا، وكذلك بذل الجهود من أجل انطلاق حوار سوري داخلي». وأكد لافروف «ضرورة الالتزام بمداخل متوازنة وموضوعية، وتجنب محاولات فرض حلول خارجية لتسوية مشاكل سوريا الداخلية».
وقال السفير السوري لدى مصر يوسف أحمد، ردا على العربي، إن «الأمين العام للجامعة ما زال يمعن في سياسة الكيل بمكيالين والنظر إلى الأوضاع في سوريا بعين واحدة فرضتها عليه الأجندة التي تقودها بعض الأطراف العربية التي تستميت اليوم لاستدعاء جميع أشكال التدخل الخارجي في شؤون سوريا وفرض العقوبات على شعبها ومحاصرته».
وتساءل أحمد «عن الأسباب والدوافع الخفية التي تقف وراء التوجهات المعدة سلفا للامين العام في التعامل مع الأزمة في سوريا»، معتبرا انه «لم يعد مقبولا بحق جامعة الدول العربية والدول الأعضاء فيها أن تتفرد أطراف بعينها بآلية اتخاذ القرارات داخل الجامعة، ولا أن يخرج أمينها العام عن إطار مهامه وصلاحياته خدمة لغايات وأجندات تفرضها مصالح وتوجهات بعض القوى الدولية المهيمنة في استهداف سوريا بغرض تأجيج الأوضاع فيها وتصعيدها على حساب دماء السوريين الأبرياء وأمن سوريا واستقرارها وسيادتها الوطنية».

اجتماع «خليجي» السبت

وفي الرياض، قال وزير الإعلام بالنيابة يوسف بن أحمد العثيمين، بعد اجتماع الحكومة برئاسة الملك عبد الله، ان «مجلس الوزراء شدد على أن إخفاق مجلس الأمن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية يجب ألا يحول دون اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية أرواح الأبرياء ووقف نزيف الدم وجميع أعمال العنف التي تنذر بعواقب وخيمة على الشعب السوري واستقرار المنطقة»، مناشدا «المجتمع الدولي عدم التوقف عن بذل الجهود المخلصة وإيجاد حل لهذه الأزمة التي حصدت المئات من أبناء الشعب السوري ويهدد استمرارها بكارثة إنسانية».
وأعلن وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي لوكالة «فرانس برس» ان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي سيعقدون السبت المقبل في الرياض اجتماعا مخصصا لبحث الوضع في سوريا، مشددا على عدم وجود «وسيلة اخرى للحل إلا الحوار»، مشيرا الى ان الحل في سوريا قد «لا يكون بالضرورة على نمط ما حصل في اليمن لكن الحوار تحت أي مخطط يؤدي الى إزالة هذه الازمة».
وقال ان الاجتماع الخليجي «سيبحث ما انتهى اليه الامر بعد إخفاق مجلس الامن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية لحل الازمة السورية وتبادل وجهات النظر حول إمكانية ان يوجد وضع جديد لحل هذه الازمة أو يؤسس على مسيرة اخرى أو منظور آخر».
وأعرب الرئيس التركي عبد الله غول، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك في انقرة، عن خيبة أمله من الفيتو الروسي – الصيني، مكررا دعوة الأسد إلى قبول التغيير. وقال «نشعر بالحزن من القرار في الأمم المتحدة. على الجميع أن يتذكر أن حقبة الحرب الباردة انتهت، وانتهاكات حقوق الإنسان واستخدام القوة العسكرية ضد المدنيين، ليس لها أي مكان في العالم». وأضاف ان «سوريا على طريق اللاعودة، لذا أفضل ما يقوم به الأسد لهذه البلاد وللشعب هو التوقف عن التمسك بسياسته وتقبل التغيير».

ميدانياً

أعلن عن إنشاء «المجلس العسكري السوري الأعلى» برئاسة العميد الركن المنشق مصطفى أحمد الشيخ ليكون بمثابة «هيكل تنظيمي» للمنشقين، وبهدف «تحرير سوريا»، فيما نأى «الجيش السوري الحر» في بيان عن «المجلس العسكري الثوري»، معتبرا أن توقيت إعلانه يصب في «خدمة النظام» السوري.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، «قتل 69 شخصا في اعمال عنف، واقتحمت قوات تابعة للنظام مدينة الزبداني في ريف دمشق». وأوضح «قتل 42 مدنيا خلال قصف وإطلاق نار في أحياء بابا عمرو وكرم الزيتون وكرم الشامي والخالدية والانشاءات وباب السباع في حمص». وأضاف «قتل الباقون في الرستن في محافظة حمص والزبداني وريف دمشق وحلب وادلب».
وذكرت «سانا» ان «ثلاثة ضباط استشهدوا بنيران مجموعة ارهابية مسلحة هاجمت حاجزا عسكريا في بلدة البارة في جبل الزاوية في ادلب وخطفت عددا من العسكريين». ونسبت اعمال العنف في حمص الى «مجموعات إرهابية مسلحة»، مشيرة الى ان «الجهات المختصة تلاحق الارهابيين وتشتبك معهم». وقالت وسائل إعلام حكومية إن «مجموعات إرهابية مسلحة تطلق قذائف الهاون في المدينة وتضرم النار في الإطارات وتفجر المباني الخالية لإعطاء الانطباع بأن حمص تتعرض لهجوم». واتهمت السلطات «المجموعات الارهابية» بتفجير خط لنقل النفط في منطقة بابا عمرو في حمص وخط لنقل الغاز شمال تلبيسة في حمص. 

السابق
أوقفوا العدّ؟!
التالي
النهار: واشنطن ترى الأسد خاسراً وتقفل سفارتها