موسكو تطلق مبادرتها لمعالجة الأزمة السورية… وتؤكد على عودة الحرب الباردة مع الناتو

 بعد انتهاء جلسة مجلس الأمن الأخيرة علقت صحيفة "البعث" السورية قائلة:  "إن "الفيتو" التاريخي لكل من روسيا والصين جنّب سورية ويلات التدخل الدولي، وجنب العالم شظايا الانفجار الكبير الذي كان مخططاً لذلك التدخل أن يحدثه في المنطقة"، وأوضحت أنه "إذا كان "الفيتو" الروسي الصيني قد أثار اشمئزاز المندوبة الأميركية، فهذا دليل على أنه قد أصاب هدفه النبيل، وأما غضبها الشديد من روسيا والصين لأنهما لم تسمعا صوت الشعب السوري فنهاية في الوقاحة، لأن ما فعله البلدان الصديقان هو بالضبط أنهما سمعا صوت الشعب السوري لا صوت أميركا و"الجزيرة" وأخواتها".

وختمت بالقول إنه "بقي أن نتقدم بالتعازي الحارة للمتآمرين على سورية من الحكام العرب وخاصة ملوك وأمراء وشيوخ النفط على المصيبة الكبرى التي أصابتهم جراء فشل المشروع الذي كلفوا بتنفيذه"، آملين أن "يتعظوا ويعودوا إلى رشدهم، وألا تدفعهم قوة الصدمة إلى المضي في سلوكهم الهستيري العدائي إلى حد الجنون". 

وتقول مصادر عربية إن الخبراء الروس بدأوا بالعودة بقوة إلى الأجهزة السورية التي ساهموا في بنائها وتدريب ضباطها في الماضي، ويشرفون على إعادة تأهيل بعضها، في ظل الحديث عن رغبة النظام السوري بالاستفادة من نافذة مفتوحة ودعم روسي واضح كي يحاول استعادة المناطق التي أنكفأ عنها في الأشهر الماضية، لا سيما في أرياف المدن التي تجنب فيها مواجهات واسعة، والمبادرة إلى تصعيد الحسم ضد المعارضة مستفيداً من تقارير مراقبي الجامعة العربية التي أقرت بتسلح وعسكرة في الحراك الشعبي، لا سيما مع توسع «الجيش السوري الحر».
ولا يستبعد خبراء أن تكون العودة الروسية الاستشارية والسياسية، احدى الأوراق التي
ستلعبها موسكو باستعادة الصلة مع المؤسسات العسكرية والأمنية السورية، التي يعرفها خبراؤها عن قرب، لوضع احتمال الانقلاب العسكري على الطاولة، إذا لم تنجح المبادرات الحالية بالحفاظ على الموقع الروسي الاستراتيجي في سوريا في ظل العودة إلى الحرب الباردة.
وعلى الجانب الآخر لدى الخاسرين في المواجهة في نيويورك. لم يفاجئ الفيتو أحدا من الذين عملوا على اختبار تصميم روسيا على الذهاب حتى النهايات المنطقية للدفاع عن النظام السوري. ولم تنجح الجامعة العربية في تسليم الوديعة السورية الحارقة إلى الأسرة الدولية، ولكنها لن تستردها وحيدة، بعد أن عملت طيلة الأسابيع الماضية على إيصالها إلى مجلس الأمن.

وفي سياق آخر ستقبل الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق غداً وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يرافقه رئيس الاستخبارات ميخائيل فرادكوف. وفيما يعمل الأول للحصول على ضمانات من الرئيس السوري بالقبول بتقديم تنازلات سياسية حقيقية، يعمل الثاني على طلب إعادة تفعيل اتفاق روسي- سوري سابق لاستئناف محطة التنصت الروسية في دمشق عملها في منطقة القوس التركي الأسيوي.

ويأتي المسعى الروسي رداً على نشر حلف شمال الأطلسي درعه الصاروخي في تركيا، وهو ما اعتبر تهديداً أطلسياً مزدوجاً لروسيا وإيران ـ حيث قال نائب رئيس الحكومة الروسي ديمتري روغوزين امس ان روسيا ستبني نظام دفاع جوي وفضائي قوي في مواجهة تهديدات صواريخ حلف شمال الأطلسي (الناتو).
ونقل روغوزين الذي شغل منصب الممثل الدائم لروسيا لدى الناتو قبل أن يعين مؤخرا نائبا لرئيس الوزراء للإشراف على القطاع الدفاعي الروسي على حسابه بموقع التدوين المصغر «تويتر» عن أمين عام الناتو أندرس راسموسن قوله ان الناتو سيواصل «تطوير نظام الدفاع الصاروخي لأننا نشعر بمسؤولية قوية لحماية شعوبنا بفاعلية من التهديد الصاروخي». وكتب المسؤول الروسي ردا على ذلك «حسنا بالنسبة إلينا نحن نشعر بالمسؤولية لحماية شعبنا من تهديد صواريخكم وسنبني نظام دفاع جوي وفضائي متين». وأشار إلى أن مؤتمر ميونيخ الثامن والأربعين للسياسات الأمنية فشل في الوصول إلى تسوية بشأن بناء نظام دفاع صاروخي أوروبي. 

السابق
ثورتان موازيتان
التالي
فيتو يبيح سفك الدم