فيتو يبيح سفك الدم

بعيدا من موقفنا من النظام السوري ما بين الاب والابن، وهو موقف لا شك فيه على الاطلاق، اي رغبتنا في زواله وانعتاق الناس في الداخل السوري، وفي لبنان تحديدا، من ظلمه، نسأل ما هو الحل الانسب لحال هذا النظام وامثاله امام المجتمع الدولي؟ وهل يجوز لمصالح الدول ان تبقيه دهرا وتسلمه لبنان الذي تحول ملفا عنده ثم تقرر ازاحته عندما تنتفي الحاجة اليه؟ وهل يجوز للفيتو الروسي او الصيني ان يعرقل زواله بسبب مصالح الدولتين في المنطقة وحاجة الاولى الى موطئ قدم ينحسر مع زوال الانظمة الموالية للاتحاد السوفياتي السابق؟

اليوم نشهد في المدن السورية على مجازر تتكرر امام العالم المتحضر التواق الى سلام في دوله، فيما هو يبقي العالم الثالث والدول الفقيرة والمتخلفة، تتحول بحيرات من دماء، كأن لا قيمة للانسان ولا شرعة لحقوق هذا الانسان، او كأنه كائن حيواني من سلالة الاصناف المعدة للذبح.
حمامات الدم في سوريا امر غير مقبول على الاطلاق، والموت المجاني للمواطنين السوريين، في ضمير المجتمع الدولي الذي لم يناصر تغيير النظام حتى تاريخه. ولعل روسيا يجب ان تحتل موقعا متقدما في هذا المجال، اذ خبرت التغيير قبل غيرها، وقلبت نظاما ديكتاتوريا سابقا، وجنحت نحو ليبرالية ورأسمالية هما موضة العصر.

بعيدا من موقفنا من النظام السوري للاسباب السياسية وللحسابات اللبنانية، لا يجوز ان يستمر اي نظام يقتل ابناءه ومواطنيه ويقوم على اكتافهم ويورث ابناءه واحفاده واصهاره السلطة من دون وجه حق. لا تستقيم الاوضاع في سوريا بقتل الناس ليعيش الملك، ولا يمكن سجن كل الناس المعارضين لضمان الاستمرار، بل على العكس يرى الناس حلا بقتل الملك او بسجنه، كما حصل في كل الانظمة التي سقطت وانهارت. ولعل من الضروري الافادة من العبرة والاعتبار مما سبق، وقبول الحل العربي بالتخلي عن السلطة واجراء انتخابات ديموقراطية صحيحة وتأليف حكومة وحدة وطنية، او ذهاب جميع الاطراف الى طائف أو دوحة تنتج حلا بغطاء عربي، لان مصالح الدول تتبدل و"فيتو" اليوم قد لا يدوم طويلا. وحتى ذلك التاريخ ستبذل دماء جديدة وكثيرة وسيصير كل حل اكثر تعقيداً بل مستحيلا.  

السابق
موسكو تطلق مبادرتها لمعالجة الأزمة السورية… وتؤكد على عودة الحرب الباردة مع الناتو
التالي
موقف نواف سلام ..