المركزية: انضمام حزب الله الى الحملـة على ميقاتي

ترك انضمام حزب الله الى الحملة التي يشنها تكتل التغيير والاصلاح وتحديدا التيار الوطني الحر على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اكثر من تساؤل وعلامة استفهام، خصوصا ان قيادات الحزب كانت حتى الامس تدعم رئيس الحكومة في مواجهته لوزراء تكتل التغيير داخل مجلس الوزراء وتعمد الى مراضاة ميقاتي في مواقفها على حساب التكتل ورئيسه العماد ميشال عون، علما ان حزب الله كان حتى الامس ايضا يعد بالتدخل مع حلفائه ومكونات الغالبية النيابية وقوى الثامن من آذار بتفعيل الحكومة والتدخل لحلحلة الكثير من الصعوبات التي تحول دون عملها كخطوة تصب في النتيجة في مصلحة رئيس الحكومة ودعم موقعه السياسي الذي اهتز اخيرا بفعل انضمام العديد من التيارات والاحزاب المؤيدة للنظام السوري الى الحملة التي تستهدف موقع الرئاسة الثانية وشاغلها راهنا.

وفي المعلومات بحسب اوساط سياسية دبلوماسية ان حزب الله يشن حملة استباقية على رئيس الحكومة قبل سفره الى فرنسا ومحادثاته الرسمية هناك سيما بعدما تنامى اليه من مراجع عليمة ان الرئيس ميقاتي سيتناول مع المسؤولين الفرنسيين ومن بين الملفات المطروحة على جدول اعمال الزيارة بعض انشطة القطاع المصرفي اللبناني الذي توجه اليه اتهامات بين الحين والآخر عن استقبال رؤوس اموال سورية وتبييض الاموال الخاصة بحزب الله، علما ان الرئيس ميقاتي كان قد نجح في الآونة الاخيرة من خلال الاتصالات التي اجراها مع البنك الدولي والهيئات والمنظمات المالية الاميركية في تجنيب لبنان وبعض المصارف التي راجت اسماؤها بالتعامل مع حزب الله مع عقوبات دولية.

وتقول الاوساط الدبلوماسية ان باريس اعطت الضوء الاخضر لزيارة رئيس الحكومة الى فرنسا التي سيغادر اليها منتصف الاسبوع بعد مشاركته في القداس الاحتفالي في ذكرى مار مارون الخميس المقبل بعدما وفى لبنان بالتزاماته المالية في تمويل المحكمة الدولية الخاصة به، وكانت للرئيس ميقاتي اليد الطولى في اتخاذ القرار متخطيا في ذلك معارضة كل مكونات الحكومة له وايعازه الى الهيئة العليا للاغاثة التي تخضع مباشرة لرئاسة الحكومة تسديد حصة لبنان من تمويلها ومن ثم اشراكه القطاع المصرفي في قرار التمويل هذا فودفع المبلغ من قبل جمعية المصارف.

وتضيف: ان باريس اعدت جدولا حافلا بالملفات والقضايا لمحادثات رئيس الحكومة الرسمية في قصر الاليزيه مع الرئيس نيقولا ساركوزي ورئاسة الحكومة الفرنسية وفي وزارة الخارجية. وان عناوين هذه اللقاءات للرئيس ميقاتي ستركز على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصا المساعدات الفرنسية للبنان بشقيها العسكري والانمائي اضافة الى قضايا شائكة اخرى وفي مقدمها القضايا المتعلقة بوجود القوات الدولية العاملة ضمن القوات الدولية "اليونيفل" وما تعرضت له من تفجير واعتداءات اودت بحياة العديد من افرادها.

وتقول الاوساط الدبلوماسية في هذا المجال ان باريس ستطرح على الرئيس ميقاتي خطة ترمي الى توسيع مهام وانتشار قوات الامن اللبنانية وتحديدا الجيش في منطقة الجنوب وتخلي القوات الدولية والفرنسية، تحديدا عن بعض مهماتها للقوى الرسمية اللبنانية على ان تبحث في تفاصيل الموضوع لاحقا مع المختصين والمعنيين في الموضوع من سياسيين وامنيين.

وتقول الاوساط ان من بين الملفات الشائكة في المحادثات اللبنانية – الفرنسية المرتقبة ما يتعلق بأنشطة حزب الله سواء في منطقة الجنوب وانتشاره الذي بات واضحا هناك ومخالفته القرار 1701 اضافة الى انشطته المالية. وان حزب الله وعلى رغم علمه بصدقية الرئيس ميقاتي ومواقفه اللبنانية الاصيلة الصرف الا انه ومن قبيل التحسب للامور واستباقها يقف اليوم هذا الموقف المؤيد جزئيا للهجوم على رئيس الحكومة وانتقاد مواقفه عله يحصل على ضمانات او بعض اشارات واضحة لما ستكون عليه الامور من الملفات التي ستطرحها باريس.

وفي سياق متصل، اكدت اوساط مطلعة ان الرئيس ميقاتي سيتوجه الى باريس من دون ان يصطحب معه وفدا وزاريا وانما بعض المعاونين والمستشارين بعدما بلغ التعاطي داخل الحكومة حد تعليق جلساتها بفعل الارباكات والتجاذبات السياسية اضف الى انه فضل ان يعقد لقاءاته مع المسؤولين الفرنسيين في اطار ضيق جدا.
  

السابق
عبود: لسنا جزءاً من المشـكلة وجاهزون لأي جلسة لمجلس الوزراء يحدّدها ميقاتي
التالي
مانجيان يتوقع حلاً حكومياً قريباً