فابيوس: ملتزمون بوحدة لبنان وأمن إسرائيل

بين زيارتين، واحدة لاسرائيل وفلسطين تمت في الساعات الماضية، واخرى لاحقة لقطر، حط رئيس الوزراء الفرنسي السابق لوران فابيوس في بيروت موفدا من المرشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية الفرنسية فرنسوا هولاند. واذا كان الهدف الاساسي للزيارة التي تندرج ضمن جولة على دول المنطقة تمثل في شرح ثوابت السياسة الخارجية الفرنسية، قبل نحو شهرين من الاستحقاق الرئاسي، فمن الطبيعي ان يشكل لبنان جزءا من جدول اعمال الموفد الرئاسي لأسباب عدة. في مقدمها الروابط التاريخية التي تجمع البلدين، الى الاطلاع عن كثب على تحولات "الربيع العربي" وخصوصا في سوريا وقياس تداعيات الاحداث المحتملة على لبنان.

وشملت لقاءات فابيوس مروحة من المسؤولين، هم رئيس الجمهورية ورئيسا مجلس النواب والحكومة ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، وعدد من قوى 14 آذار والمسؤولة عن المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين، وتختصر خلاصتها، وفقا لمصادر ديبلوماسية معنية" بتوجيه "رسائل طمأنة" الى اللبنانيين حيال مجموعة قضايا تبدو بمثابة ثوابت للخارجية الفرنسية، ولم يغب عنها ملف اوضاع اللاجئين السوريين شمالا. ووصفت المصادر الديبلوماسية حصيلة المحادثات بـ"الايجابية".
وقد اوجز فابيوس لـ"النهار" ثوابت هولاند بتأكيد مجموعة عناوين، منها ان "التزام فرنسا ضمن القوة الدولية مستمر انطلاقا من تمسكنا بوحدة الاراضي اللبنانية، وهي وحدة تفرض ان يتم ضمانها. تؤدي اليونيفيل من وجهة نظرنا دورا مفيدا، وتساهم الكتيبة الفرنسية فيها في شكل مهم".وفي بلورة للسياسة الفرنسية في هذا الشأن وخصوصا في ظل الجدل الدائر حيال سحب القوى الفرنسية من افغانستان نهاية 2012، يقول:
"بقدر موافقتنا على المشاركة في افغانستان بعد 2001، بتنا منذ 2005 نعتبر ان معنى الحضور العسكري بدا اقل دقة . قلنا ان لا حل عسكريا هناك. اذا كانت المسألة تتعلق بـ"القاعدة"، فان مكافحتها لا تتم بحضور 250 الف جندي." اما في ملف المحكمة الدولية ومحاكمة المطلوبين غيابيا وسط الانقسام اللبناني حول التمديد للبروتوكول، فيؤكد انه "يجب ان تتمكن هذه المحكمة من اداء عملها كي تحدد المسؤوليات. ومن هذا المنطلق اتخذت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي قرارا قضى بتوفير المساهمة المالية، لم يكن سهلا، ونرحب به".
وعن محادثاته مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين، ومدى استعداد هولاند في حال فوزه لدعم الاعتراف بعضوية الدولة الفلسطينية في الامم المتحدة، يوضح "نحن مع ضمان امن اسرائيل وقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، ندعو الى حوار حقيقي بين الجانبين. في منطقة مضطربة تبرز فيها تهديدات. مبادؤنا واضحة".

وبالتزامن مع التهديدات الايرانية والمعطيات المتكررة عن ضربة عسكرية محتملة لايران، يشرح موقف هولاند بالقول: "نعتبر ان حصول ايران على السلاح النووي العسكري يشكل خطرا كبيرا. واذا حصل ذلك، فان الامر لن يقتصر على مخاطر بالنسبة الى دول يمكن ان تضرب بهذه الاسلحة، ولكن الامر يشكل تشجيعا على انتشار هذا السلاح. نعارض هذا الانتشار بدءا من ايران. ووفقا لتقارير الوكالة الدولية للطاقة النووية، يبدو ان طهران غير راغبة في وقف البرنامج، لذا وضعت العقوبات لردعه. هي عقوبات مبررة، ونأمل ان تكون كافية كي يدرك المسؤولون الايرانيون ضرورة اتخاذ اجراءات تثبت انهم لا يذهبون في اتجاه تملك سلاح نووي".

وكان فابيوس وصف في مؤتمر صحافي "تصرف نظام الرئيس بشار الاسد وسقوط آلاف القتلى" بالأمر "غير المقبول"، آملا "أن يوافق مجلس الأمن على مشروع قرار في هذا المجال". وأضاف: "لن يحل المشاكل كلها ولكن سيسمح اذا تمت الموافقة عليه بوقف المجزرة وايجاد الوسائل للتوصل الى حل". وابدى تفهمه لموقف الحكومة اللبنانية لجهة النأي عن الأحداث في سوريا، معتبرا ان "على مجلس الأمن ان يدعو الى وقف القمع واجراء حوار مع المعارضة". وذكر بأن لا معاهدة بين لبنان والمفوضية العليا للاجئين داعيا الى التحسب لامكان ازدياد اعدادهم.
وعن "الربيع العربي"، قال "نرى أن الديموقراطية تستلزم انتخابات ولكن هذا لا يكفي. يجب احترام حقوق الاقليات. ودور فرنسا مواكبة هذه الحركة مع الانتباه الى عدم تحريفها عن مسارها".
 

السابق
اللواء: مبادرة بري تنتظر زيارة باريس وفريق عون يطالب ميقاتي بالتراجع!
التالي
الإسلاميون قادمون.. ما العمل؟