الأنوار: تحذير سامي الجميّل من اعتداء… ونصيحة من جنبلاط لاجهزة الامن

الى جانب التعقيدات السياسية في الوضع الحكومي، برزت أمس معلومات عن استهدافات أمنية لبعض النواب والسياسيين لتزيد من الارباكات التي تعيشها البلاد. ورغم ان رئيس الحكومة أعلن أمس انه ليس بوادر الاستقالة أو الاعتكاف، إلاّ أن مصادر وزارية توقعت ان يطول تعليق جلسات مجلس الوزراء ومعه المأزق السياسي.
وقد شنّ الرئيس نجيب ميقاتي هجوما وقائيا أمس وقال: آن الأوان لكي يكون مجلس الوزراء منتجا، تناقش فيه كل الأمور بوضوح وضمن الأصول، لا مكانا للسجال وتسجيل النقاط والتعطيل. مشيرا الى ان لا المناكفات ولا الحسابات الشخصية تصلح كمعيار لعمل الحكومة.
وأضاف ان البعض يسعى الى تعطيل مجلس الوزراء، وهذا أمر نرفضه باسم اللبنانيين ولا يجوز تضييع الوقت، مؤكدا انني كنت ولا أزال منفتحا على النقاش الهادىء لكن المسائل المرتبطة بالدستور وبالاصلاحات لا يمكن ولا يجوز التهاون فيها أو الوقوف موقف المتفرج.
وفي المقابل قال الوزير جبران باسيل أمس ان ما حصل في جلسة مجلس الوزراء الأربعاء، هو محاولة فرض أو اقناع، مشيرا الى أنه من حق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان يطرح أسماء لتعيينها في الادارات التابعة لرئاسة مجلس الوزراء، ولكن من حق الوزراء ان يقبلوا أو يرفضوا.

وأضاف باسيل: ان انتظام عمل مجلس الوزراء يكون بالتوازن فيه. وكما من حق رئيس الحكومة عدم الدعوة لجلسات، كذلك من حق ثلث الوزراء عدم الحضور.
وفي هذه الأجواء المتشنجة، عكست المواقف الوزارية حال التأزم التي دخلتها البلاد فتوقع الوزير مروان خير الدين ان يطول تعليق جلسات مجلس الوزراء لأسابيع.
التهديدات الأمنية
ومع التعقيدات السياسية برزت أمس مخاوف أمنية على اثر شيوع معلومات عن احباط محاولة لاغتيال النائب سامي الجميّل. إلاّ أن مسؤولا أمنيا كبيرا أكد ان الأمر لم يتعد تنبيها نقلته الأجهزة المختصة للنائب الجميّل بضرورة أخذ الحيطة والحذر في هذه المرحلة الدقيقة.
وقد أكد النائب الجميّل ذلك مساء أمس وقال: تلقيت اتصالا من رئيس جهاز أمني لبناني أبلغني فيه عن امكانية استهدافي في مكان وزمان محددين وطلب منّي عدم الذهاب الى المكان الذي كنت أقصده.
أضاف: هذه الأمور لا تخيفنا، ولا تمنعنا عن قول الحقيقة. وانطلاقا من هنا نعد الجميع بأننا لن نتوقف وسنبقى نعمل مع الشرفاء من أجل السلام والحرية والحياة الحضارية في لبنان مهما كانت التهديدات والظروف، متقدما بالتهنئة الى الجهاز الذي اتصل به، آملا ان يبقى العمل احترافيا لكي تكشف كل المعلومات.

 جنبلاط: لتعاون الأمنيين
وفي الإطار ذاته، أمل النائب وليد جنبلاط مساء أمس ان تتعاون الأجهزة الأمنية في موضوع المخططات الأمنية.
وفي حديث الى قناة LBC رفض جنبلاط الكشف عما ذكر عن تهديد باستهدافه، وقال: أفضّل عدم الدخول في نوع من الاثارة، وأتوجه بكلامي الى الأجهزة الأمنية بأن أي حدث أمني يمسّ الجميع، ولذا عليهم ان يتشاوروا ويخرجوا هذا الأمر من الجدال العلني. ليس وقتها الآن ان نخوّف المواطنين. قرأت المعلومات حول استهدافي في الجريدة، لا أحب هذا النوع من الاثارة، فهو يخلق قلقا عند الناس. لم يبلغني أحد أي شيء. الاشاعة نفسها وصلت الى الرئيس نبيه بري ولم يبلغني أحد شيئا رسميا. الأفضل لمن يملك المعلومات، فرع المعلومات أو المخابرات أن يتعاونوا.
وعما حصل داخل الحكومة وتهديد ميقاتي بالاعتكاف قال: كل شيء قابل للحل ولكن المطلوب من شركائنا وحلفائنا في حزب الله، ونحن حريصون ان نبقى وسنبقى في هذا التحالف الذي بدأ في كانون 2011 لمصلحة البلد ودرء الفتنة، ان يتكلموا مع العماد عون، فلا يمكن ان نكمل على هذا المنوال. اليوم هناك حدث هائل في المنطقة هو الازمة السورية، ويمكننا معالجة التعيينات بهدوء ومن دون مزايدات.
واضاف: لميقاتي ورئيس الجمهورية كل الحق في الاختيار بموضوع التعيينات، ويحق لسليمان ان يكون له خياره في التوظيفات من كل الناس. فلا يمكننا الغاء دوره. كما ان معركة الرئاسة لا تزال بعيدة حتى عام 2014 وكأن هناك بعض الحسابات من هذا النوع. كلنا يجب ان نتساعد لتمرير الامور الاساسية للمواطن في التعيينات الداخلية والدبلوماسية والامنية.

منشور عون
وقال: من غير المسموح لأحد منا ان يعتكف من الحكومة. لا احد يقوم اليوم بابتزاز ميشال عون، ولكن كل اسبوع او اسبوعين لديه منشور يقول لنا فيه انهم هم اشرف الناس ونحن لا شيء. فهمنا انهم اشرف الناس ولكن هذا يكفي. لا اريد ان اقول لعون شيئا. لا يفرق معي. ولكن شأن المواطن يجب ان يتيسر بالحد الادنى. وايضا حزب الله في قلبه مرارة، وفي مكان ما وزراء حزب الله في خطهم السياسي والوظيفي ممتازون. هناك الكثير من المزايدة وهذا يكفي. فلنأت بالكفاءة واليس شبطيني لها الاقدمية ولهذا اخترناها لموقع رئاسة مجلس القضاء لا اكثر ولا اقل.
وتابع جنبلاط: عون كان احد اركان ثورة الارز ولا يحق له ان يهين الاحياء والاموات من ثورة الارز الذين اعادوه من المنفى. واذا كانت قناعته ان يتحالف مع حزب الله فنحن متحالفون ايضا مع حزب الله ولكن نسجل نقطة اعتراض في ما يتعلق بمعالجة الموضوع السوري. لن تمشي الامور بحسب عون بالحسم العسكري في سوريا بل بالحل السياسي.
وتابع جنبلاط ردا على سؤال: لا احد يعرقل مشاريع وزير الطاقة جبران باسيل، ولكن ميقاتي قال له هناك صناديق عربية ودولية مستعدة لتمويل خطة الكهرباء، وباسيل رفضها بحجة انها تأخذ الكثير من الوقت، وهذا امر غير صحيح.
وعن الوضع السوري قال جنبلاط: انا خائف على سوريا، لذلك مجددا اقول واتوسل ان يقبل اي عاقل تبقّى في القيادة السورية بالمبادرة العربية تدريجيا، واناشد اصدقاء سوريا ان يساعدونا على الحل السياسي. في لبنان يجب ان نتفق على الثوابت. لن تنفجر الامور في لبنان اذا ما استدرك الامر وكان هناك حل سياسي في سوريا. يجب الاتفاق على ان يكون السلاح في مواجهة اسرائيل لا لاستخدام السلاح في الداخل. ويجب ان يثبت السلاح كخط دفاع عن لبنان والحوار كخط دفاع عن الامن اللبناني ثم نتفاهم كل على طريقته على الحل السلمي في سوريا. وعلينا ان يقوم كل عبر قنواته، والسيد نصرالله عبر قنواته وانا عبر قنواتي، واتمنى على الشيخ سعد الحريري ان يعود ويستعمل قنواته مع النظام السوري، للمساعدة على ايجاد الحل السياسي. ولكن مراهنة البعض على سقوط السلاح مع سقوط بشار، معادلة جنونية. 

السابق
الشرق الأوسط : لبنان: الهوة تتسع بين أطراف الحكومة على خلفية التعيينات وميقاتي يعلق جلسات مجلس الوزراء
التالي
الحياة : وفاة نسيب لحود أحد أركان ثورة الأرز… وميقاتي يعلن انه لن يستقيل او يعتكف