هل تخلّت موسكو عن الأسد؟!

هل بدأ الجليد الروسي الذي يعرقل مجلس الأمن عن اتخاذ قرار بشأن الأزمة السورية في الذوبان؟
يبدو السؤال ضرورياً بعد قراءة تصريح سيرغي لافروف الذي نقض كل ما سبق أن أعلنته موسكو بشأن تمسكها بالرئيس بشار الاسد. ففي حين كان الاهتمام منصباً على مجلس الأمن وهو يستمع إلى الشيخ حمد بن جاسم والدكتور نبيل العربي، يعرضان "المبادرة العربية"، وصل تصريح لافروف من أوستراليا وفيه حرفياً: "لم نقل في أي وقت وفي أي مكان أن بقاء الاسد في الحكم شرط لحل الأزمة، بل قلنا إن الحل يجب أن يكون سورياً"!
وصدّق أو لا تصدق انه عندما سئل لماذا إذاً تقدّم موسكو للاسد دعماً غير مشروط قال: "إننا لسنا أصدقاء وحلفاء الرئيس الأسد"!
ولكن من المعروف أن موسكو أبلغت قبل ثلاثة اسابيع العواصم الإقليمية والدولية "أن الأسد يبقى رئيساً ونتفاوض على التفاصيل الأخرى"، وكانت بهذا تعكس ما يتلاقى مع الموقف الإيراني الذي ابلغ إلى جماعة "الإخوان المسلمين" وأعلنه محمد طيفور، وهو يدعو الى بقاء الأسد مقابل تشكيل "الاخوان" الحكومة وهو ما رفضوه!

منذ متى لم تعد موسكو تتمسك بالاسد ولا تعتبره صديقاً أو حليفاً، وما الذي حصل ويحصل وراء الكواليس وفي سياق الصفقات والديبلوماسية السرية ليغيّر الأمور، وإلى أين سيقود هذا التحول المهم، وما هي التطمينات أو الفواتير التي حصلت عليها موسكو وبأي مسألة أو منطقة أو ملف تتعلق؟
هذه أسئلة ضرورية الآن، وخصوصاً أن من غير المنطقي ربط كلام لافروف بالمبادرة الروسية إجراء مفاوضات بين الأسد والمعارضة في موسكو وهو ما رفضه المجلس الوطني السوري.
فعلاً ماذا حصل؟ فقبل عشرة أيام قدّم جيفري فيلتمان عرضاً سخياً الى نده الروسي ميخائيل بوغدانوف مقابل تخلي موسكو عن الاسد فاتصل بوغدانوف بفلاديمير بوتين وجاء الجواب: "بشار الأسد خط احمر. إذا أردتم التغيير ما رأيكم بالعميد ماهر الأسد"؟!

من المبكر معرفة ما حصل، لكن من المؤكد أن كلام لافروف هو بداية ذوبان الجليد الروسي الذي يعطل مجلس الأمن وهو الذي يمكن أن يؤدي الى حل سياسي من خلال نقاط في المشروعين الروسي والمغربي، بعدما اعلنت الجامعة العربية رفضها التدخل العسكري في سوريا، وبعد إحساس روسي متزايد بأن ليس في وسع دولة كبرى أن تستمر في الرقص السياسي على قبور السوريين.
ربما لهذا تتركز مراهنة واشنطن على محادثات معمّقة تجري مع الروس ويقول مارك تونر انها تهدف الى قرار يدعم مبادرة الجامعة ويخضع نظام الأسد للمحاسبة!  

السابق
مجزرة كرة القدم في مصر تحصد أكثر من 75 قتيل و1000 جريح !!
التالي
شبح إسرائيل يحاصر الثورة السورية