المرأة والربيع العربي شريكة في صنع الثورات

ربيع من أجل امرأة عربية جديدة! فأي مواطنة تريدها المرأة في الربيع العربي؟ وما هو طموحها؟ الخوف من أن يتحول الربيع العربي خريفاً للمرأة العربية، باستبدال الحكام الآلهة بالرجال الآلهة… لكن الطموح أن يحقق التغيير ما تصبو اليه المرأة بعدما كانت في المقدمة بين الثورات والانتفاضات.
هذا ما ظهر في منتدى المرأة العربية والمستقبل (NAWF) في دورته الخامسة التي افتتحها في بيروت وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، في حضور نحو 500 مشارك من 21 بلداً. وتحدث في الاحتفال الى ابو فاعور، الرئيسة الفخرية للمنتدى النائبة بهية الحريري، السفير الفرنسي دوني بييتون، ممثل مجموعة MBC مازن حايك والرئيسة المؤسسة للمنتدى نادين ابو زكي. 

وجه ابو فاعور تحيتين استثنائيتين الى بيروت والى المرأة الفلسطينية، "بيروت التي تنتدي في ربوعها المرأة العربية حاولت ان تصنع ربيعها الخاص، وقدمت التضحيات في شوارعها. شهادات مهدت قبل سنوات للربيع العربي، ولتبقى النخب اللبنانية في نشاطها".
أضاف: اتمنى ألا يكون الربيع العربي خريفا للمرأة العربية. فالثورات التي قامت ضد التعسف والظلم، لا يمكن ان تستبدل الحكام الالهة بالرجال الآلهة. الثورات التي قامت ضد الظلم ومن اجل المساواة لا يجوز ان تقتصر على المكاسب السياسية، انما يجب ان تكون المساواة فعلية بين الرجل المرأة.
وامل ابو فاعور ان تستطيع النخب والأنظمة العربية الناشئة الجديدة الإجابة على سؤال واحد وهو انتفاء التمييز بين حقوق الجميع من اثنيات واقليات والوصول الى مساواة في المواطنة الكاملة. فالمرأة كانت شريكة اساسية في صنع الثورات ونأمل ان تكون شريكة في المكاسب.

من جهتها، قالت الحريري، "ان الحديث عن الربيع العربي هو مسالة بالغة الدقة والخطورة، فلا نستطيع ان نسهب او نختصر او ننتقد، لكن الامر الوحيد الذي نستطيع قوله هو ان قلوبنا مع هذا الربيع واحلامنا مع فتياته وشبابه. نريد لمجتمعاتنا ودولنا زمنا مستقرا ودولا عادلة وحاضنة، وعدالة وحرية. نريد لهذا الربيع ان يلم الشمل في اطار هوية عربية حديثة. ونريد خلاصا لأعدل قضية في التاريخ الحديث، نريد لأخواتنا الفلسطينيات وإخواننا الفلسطينيين ان تكون لهم دولتهم وعاصمتها القدس الشريف".
وأكد بييتون دعم فرنسا للمرأة اللبنانية والمرأة في العالم العربي. وقال، ان سياسة فرنسا تركز على دعم وحدة لبنان واستقراره وسيادته، لافتا الى انه لا يمكن إتمام هذه المهمة بنجاح ما لم تحترم الحقوق الأساسية، وما لم يتم الاعتراف في شكل كلي بالمساواة القانونية والاجتماعية والاقتصادية بين المرأة والرجل. 9

مازن حايك أشار في بداية كلمته، الى ما ورد في تقرير دولي صدر حديثاً، أن "الربيع العربي" الذي أزهر في منطقة الشرق الأوسط العام 2011، كلّف البلدان المعنية أكثر من 55 مليار دولار. لكن، ما لم يَهدُف إليه التقرير أصلاً، هو المقارنة ما بين كلفة "الربيع" الناشئ من جهة، وثمن الخيارات "الشتائية" البديلة على مرّ السنين، من جهة أخرى، لتبيان أي منهما كان أغلى على المنطقة وأشدّ وطأة على أهلها…".
اضاف: "لا بدّ للمرأة العربية، والرجل معها، من طرح بعض الأسئلة، عن ماهية المكاسب الفعلية التي حقّقتها المرأة من ثوراتٍ كان لها الدور في صناعتها، ومن "ربيعٍ" شاركت بفاعلية في انضاجِه، جنباً إلى جنب مع الرجل؟ وهل يُمكن أن تشهد حقوق المرأة، غير المكتملة أصلاً، تراجعاً في عهد الثورات والثوار؟ وما هي الأَدوار التي يُنتَظر من المرأة العربية أن تؤديها اليوم وغداً، وكيف ستوجِد لنفسها مكاناً مرموقاً في مرحلة بناء الدول والمؤسسات وتعزيز مَفهوم المواطَنة والمُساواة؟".
وقالت ابو زكي: منذ أكثرَ من خمسِ سنوات، يَنْطُقُ NAWF باسمِهِنَّ، يُعبِّرُ عن رغبتِهنَ في التغيير. ويمشي على وَقْعِ خَطَواتِهِنَّ.
ألم يبشّرْ مسارُهُنَّ سلفًا بالربيع؟ ربيعِ من أجلِ امرأةٍ عربيّةٍ جديدة؟ فكَيْفَ نُديمُ الربيع، ربيعًا للمرأة؟ أيّ حريّة؟ أيّ مساواة؟ أيّ مواطنة تُريدها؟.
ويتابع المنتدى اعماله اليوم بندوات ويختتمها بمسيرة "سوا سوا" باتجاه السرايا الحكومية، بالتزامن مع مسيرة لمعهد العالم العربي في باريس ترفع الشعارات نفسها. 

السابق
أميركية تزوجت … مبنى!
التالي
حريق في شقة في كورنيش النهر وفوج اطفاء بيروت يعمل على اخماده