البناء: عليق جلسة الحكومة بعد خلاف على تعيينات هيئة التأديب

فرض الموقف الروسي الحاسم في مجلس الأمن على الرؤوس الحامية في بعض الدول العربية والغربية تأجيل جلسة مجلس الأمن إفساحاً في المجال أمام الاتصالات والمشاورات مع كل من روسيا والصين، في سبيل الوصول إلى مسودة مشروع يتناسب مع وجهة نظر كل من موسكو وبكين الرافضة لفرض عقوبات على سورية أو الإشارة إلى ما تضمنه مشروع «الجامعة العربية» من دعوة لتنحي الرئيس بشار الأسد وأيضاً أي تلميح حول تدخّل أجنبي.
وقد حسمت روسيا الموقف بعد تأجيل جلسة مجلس الأمن بتأكيد مندوبها في المجلس فيتالي تشوركين «أن بلاده ستستخدم «الفيتو» ضد أي قرار غير مناسب بشأن سورية».

تعليق جلسة مجلس الوزراء

أما على الصعيد الداخلي، فكان الأبرز أمس، انتهاء جلسة مجلس الوزراء التي عقدت عصراً في قصر بعبدا على «زغل» بعد خلاف حصل حول التعيينات المدرجة على جدول الأعمال والمتعلقة برئيس وعضوين في الهيئة العليا للتأديب ورئيس إدارة الموظفين ومدير إدارة الأبحاث في مجلس الخدمة المدنية.
وذكرت مصادر وزارية أن نقاشاًَ مطولاً حصل خلال الجلسة، حول مسألة التعيينات حيث أبدى عدد من وزراء تكتل التغيير والإصلاح اعتراضهم على طرح الأسماء من دون استشارتهم، فكان أن حصل نقاش لم يخلُ من الحدة انتهى بقول رئيس الحكومة لوزراء تكتل التغيير «إذا لم توافقوا على التعيينات سأرفع الجلسة ولن أحدد أخرى قبل الاتفاق على الموضوع».

أوساط ميقاتي

وأوضحت الأوساط القريبة من رئيس الحكومة، أنه عندما طرح بند التعيينات والذي اعتمد مبدأ الكفاءة لهيئات مرتبطة برئاسة الحكومة، أبدى وزراء تكتل التغيير والإصلاح اعتراضهم على ما جرى اقتراحه من أسماء، فرد الرئيس ميقاتي قائلاً لهم «لا يجوز أن تستمر الأمور على هذه الحال، وهناك تعطيل متعمد لجلسات وعمل مجلس الوزراء، وهذه أمور لا يجوز أن تستمر، وتوجه بعدها إلى رئيس الجمهورية بالقول: «فخامة الرئيس أطلب منكم رفع الجلسة وأنا لن أدعو إلى جلسات قبل الانتهاء من هذا التعطيل».
وقالت إنه في ضوء ذلك «ترجل الوزير شربل نحاس وأراد الخروج من الجلسة فقال له ميقاتي «هناك نصاب في الجلسة وحتى لا يقال إنكم عطلتم النصاب فآمل ألا تخرج من الجلسة.. لكن رئيس الجمهورية تدخّل وأنهى الجلسة».
ورداً على الشائعات التي سرت بعد الجلسة، أوضحت أوساط الرئيس ميقاتي أن لا استقالة ولا اعتكاف لرئيس الحكومة.

مصادر وزارية

وبدورها، قالت مصادر وزارية لـنا: إن الخلاف بسبب تسمية رئيس الهيئة، ما أدى إلى اعتراض وزراء عون الذين أكدوا عدم استشارتهم بالأمر.
واعتبرت المصادر أن ما آلت إليه الجلسة يهدف إلى أمرين الأول عدم إحراج رئيس الحكومة، والثاني إفساح المجال أمام المزيد من الاتصالات للاتفاق على موضوع الخلاف.  

الغرب يسعى لاستيعاب الصفعة الروسية
وبالعودة إلى الوضع في سورية، فقد تعرض صقور العرب والغرب إلى صفعة قوية في مجلس الأمن بعد فشلهم في تمرير مسودة المشروع التي جرى إعدادها في الغرف السوداء ما بين عرب أميركا ودوائر الاستخبارات الغربية والأميركية، وذلك تحت ضغط الموقفين الروسي والصيني الرافضين لأي قرار ضد سورية من خلال التهديد باستخدام «الفيتو» في حال إصرار بعض الدول العربية والغربية على طرح المشروع على التصويت.
وفيما تستمر المشاورات في مجلس الأمن وخارجه قبل عقد جلسة رسمية جديدة في اليومين المقبلة، أكد مندوب روسيا في مجلس الأمن فيتالي تشوركين «ان بلاده ستستخدم «الفيتو» ضد أي قرار غير مناسب بشأن سورية».
بدوره، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أنه لا تصويت خلال الأيام المقبلة على قرار بشأن سورية في الأمم المتحدة.
ومن جهته، قال مندوب روسيا لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيغوف إنه لا يرى مجالاً لتمرير مشروع القرار الغربي ـ العربي بشأن سورية في مجلس الأمن الدولي إذا لم يستبعد صراحة إمكان التدخل العسكري ضدها.
وكان المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة لي باودونغ أعرب عن معارضة بلاده لاستخدام القوة ولأي ممارسات تدفع إلى تغيير الأنظمة.

دمشق: جلسة مجلس الأمن للتدويل

أما في المواقف السورية، فقد اعتبر الناطق باسم الخارجية السورية جهاد المقدسي في حديث له أمس أن هدف جلسة مجلس الأمن كان للتجييش ضد سورية وللتدويل التدريجي.
وأسف المقدسي لأن «لعبة الأمم المتحدة مختلفة عن لعبة الجامعة العربية، فالوضع العربي الضعيف يتيح لبعض الدول الصغيرة بأن تسيطر على القرار العربي وتقوم بفرض عقوبات، أما في الأمم المتحدة فهناك دول عظمى».
من جانبه، أكد وزير الإعلام السوري عدنان محمود «أن 90 في المئة مما يبث في بعض وسائل الإعلام العربية والأجنبية حول سورية لا أساس له من الصحة، وأن ما تروج له هذه الوسائل الإعلامية من احتلال للساحات في دمشق وبعض المحافظات وغيرها من أخبار لا يمت إلى الواقع بصلة، ويذكرنا بالأخبار الكاذبة التي روجتها بعض القنوات نهاية شهر رمضان المبارك الماضي عن احتلال الساحات الرئيسية في دمشق»، موضحاً أن «هذه الحرب الإعلامية تعتمد إحلال الصورة الافتراضية المصنعة مكان الواقع والمشهد الحقيقي في سورية».

تأجيل اجتماع الجامعة العربية

في هذا الوقت، تحدثت بعض المعلومات عن تأجيل جديد لاجتماع وزراء الخارجية العرب الذي كان دعا إليه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لبحث مصير المراقبين في سورية إلى الحادي عشر من الشهر الحالي.
العربي يبرر الذهاب إلى مجلس الأمن!
وكان العربي اعتبر في حديث له أمس أن الموقف الروسي إيجابي بشأن الموضوع السوري وأن أهم أمر في هذا الموقف هو مشروع القرار الذي يطالب بوقف العنف فوراً، قائلاً: «إنه أساس لكل شيء».
وحاول العربي تبرير لجوئه ووزير خارجية قطر إلى رفع القضية السورية إلى مجلس الأمن بادعائه ان «مشروع القرار الذي جرى إعداده ـ بإيعاز أميركي ـ لا يتضمن استخدام القوة ولا العقوبات ولا فرض حظر للسلاح».
وحذّر العربي من استمرار المعارضة السورية في الوقوع في «وهم» بأنه «لو نقل الملف إلى مجلس الأمن ففي ذلك العصا السحرية». ورأى أن «ما تريده الجامعة العربية هو أن نصل عبر العملية السياسية إلى مصالحة سياسية ووطنية لتحقيق ما يريده الشعب السوري من حماية وديمقراطية».

حملة أميركية وفرنسية

أما غربياً، فقد استمرت الحملة من واشنطن إلى باريس وعواصم أخرى ضد سورية، فرأت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون «أن عدم تحرك مجلس الأمن لحل وضع سورية يضعف مصداقية الأمم المتحدة»، داعية «إلى إصدار بيان واضح جداً عن مجلس الأمن يدعم دور الجامعة العربية».
وبدوره، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي «أن موقف روسيا كان أقل سلبية خلال جلسة مجلس الأمن». وأبدى أمله بأن «يكون بداية لتبني قرار يدعم خطة الجامعة العربية». لكن الناطق باسمه بيرنار فاليرو الذي يبدو بأن عمله في الدبلوماسية الفرنسية هو إطلاق المواقف ضد سورية، فقد كرر مزاعمه حول «القمع في سورية». وقال إن «بلاده تعمل في مجلس الأمن للتوصل إلى قرار حيال سورية».

… واستحضار للجمعيات!

كذلك استحضرت الحملة الغربية ما تسمى المنظمة الحقوقية في نيويورك فاتهمت «روسيا بعرقلة إصدار قرار في مجلس الأمن حيال سورية». كما جرى استحضار ما تسمى لجنة حقوق الإنسان في الجامعة العربية التي أطلقت اتهامات ومزاعم بحق رئيس فريق المراقبين محمد مصطفى الدابي.  

السابق
قماطي: فرنسا تتجاهل تخريب سوريا من قبل المجموعات المسلحة
التالي
نسيب لحود في ذمة الله