حوار حول المساعدة على الحمل ورأي رجال الدين

أقيم في مستشفى الساحل أمس، حوار ونقاش حول «تقنيات المساعدة على الحمل ورأي رجال الدين»، برعاية وزير الصحة العامة علي حسن خليل، ممثلاً بالدكتور أسعد خوري، وبحضور النائب السابق بيار دكاش، وحشد من الأطباء والفاعليات والشخصيات الطبية والاجتماعية والتربوية والإعلامية.
علامة
بعد النشيد الوطني، قدّمت رندى منصور الخطباء، ثم تحدث رئيس مجموعة الساحل الطبية في لبنان فادي علامة، معتبراً أنّ هذا اللقاء «هو باكورة سلسلة من النشاطات وحملات التوعية التي التزم بها المستشفى، و«منتدى الساحل» على مدار السنة، تحت شعار «نحو مجتمع أفضل خال من المخدرات»، وغيرها من الأمور التي نسعى لأن تكون في خدمة كل مواطن أينما كان، لا سيما منطقة ساحل المتن الجنوبي الذي قدّم أهله الكثير من التضحيات وما زال، ونحن علينا أن نقدم جزءاً من ردّ الجميل إلى من ضحّى وعمل في سبيل لبنان وأرضه».
وأكّد أن «كل الاعمال والأنشطة التي تقام، هي شعار إنساني نرفعه ونعمل به كي نمحو صفحة الحرمان عن كاهل أهلنا، وما دمنا نعمل، فلا نفرّق أبداً بين شخص وآخر، ولا نميّز بين مسيحي ومسلم، لأن توجهنا إنساني واجتماعي بامتياز».
الأب ابراهيم
بعد ذلك بدأت حلقة الحوار، فتحدث راعي أبرشية حارة حريك الأب عصام ابراهيم عن «موقف الكنيسة من الإخصاب الاصطناعي»، فقال: «إن الكنسية هي مع أو ضدّ، ما نتحدث عنه هو أمر يجب أن يكون شرحه موضوعياً، أو بالاحرى هو رأي ديني لأن البحث يتناول الانسان بكل أبعاده».
وأضاف: «إن وثيقة مجمع العقيدة والايمان الصادرة سنة 1987، تحدثت عن الارشاد في احترام الحياة الناشئة وفي شرف الانجاب، وهي جواب على نداءات كبار العلماء الذين يقرون للكنيسة بخبرتهم الواسعة في الشؤون البشرية، والكنيسة لا تريد أن تغزو مجال العلم والتقنيين، بل دعت إلى احترام الكرامة الخاصة بالحياة البشرية، ولا يمكن لأي عالم أحيائي، ولا أي طبيب، الادعاء انطلاقاً من اختصاصه العلمي بأنه صاحب القرار في أصل البشرية ومصيرها».
المفتي طالب
من جهته، لفت المفتي الجعفري الشيخ أحمد طالب إلى أن «الحمل الاصطناعي هو من المسائل التي أثيرت حولها الكثير من التساؤلات والاشكالات، وانقسمت آراء الفقهاء بين مؤيد بشروط ومعارض، وذلك تبعاً للحالة المعروضة، ولكون هذا الموضوع من الأمور الحساسة ذات التداعيات الاجتماعية والاخلاقية، لا بد من دراستها وبحثها بطريقة ترتكز على أسس علمية ولا تتعارض مع الأسس التشريعية، آخذين في الاعتبار البعد المقاصدي للشريعة، الذي يرتكز على حفظ الأنساب وروابط الرحم التي تؤسس إلى نظام أسري مترابط، تتشكل من خلاله الجماعة التي تربطها ببعضها أسس القربى».
وأضاف: «إن المرتكز الثقافي الذي ينشأ من خلال ثقافة التشريعات الفقهية في المدرسة الاسلامية، تختلف في نظرتها عن سائر المجتمعات التي تنطلق في البحث عن حلول لمسألة العقم في دائرة البدائل المتاحة، بعيداً عن البنوّة الحقيقية التي تتصل في البعد النسبي ليكون الفرع استمراراً للأصل، يحمل معه الأبعاد الوراثية، وبعيداً عن البنوّة الشرعية المحكومة لمعايير تشريعية دقيقة، تمنع اختلاط الأنساب وتؤمن المناخ الملائم لحفظ الاعراض، والتزام الحدود في العلاقات، بعيداً من التفلت واللاانضباطية».
الشيخ الرافعي
وتحدّث القاضي الشيخ يحيى الرافعي عن موضوع الاخصاب والحمل الاصطناعي، فاعتبر أن «الشريعة الاسلامية بمفهومها العلمي تتطلع إلى هذا الموضوع من نواح عديدة، أولها كيفية الحمل وعملية التلقيح، ومن أين تأتي لأنها تعتبر بالنسبة إلى الدين حالة علمية متطورة لا شك فيها، ولكن تبقى شرعنتها على المستوى الفقهي، ولأن المراجع الدينية لا تعارض أبداً هذا الامر إلا في حالات لديها الخصوصية، وهي لا تتعارض مع العلم، بل هناك ضوابط أخلاقية تلزم الفقهاء بالتروّي والاطلاع على حيثيات الموضوع بكل تفاصيله، حتى يبنى على الشيء مقتضاه، عندها ينظر الدين والشرع بها ويأخذ القرار المناسب، لأنه لا يجوز أن نحرم أياً من البشر من الابناء، طالما أن هناك وسيلة علمية تحقق لنا ذلك، ويبقى مرهوناً بالعامل الاخلاقي والديني وعدم الخروج عن الانسانية أو المحرمات، وطبعاً كل تلك الامور مرهونة بما توصل إليه الطب ويعمل عليه، والدين يواكب أي تطور ولكن بحذر، كي لا يقع الشك».
سوبرة
بعد ذلك قدّم رئيس مركز الساحل للإخصاب، الدكتور أنور سوبرة مداخلة حول الموضوع المطروح، شارحاً أهميته بالنسبة إلى حالات العقم، واعتبر أن الدين لا يتعارض مع العلم والطب والتقنيات والحداثة، لا بل هو مكمل لما نعمل عليه، ونتقدم من أجله، لأن صحة الانسان وحياته الاجتماعية تشكل بالنسبة إلينا أهمية كبرى.
ثم جرى حوار مفتوح ونقاش علمي وديني شارك فيه الحضور واختصاصيون وأطباء، وأقيم حفل كوكتيل على شرف الحضور.  
 

السابق
الاسرائيليين هم شعب متألم وكئيب
التالي
العلاجات الطبيعيّة… هل تملك هذه الوصفات الحل ؟