الثورة السورية..والكذب

بعد دخول ثورتنا السورية شهرها الحادي عشر اصبح من النافل الحديث عن أن هناك وجهات نظر, في الثورة محايدة وموضوعية في المجال العربي والاقليمي وحتى الدولي نسبيا, وجهات نظر تلبس لباس الموضوعية, من أجل هدف واحد وحيد هو استمرار آل الأسد بالسلطة, هؤلاء لم يقدموا بديلا واحدا عن هذا الأمر, لسبب بسيط أنهم يكذبون في كل كلمة يكتبونها عن وضعية الثورة, وعن أخطاء الثورة والتشكيك بها, ويكذبون في رفعهم شعار لا للتدخل الخارجي, ومنهم من يتحدث عن مقاومة وإسرائيل, كذبهم نابع من مقولة بسيطة جدا تظهر تهافت كل ما يدبجونه يوميا عن ان الثورة مؤامرة. "حزب الله" وكتاب "حماس" ومن لف لفهم أو أنها حركة تمرد محدودة (أدونيس ومن لف لفه), أو انها سلفية كتاب إسرائيل وإعلامها, او أنها طائفية بعض مدعي العلمانية وبعض من ارتبطت مصالحهم مع السلطة من مثقفي الأقليات هؤلاء كيف يمكن أن نصدق دعواهم وهم لا يجيبون على سؤال واحد بسيط": هل مقدر لسورية أن تبقى مزرعة لآل الأسد؟ أو هل مقدر على الشعب السوري أن يبقى تحت حكم العسكر ؟ أكثرهم موضوعية يقول: لا تستطيع الثورة السلمية اسقاط هذا النظام, والتدخل الدولي لحماية المدنيين غير ممكن,وبالتالي حقنا للدماء, علينا أن نرى الحل بالجلوس مع النظام الأسدي! تحاور قاتل بعرفهم. كيف يمكن أن نصدق كل ما يقولونه ويكتبونه? النظام الذي يدافعون عنه جاء للسلطة بانقلاب عام 1970 ووضع كل رفاقه ممن أتوا به إلى السلطة بالسجون, ثم ورث ابنه بطريقة اضحكت العالم! ولم يجر في تاريخ البشرية الحديث والمعاصر, أن يتغير دستور دولة مرتين في اللحظة نفسها النظام الذي يدافعون عنه قتل في لبنان وفي فلسطين والعراق والأردن وتركيا ومصر, واعتقل الالاف من الدول العربية, ومع ذلك لا نزال نجد هذه الاصوات.

11 طفلا في حمص في مجزرة حي البياضة قتلتهم "شبيحة" هذا النظام أمام أمهاتهم, هذا الحي الذي لم يكن فيه تواجد للجيش السوري الحر, هل يمكن في دولة تحترم نفسها أن يتسبب رئيسها بمقتل 11 طفلا, ويبقى في السلطة? حتى لو عن طريق الخطأ, ام ان الشعب السوري لايحق له أن يعيش في دولة فيها قانون على الجميع? أدونيس ألا يطالب بدولة علمانية ودستورية? أنا هنا لا أحاول الرد على ادونيس بل أفند حجج من يستند إليه, في تشكيكه بالثورة, تحدثوا عن حلب فخرجت حلب, وخرجت السويداء.
نكتة اخرى تواجهنا أن على الشعب السوري تطمين الأقلية التي ينتمي إليها أفراد النظام, يا أخي والله عجيب, وكأنهم تعرضوا للقتل والمجازر من قبل…ليذكروا لنا من تاريخ سورية شيئا يدعم وجهة نظرهم, يتحدثون عن أنهم كانوا مضطهدين ومهمشين, كيف؟ في الدولة السورية التي تشكلت أين كان التهميش والاضطهاد يطالهم ولا يطال أهل حوران والاكراد وجبل الدروز وريف دير الزور والرقة وغيرها? نسي هؤلاء أن التاريخ يتحدث عن مرحلة اقطاع وعن مرحلة ريف ومدينة في الصراع الطبقي؟ هم يعرفون جميعهم بما فيهم أدونيس وحسن نصر الله وخالد مشعل وبعض أصدقائنا من كتاب "السفير" و"القدس العربي", أن من يمنع أي تدخل دولي ليس روسيا ولا الصين, بل إسرائيل, هم لا يعرفون هذا فقط, بل هم متأكدون منه, والاطرف في الجهة المقابلة من الغرب, هناك من يشكك بالثورة لجهة أن معارضتها لم تقدم تطمينات لإسرائيل أيضا, فيجب بالتالي دعم بقاء العصابة الحاكمة هم يسمونها كذلك, صار مطلوبا من الشعب السوري الذي يتعرض لكل هذا القتل والدمار الممنهج أن يطمئن كل العالم! معقول شعبنا مخيف إلى هذا الحد؟ هل يوجد كذب في العالم تجمع حول شعب كما يتجمع الآن على شعبنا السوري وضد حريته وكرامته وأن يعيش مثله مثل بقية شعوب الارض. 

السابق
الانباء: كهرباء لبنان مقطوعة وسجالاتها مولعة
التالي
اللواء: لجنة الإعلام زارت مركز التحكّم وأصرّت على الضوابط القانونية