دفع فواتير الكهرباء مرّتين

يتعرّض الجنوب لأزمة تدفئة حادة في ظلّ فقدان المازوت الأحمر، وارتفاع سعر قارورة الغاز، والغياب شبه الكلّي للتيار الكهربائي، مما يضاعف الأزمات على المواطنين، الذين بُحّت أصواتهم، وفرغت جيوبهم، وباتوا حيارى لا يدرون ماذا يفعلون.

همٌّ جديد يُضاف إلى هموم المواطن، هو الإرتفاع الجنوني المتواصل لفاتورة الكهرباء لدى الدولة وأصحاب المولدات الخاصة، والتي باتت تشكّل عامل ضغط إضافياً على المواطنين، الذين يُعانون أصلاً من وضع إجتماعي صعب، فكيف سيواجه سكان بلدات وقرى الجنوب، الذين يئنّون من وطأة الحالة الإقتصادية المتردية، والأزمات الجديدة الناجمة عن التقنين القاسي للتيار ورسوم الإشتراكات، في ظلّ تخوّف من زيادة جديدة على فاتورة الكهرباء؟

وتساءل بعض الجنوبيين : ماذا يفعل العامل والموظف كي يؤمّن الكهرباء من دون دفع نصف راتبه؟ وكيف سيتمكن المواطن من مواجهة تحديات الحياة الاقتصادية والمعيشية في ظل التراجع في فرص العمل في المنطقة؟

إزاء ذلك، رأى المواطن حسين غندور أن "الحل الوحيد لمواجهة هذه الأزمة، هو بالتوقف عن استخدام كهرباء الدولة وخدمة المولدات الخاصة لمدة طويلة، والتوقف عن دفع الرسوم، والتصعيد لتتحمل الدولة مسؤولية ذلك".

وأشار إلى "أن التقنين القاسي الذي تخضع له القرى غير مقبول، وعلى المسؤولين التحرك لإيجاد الحلول قبل أن يرحل المواطن عن وطنه".

"فالج لا تعالج"

من جهته، إعتبر رئيس بلدية عربصاليم محمود حسن، "أن الدولة موجودة صورياً، لذلك لن أطلب أي شيء، "فالج لا تعالج"، مثل لبناني نقوله عندما نشعر أننا نعيش في دولة تطالب بحقها ولا تؤمّن حقوق مواطنيها، فكلفة فاتورة المولدات الخاصة مرتفعة، والخدمة أقل بكثير من المطلوب، وخسارة وتعب وإرهاق، ماذا أفعل؟ عمري تجاوز الستين عاماً، ولا أستطيع العمل في أي مهنة أخرى لتأمين المتطلبات الحياتية الجديدة".

وتمنّى حسن "أن يتحرك المعنيون في الإدارات الرسمية لحل الأزمات المتتالية، وخصوصاً مشكلة الكهرباء والتقنين القاسي الذي يواجه قرى المنطقة، أو العمل على تأمين الحاجات الضرورية لبقاء المواطن في وطنه وأرضه".

بدوره قال مختار النبطية محمد صبحي جابر:" نعيش من قلة الموت، ونحن نرفض أن ندفع فاتورتين للكهرباء، كما أن ارتفاع فاتورة المولدات الخاصة تؤثر بشكل مباشر على حياة الأهالي. وأشار الى أن "الوضع الإقتصادي مزرٍ ونحتاج إلى من يبادر لإنشاء المشاريع الإقتصادية لزيادة فرص العمل وتحسين ظروف الحياة". وتابع:" سئمنا هذه العيشة، فالكهرباء لا تأتي، والجابي يحضرأول الشهر بفواتير عالية، واشتراكات المولدات الى ارتفاع. 
  

السابق
حتى في السجون …لا أمن
التالي
البعريني: لدعم حقوق المعلمين المتعاقدين