فابيان تحصل على تأشيرة الدخول

لم يفهموا الرسالة..»أصدقاء» لارا فابيان في لبنان. قرأوا «رسالة الحب» التي وجهتها إليهم منذ حوالى الأسبوع لتعتذر عن الغناء في لبنان، لكن يبدو أنهم لم يدركوا فحواها. كتبت لهم أن «الحب هو السلاح الوحيد ضد عدّوه اللدود، الحقد»، وأنها لا تحبذ الحقد بل «التسامح والكرم والحقيقة» لذا تمنّت على «الذين لا يرغبون بمجيئها إلى بلدهم الجميل» ألا يقلقوا فهي «لن تزعج راحة بالهم بوجودها» لأنها «لا تغني تحت وطأة التهديد». لكن بما أنها تؤمن أن الحب «لا يعترف بضوابط الزمان والمكان»، ستحيي حفلة عيد الحب لتبث عبر شاشة كبيرة في كازينو لبنان، حيث كان حفلها مقرراً».

لكن «الأصدقاء» تجاهلوا الاعتذار، اذ ان الشركة المتعهدة لحفلي فابيان، لا زالت تواصل استعداداتها لحفليها المقررين في الرابع والخامس عشر من شباط المقبل. «بعدنا ناطرين التأشيرات من الأمن العام، وعم نبيع بطاقات ومكملين بالحملات التسويقية. على أساس أنها ستأتي»، على حد تعبير اراكيل توباليان من الشركة.

وقد أتى اعتذار فابيان، بعد الرسالة التي وجهتها إليها «حملة مقاطعة داعمي «اسرائيل» في لبنان» لتعلمها فيها بأنها ستناشد الشعب اللبناني والعربي لمقاطعة حفلاتها وأعمالها على خلفية دعمها لإسرائيل. اما الشركة المنظمة للحفلة، فما زالت تتابع تأشيرات الدخول لفابيان وفرقتها مع الامن العام اللبناني، متمنيّةً أن تعود فابيان عن قرارها. «بس خايفة أكيد»، يجزم توباليان، «لأنها، كأجنبية، لمن ييقولوا لها رح نقاطعك، أكيد رح تحس بالتهديد». وإن كانت الشركة ما زالت تسعى لإقامة حفلي فابيان ومصرّة على قدومها، فذلك «من أجل صورة السياحة بلبنان، حتى مش كل مرة بدو يجي فنان اجنبي، بدها تقوم حملة ضده»، وفق توباليان، مذكراً بالحملة التي أقيمت ضد الكوميدي الفرنسي – المغربي جاد المالح وفرقة الروك البريطانية «بلاسيبو» التي «خسر متعهدها يومها مادّياً بسبب الحملة».

الا ان الحملة تردّ بالأرقام لتنفي انها تقاطع كل الفنانين الأجانب. «أتى آلاف الفنانين الأجانب الى لبنان السنة الماضية، من فرق موسيقية ومطربين و«دي.جايز»، ولم تصدر الحملة سوى اربع بيانات للمقاطعة»، كما يشير الناشط في الحملة وسام صليبي. واكّد صليبي ان الحملة لم تهدد اي فنان ولا تسعى الى ضرب السياحة، بل «نحن ندعو الفنانين إلى مقاطعة إسرائيل، وليس مقاطعة لبنان. ولكن إن أرادوا ان يحييوا الحفلات في لبنان وإسرائيل، فلنا الحق بمقاطعتهم».
في حين لا ترى الشركة المتعهدة أي مخالفة للقانون في قدوم فابيان طالما «أن الدولة لا تمنع لارا فابيان من دخول البلاد»، أكد مصدر مسؤول في ألأمن العام اللبناني في اتصال مع «السفير»، أنه تم منح فابيان تأشيرة دخول كونه «لا يوجد عائق قانوني يحول دون ذلك». ولدى التذكير بقانون المقاطعة (1955) واحتمال مخالفة الأمن العام له رفض المصدر التعليق على الموضوع، مكرراً «أنه لا يوجد عائق قانوني أمام منحها تأشيرة دخول».

في المقابل، علمت «السفير» ان لائحة مقاطعة إسرائيل تصدر عن مكتب مقاطعة إسرائيل في وزارة الاقتصاد، ويتم تعميمها على الجهات الرسمية المعنية، وأنه من الممكن ان تكون اللائحة لا تتضمن اسم فابيان. ومع أن معجبي فابيان في لبنان قد علموا أن تأشيرتها قد صدرت، وأن الشركة المنظمة ما زالت تعتزم إقامة حفليها، لا سيما أنها لم تصرح بنيّـتها العودة عن قرارها بعدم القدوم إلى لبنان، لم تخف وتيرة بيع بطاقات حفليها التي تتراوح بين المئتين والخمسمئة دولار للبطاقة الواحدة، بحسب شباك التذاكر في «الفيرجين ميغاستورز» حيث تباع البطاقات. «لم نبع كل البطاقات، لكنها تكاد تنفد من منطقة المئتي دولار»، كما يشير احد العاملين على شباك التذاكر. كذلك، يضيف أن «وتيرة البيع لم تخف، لكن الناس يتصلون ليتأكدوا أن الحفل ما زال قائماً، وحين نفيدهم بالإيجاب، يأتون لشرائها».
وفي حال قدمت فابيان وأحيت حفليها في لبنان، فإن الحملة ستواصل نشاطاتها الداعية إلى المقاطعة «من دون إرهاب احد، بل بالمخاطبة استناداً إلى المعلومات والضغط الأخلاقي»، بحسب د.سماح إدريس، وستجتمع الحملة اليوم لمناقشة الخطوات التالية المزمع اتخاذها في حال عادت فابيان عن قرارها.  

السابق
الطقس غداً غائماً جزئياً إلى غائم مع أمطار متفرّقة صباحاً وثلوج تناهز الـ800 متر
التالي
حتة من قلبي..