عباس: المحادثات انتهت بلا نتائج

تنتهي اليوم (أمس- الخميس) المهلة الزمنية التي أعلن عنها الفلسطينيون بأنهم يخصصونها للمحادثات مع إسرائيل التي أجريت في الشهر الأخير برعاية أردنية في عمان. وحسب مصادر دبلوماسية، فان الرباعية تجري جهد اللحظة الأخيرة لمنع انهيار المحادثات، ولكن يبدو أن الاحتمال لذلك ضعيف.
مبعوث رئيس الوزراء المحامي اسحق مولخو التقى أمس (الأربعاء) للمرة الخامسة في عمان رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات، ولكن في هذه المرحلة لم تتحقق صيغة تسمح باستمرار المحادثات. في اللقاء مع مولخو شدد عريقات على أنه لان إسرائيل لم تعرض موقفها في موضوع الحدود، فمن ناحية الفلسطينيين فان الـ 26 من كانون الثاني هو موعد انتهاء المحادثات.
بعد اللقاء نشر وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، الذي تحت رعايته جرت خمس جولات من المحادثات، بيانا حاول فيه بكل قدرته الامتناع عن الإعلان عن الفشل. فقد قال جودة: «رغم المواقف المتعارضة، فقد تميزت اللقاءات بالصدق والجدية الشديدة. نحن الآن في مرحلة فحص نتائج المحادثات. سنتشاور مع الطرفين ومع الرباعية لفحص السبل لتواصلها».

قبل لقاء مولخو مع عريقات التقى في عمان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) مع الملك الأردني عبد الله الثاني وشدد على أن المحادثات مع إسرائيل استنفدت ذاتها ولم تحقق أي نتيجة. «الإسرائيليون لا يزالون يرفضون الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية»، قال عباس. «إذا تغير هذا الوضع فلا مانع من العودة إلى المحادثات». وشدد رئيس السلطة الفلسطينية على أنه في 4 شباط سيلتقي في القاهرة مع وزراء خارجية لجنة المتابعة في الجامعة العربية وسيعرض عليهم وضع المحادثات مع إسرائيل لاتخاذ قرار مشترك بشأن ما سيتم لاحقا. وقال عباس: «سنجري تقييما للوضع ونقرر الخطوات التي سنتخذها».

إسرائيل من جهتها دعت الفلسطينيين إلى عدم تفجير المحادثات. «نحن ندعوهم إلى عدم ترك هذه المحادثات»، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطاب له في الكنيست أمس (الأربعاء). «المحادثات تجري رغم المصاعب التي يضعونها في وجهها، وليس نحن. أنا جد آمل أن يفهم الفلسطينيون بان مصلحتهم هي المواصلة في مسار المحادثات إذ في نهاية المطاف فقط عبر المحادثات والمفاوضات يمكن تحقيق التقدم في تسوية النزاع وحله». وأضاف نتنياهو بان «الحل يجب أن يأخذ بالحسبان ما يجري حولنا، السرعة التي يتغير فيها الوضع عندما تشتد التهديدات، وهي تشتد. إسرائيل يجب أن تتمسك جدا وبقوة بالترتيبات الأمنية على الأرض في كل تسوية مستقبلية، ولكن من اجل الوصول إلى تسوية مستقبلية يجب أن نتحدث».
رئيسة المعارضة تسيبي لفني، انتقدت أمس (الأربعاء) بشدة المساعي السياسية لنتنياهو وقالت: «يتبين أن ليس لرئيس الوزراء أي فكرة عن كيفية إدارة المفاوضات أو أنه لا يريد إدارة مفاوضات مع الفلسطينيين. هاتان الإمكانيتان سيئتان لشعب إسرائيل». وأضافت لفني تقول: «اليوم دولة إسرائيل هي دولة منعزلة، يجب القيام بأمرين: إما تجميد البناء أو الإفراج عن سجناء فلسطينيين من قبل أوسلو».

هذا والتقى رئيس الوزراء على مدى ساعتين مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون وبحث معها الوسائل لمنع انهيار المحادثات. واطلعت أشتون نتنياهو على أنه في 3 شباط سيلتقي مسؤولو الرباعية في ميونخ في محاولة لبلورة مخرج اللحظة الأخيرة. وأشارت اشتون أمام نتنياهو بان خطوات إسرائيلية مثل تحرير سجناء فلسطينيين كفيلة بان تساعد على إقناع عباس بالبقاء في المحادثات مع إسرائيل.   

السابق
فياض في دافوس: عملية السلام لم تكن في وضع مؤسف الى هذا الحد منذ اوسلو
التالي
المفتي عبد الله: التفرقة والطائفية والمذهبيةادوات للقضاء على الوطن وسيادته