حيط الرأي

المناقشات مستمرة في الصالونات وفي أماكن العمل، من وراء الشاشات وداخل الإذاعات، في السيارات والاجتماعات المغلقة.
نعرض في ما يأتي نموذجاً من المناقشات جرى قبل يومين بين مجموعة مختلفة الانتماءات من المثقفين:

الأول: ما قولك يا فلان، الآن وقد مضى على الحراك السوري أكثر من عشرة أشهر هل ما زلت عند رأيك؟
الثاني: كما قلت لك منذ اجتماعنا الأخير، الأمور اقتربت من نهايتها.
الأول: أي نهاية تقصد؟ بعد شهر على الحراك قلت لي ان الأمور "خلصت" والآن عدد القتلى يزيد عن خمسة آلاف؟
الثالث: سمعت ان السلطة السورية فقدت سيطرتها على معظم المناطق الحدودية هل هذا صحيح؟
الثاني: الأميركيون والأوروبيون وإسرائيل يمدون المعارضة بالسلاح ويشجعونها على تحضير منطقة حدودية، تشبه بنغازي، في الشمال أو الجنوب حتى إذا انتهوا من انتخاباتهم جاءوا ليتدخلوا عسكرياً.
الأول: ولماذا كل هذا؟ لماذا لم نسمع بعد بأي إصلاحات؟
الثالث: النظام يقول انها مؤامرة فهل يقدم للمتآمرين إصلاحات؟
الثاني: انتم لا تعرفون حقيقة ما يجري. نعم انها مؤامرة.
الثالث: ومن يشترك في هذه المؤامرة؟
الثاني: أميركا وأوروبا ودول الخليج العربي وتركيا ومعظم دول أفريقيا واليابان واوستراليا وكندا.
الثالث: أي ثلاثة أرباع الكرة الأرضية؟!
الأول: يبدو ان حزب البعث في سوريا يواجه حرباً كونية وانتم تعتقدون انه سينتصر فيها!
الثاني: هذا كلام غير مقنع.
الثالث: صدقوني المؤامرة فشلت والنظام انتصر. خلصت.
الأول: إذاً لا داعي للإصلاحات.
الثاني: ولا داعي لكل هذا النقاش. بخاطركن.
الثالث: انتم جزء من المؤامرة.
الأول: إذا كنت جزءاً من الإصلاحات فنحن لم نعد نريدها.
  

السابق
ثوريات
التالي
الحياة: السنيورة: الوزير رفض تمويل الكهرباء من صناديق عربية