ثوريات

لم يكن اعتذار رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري من النائب السابق مصباح الأحدب على الهواء مباشرة عبثاً, بل أتى من اقتناع ذاتي وليس استشاريا لأنه أخطأ بحق أحد أعمدة الساحة السياسية اللبنانية الشمالية التي لا تعرف الى الخداع والاحتيال طريقاً, ولا الى التدليس و»تمسيح الجوخ« سبيلاً, فكان الاعتذار بمثابة هز العصا لممثلي "السين" السورية في طرابلس, (ميقاتي والصفدي وكرامي), واعلان واضح وصريح بأن "سينكم" لن تنفعكم بعد الآن.

فكرة الحريري بعد سكرته غير المبررة اطلاقاً, أعادت بعضاً من المياه الطرابلسية الى مجاريها على أن تعاد بأكملها مع خطوات جريئة نأمل من الحريري اتخاذها نصرة لأهل المدينة. لكن السؤال هنا: هل الاعتذار من الأحدب كاف? وهل حجز مقعد له ضمن لائحة "ما تبقى" من قوى "14 آذار" كاف? وهل وجوده ضمن أكثرية محتملة في انتخابات عام 2013 ولكن "مقيدة" و"متخبطة" كاف? وهل وجوده ضمن كتلة سياسية جل أعضائها من خريجي كلية "التزلف وتمسيح الجوخ ودق الطبول والتقارير المزركشة والبلد ماشي وهو مش ماشي والوضع بخير وهو ليس بخير" كاف? أسئلة على الحريري والأحدب الاجابة عنها.

هو يقول, أي الأحدب, انه لا ينتمي لا الى "السين" السعودية ولا الى "السين" السورية, بل الى "اللام" اللبنانية, وقد حان وقتها, كلام أثلج صدري وأعطاني حقنة أدرينالين في ظل المشهد السياسي اللبناني السقيم مقارنة بمشهد الربيع العربي الملتهب.
لقد حان الوقت كي يتزعم "أبو عوني" كتلة سياسية شبابية جديدة في الشمال, كتلة تعكس تطلعات وأفكار هذا الرجل وتلبي مطالب وحاجات أهل الشمال, وتتعاطى ب¯"شفافية" معهم, فهو مفكر من الطراز الأول, يملك ثقافة سياسية واعية, ورؤى حكيمة تتلاقى مع التغيرات الحاصلة على الساحة السياسية العربية, ذو عقلية شبابية منفتحة, ويملك شعبية "صادقة" من جميع الطوائف والمذاهب, اقتراح أنقله الى الأخ والصديق "الوفي" مصباح الأحدب باسم الكثير من محبيه داخل وخارج لبنان ونرجو أن يلقى صدى لديه.  

السابق
اللواء: سليمان: تجارب المنطقة حافز لتحصين نظامنا
التالي
حيط الرأي