أول الغيث

الحملة التي جرّدتها القوات المسلحة السورية ومعها أجهزة الأمن على الأوكار التي تمركزت فيها مجموعات المسلحين تشكل نقطة تحول في مسار الأزمة السورية.
لقد واظبت قوى المعارضة طيلة أشهر على إنكار العمل المسلح، وواظبت الحملة الإعلامية المعادية لسوريا على اتهام القوات المسلحة السورية بالتصدي المسلّح لمتظاهرين سلميين.
الرواية الرسمية السورية كانت موضع طعن من أوساط عربية وعالمية، بما فيها قوى غير متورطة في العدوان على سوريا.

وكانت الفئات الشعبية التي دفعت أثماناً باهظة بسبب فلتان المسلحين الارهابيين تطالب القوى العسكرية والأمنية باستمرار أن تقوم بعمل حاسم إزاء هؤلاء، ووصل الأمر بالبعض الى حدّ توجيه عبارات الغضب من تباطؤ السلطة في هذا المجال.
ويأتي اليوم تقرير بعثة المراقبين العرب ليضع النقاط على الحروف، وليعني ما يلي:

– أن مرحلة ما بعد تقرير المراقبين هي غير مرحلة ما قبله طالما ان الجامعة تنصّلت من مهمتها في حسم أمر المجموعات المسلحة.
– أن كرة الحسم المتدحرجة في وجه المسلحين انطلقت ولن تتوقف، لأن حفظ الأمن مسؤولية الدولة، ولأنه لا تناقض بينها وبين التعاون مع المراقبين في حماية التظاهر السلمي.   

السابق
نوّاب التهيّج والانحراف
التالي
حاجز محبة لطلاب مدرسة العاملية في العباسية