لبنان يكافح لحماية نفسه من الإعصار السوري والمشاكل المعيشية

يعاين لبنان بـحذر شديد المجريات النوعية ذات الطابع الدراماتيكي في مسار الازمة السورية، لاعتقادها بانه كلما اقتربت تلك الازمة اللاهبة من المنعطفات الحاسمة، ازدادت التحديات امامه الذي لا يمكنه النأي بالنفس مطولا بعد تسارع الاحداث .

وتضج كواليس بيروت ومنتدياتها السياسية بتقارير عن انتقال الملف السوري الى مجلس الامن، وعن نجاح المساعي الاميركية – الفرنسية في احداث كوة في الجدار الروسي، وعن الهجوم الناعم للاتراك في اكثر من اتجاه، وعن طلائع الحرب الاهلية التي يتكهنون بحدوثها داخل سوريا وانعكاساتها على لبنان .

وتجهد بيروت الرسمية في تفادي المنزلقات الخطرة، ربما لانه "عند تغيير الدول احفظ رأسك". فرئيس الجمهورية ميشال سليمان يحاول احداث توازن ليل نهار في سياسة يريدها "مانعة صواعق"، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي غالباً ما يتحول اسفنجة لامتصاص الضغوط المتطايرة من كل حدب وصوب، حتى رئيس البرلمان نبيه بري يكثر هذه الايام من الكلام عن الحياد الايجابي ازاء الازمة في سورية. 

اما سياسيا فالامور مقسومة الى قسمين  واحدة تمثلها 14 آذار التي يراوح موقفها بين الاحساس بـنشوة الانتصار مع الكلام المتزايد عن ان ايام الاسد معدودة وتهيب المستقبل في ضوء الخيارات المكتومة لـحزب الله الذي كان اعلن صراحة وقوفه الاستراتيجي والاخلاقي الى جانب نظام الاسد. واخرى تمثلها قوى 8 آذار بقيادة حزب الله عينه، وهي التي تبدو في وضع لا تحسد عليه مع الواقع الصعب لمحورها الاقليمي السوري – الايراني، الذي يتلقى الضربات تلو الاخرى.

هذه اللوحة اللبنانية من فوق هي غيرها من تحت، فخلف هذه الهواجس الاستراتيجية تنفجر مجموعة من القنابل الموقوتة في يوميات لبنان المعيشية – الاجتماعية والاقتصادية، على غرار ازمة الكهرباء المتفجرة واستمرار دخان معركة تصحيح الاجور،والمازوت الاحمر والقلوب المليانة في حرب التعيينات والكر والفر على تخوم الموازنة وما شابه من الامور التي ترهق المواطنين وتزيد الضغوط عليهم.

 

السابق
اتفاقية صداقة وتعاون بين الجمعية الوطنية الايطالية للبلديات واتحاد بلديات جبل عامل.
التالي
صدق أو لا تصدق.. إنها الثورة