سيدتي… بعد العلاقة الجنسية

بعد الانتهاء من ممارسة الحب، وبعد تخصيص وقت حميم للشريك، ثمة أمور أساسية عليكِ التنبُّهِ لها والقيام بها

إلتهابات البول شائعة جداً لدى النساء (تصاب إمرأة من أصل اثنتين بالتهاب في البول خلال حياتها)، كما أنها تتكرّر لدى عدد كبير منهن. وعلاج هذا الالتهاب يكمن في تناول مضاد حيوي لبضعة أيام، أو كلما أمكن جرعة من المضاد الحيوي لمرّة واحدة فقط. ومن المهم جدا،ً إتّخاذ إجراءات وقائية تفادياً لتكرّر الالتهابات. من هذه الإجراءات، غالباً ما تُنصَح النساء بشرب ليتر من الماء على الأقل يومياً كي لا تنقص من أجسامهن، والتبوّل بوتيرة منتظمة عوض الانتظار حتى تمتلئ المثانة، إلخ. وثمة أيضاً فاكهة أثبتت فاعليتها لمكافحة تكرّر التهابات البول، هي التوت البري(cranberry)! في الواقع، تمنع هذه الثمرة الجراثيم من الالتصاق بالمثانة، وتحول تالياً دون تكاثرها في البول.

فضلاً عن ذلك، نعرف أيضاً أن العلاقات الجنسية يمكن أن تزيد من خطر التهاب البول لدى المرأة (وبصورة نادرة عند الرجل)، حتى إنها السبب الأول لتكرّر هذه الالتهابات (60% من حالات تكرّر التهاب البول تحصل بعد علاقة جنسية)، الأمر الذي يمكن أن يصبح أحياناً مزعجاً جداً. لذلك تُنصَح النساء اللواتي أصبن بهذا الالتهاب، بغسل الأعضاء التناسلية بعد إقامة علاقة جنسية (إنما من دون اللجوء إلى الفرك وعبر استعمال صابون ناعم). لكن العلماء أرادوا أن يعرفوا إذا كان تناول التوت البري بعد كل علاقة جنسية، يمكن أن يخفّض أيضاً خطر الإصابة بالتهاب البول. وهكذا، طلب الباحثون من مجموعة من النساء اللواتي يصبن عادةً بالتهابات متكرّرة في البول، أن يتناولن جرعة توت بري أو حبّة وهمية (لا تحتوي على أي دواء ولا أي مادّة) في غضون ست ساعات من كل علاقة جنسية. وبعد شهرين، تبيّن أن 11% فقط من النساء اللواتي تناولن التوت البري أصبن بالتهاب جديد في البول، في حين أن 43% من اللواتي لم يتناولنه أصبن بهذه الالتهابات. إذاً، نسبة الإصابة بالتهابات البول بعد العلاقات الجنسية لدى النساء اللواتي لم يتناولن التوت البري، هي أكبر بأربع مرات!

نستنتج إذاً، أن التوت البري يوفر حماية حقيقية ضد التهابات البول الناجمة عن العلاقات الجنسية. ويمكننا ببساطة أن ننصح النساء اللواتي يتخوّفن من تكرّر إصابتهن بالتهاب البول، بتناول جرعة من التوت البري في غضون ساعات من انتهاء العلاقة الجنسية. في الواقع، إذا أرادت المرأة أن تعزّز إلى أقصى حد فرصها بالوقاية من التهاب البول بعد العلاقة الجنسية، من الأمثل أن تعمد إلى التبوّل في غضون ساعة من العلاقة الجنسية (مما يدفع بالجراثيم نحو الخارج)، وإذا أمكن التنظيف بواسطة الماء فقط أو الصابون الناعم جداً، وفي الختام تناول جرعة من التوت البري. لكن سيدتي، لا تسمحي لكل هذه التعليمات بأن تفسد عليك اللحظة التي تلي ممارسة الحب. إستفيدي من الوقت الذي تمضينه مع الحبيب، وسوف يكون لديك متّسع من الوقت لاحقاً للاهتمام بنفسك وبصحة أعضائك التناسلية!  

السابق
استياء مرجع
التالي
جابر والزين وجها كتابا إلى باسيل شرحا فيه معاناة النبطية من انقطاع الكهرباء