هل من سبيل .. يا معالي الوزير؟

لم يبق في فمي كلام …
ولم تبق كلمة بذيئة في أفواه الناس الا وأطلقوها على مؤسسة الكهرباء. تلك المؤسسة التي أجمع اللبنانيين على كرهها رغم الإنقسامات الحادة بينهم في السياسة.

من الإستخفاف بالعقول أن نضع اللوم عليك معالي وزير الطاقة والمياه جبران باسيل, فإن مشكلة الكهرباء إرث ورثته من العهد القديم, لكن لسوء حظك , فإن حليفكم الحالي في الحكومة رئيس حركة أمل , كان المسؤول الأبرز عن ملف الكهرباء طيلة العهد القديم, وبالإضافة الى حلفيكم حزب الله الذي تولى هذه الحقيبة أيضا, فلم نجد لك نقداً الإ العبارة المشهورة للتيار الوطني .." فساد الحكومات المتعاقبة "وتعميم المسألة لعدم الإحراج لمجرد أن حلفائكم لهم دور في القضية, واللافت أن أحداً منكم لم يستطع أن يحل المشكلة وفي أضعف الإيمان أحداً منكم لم يضعنا في الجو العام لهذه المؤسسة ومشاكلها الأساسية وأين هي الحلقة الضائعة وحجر العثرة في طريق إنهاء أزمة الكهرباء المزمنة , بل الحديث المعتاد هو رمي الكرة في الملعب الآخر, وما أسهل تقاذف الكرات, بحجة أن جهات معنية تُعرقل العمل … سنوات وسنوات ونحن نسمع هذه العبارة … إشتقنا وتشوقنا لنتعرف على هذه الجهات .. الإ أننا أيضا مراراً وتكرارأ أحداً منكم لم يجبنا.

في هذه الأيام نشهد قطع طرق إعتصامات متنقلة بين المدن اللبنانية على مختلف انتمائاتها الطائفية أو الحزبية, إلا أن تصريحاتك الأخيرة معالي الوزير لم تكن على المستوى المطلوب ولا تحل أزمة يعيشها اللبنانيين جميعاً إلا أنتم النواب والوزراء الذين لا تعيشون أصلاً هذه المآساة وطبعاً … السابقين من جنسكم.

من حق كل مواطن التعبير عن رأيه بحرية, هذا أمر يكفله القانون, فلا يجوز كلما تم إنتقاد السياسة المتبعة في الكهرباء أو غيرها من سياساتكم أن تضعها تحت خانة الكلام الطائفي البغيض.. إلا إذا أصبحت الكهرباء طائفة جديدة أو لطائفة معينة فقط.!!

ثم أين هو ذاك مشروع الكهرباء الذي خلق أزمة في الوطن بين الحلفاء قبل الأفرقاء, ألا نستحق من جنابك مؤتمراً صحفياً في هذه الأيام من على باب وزارة الطاقة والمياه تشرح لنا فيه التقدم الحاصل على صعيد المشروع الجديد؟ او تشرح لنا نوعية العثرات والمعوقات التي يواجهها المشروع؟

من حقنا كــ لبنانيين في عام 2012 أن نستخدم الكهرباء 24/24 خاصة وأنكم حكومة الإصلاح التغيير كما تدعون, فهل من شيمة الذي يدعي الإصلاح والتغيير أن ينتهج المهنج الفاسد نفسه القديم على قولكم ؟ وهل الهروب الى الأمام بإتهام جهات تعرقل التقدم في موضوع الكهرباء هو الحل المنطقي والسليم؟

إن كانت هناك جهات كما تقول ؟ فلتطلق العنان لصوتك بأسمائهم وإتجاهاتهم السياسية وتدلو بدلوك بكل الإثباتات التي لديك على ذلك … فمن حقنا أن نعلم من يتلاعب بنا ومن يزيد على همومنا هموم ويسرق أموالنا ليزيد فقرنا ويزيد هو غنى.
..

السابق
المرأة في لبنان..حملة لخوض الانتخابات النيابية
التالي
شعري، أظافري… المعاناة الحقيقية!