فضيحة المازوت الأحمر تفجّر الصراع بين الحلفاء وبري يحرك القضاء

رأت "المستقبل" انه لم يكن اجتماع لجنة المال والموازنة هادئاً على خلفية فضيحة "ليلة المازوت الأحمر"، المتمثّلة في حجبه ومن ثمّ توزيعه بعد رفع الدعم عنه على بعض المحسوبين على وزارة الطاقة، حيث تم تسليم 8 ملايين ليتر دفعة واحدة في آخر ليلة سبقت انتهاء فترة شهر الدعم.
قالت "السفير": بعدما كان من المفترض أن يؤدي قرار الدعم (تخفيض 3000 ليرة عن كل صفيحة) الى مساعدة الأسر الفقيرة على مواجهة موجات البرد المتكررة، كانت النتيجة أنه سلك طريقه الى جيوب المحظيين "المدعومين" بطريقة أخرى، والذين لجأوا إلى تخزين كميات ضخمة اشتروها إلى ما بعد "شهر الدعم".
علمت "المستقبل" من نواب شاركوا في الجلسة التي ترأسها النائب ابراهيم كنعان ان أعضاء اللجنة جميعهم سألوا: "أين الوزير جبران باسيل؟ ولماذا لم يحضر كما فعل زميلاه وزيرا المال محمد الصفدي والاقتصاد والتجارة نقولا نحاس"؟ وأردفوا: "عيب ان لا يحضر ومش حلوة".
كشفت مصادر "المستقبل" أن "النائب ياسين جابر أوّل من تساءل عمّا "إذا كان المواطن اللبناني قد استفاد من الكميات الكبيرة من المازوت التي تسلمها المدير العام للمنشآة النفطية سركيس حليس ليلاً في طرابلس"؟ فردّ حليس انه ارسل كشوفات الى وزارة الاقتصاد عن هذه الكميات. الا ان وزير الاقتصاد أكد بأن الورقة التي ارسلت "بيضاء سادة". فسأله الصفدي مستغرباً "كيف لا يصل بيان ارسله بريد المنشآت"؟ هنا، انضم النائب عن "حزب الله" علي فياض الى جابر الذي طالب بأن تخصص لجنة المال "جلسة خاصة للاستماع الى وزير الطاقة".
علمت "المستقبل" أن النائب جابر، عضو الكتلة النيابية للرئيس نبيه بري، بصدد إعلاء الصوت عبر مؤتمر صحافي سيوجه من خلاله سؤالاً إلى الحكومة على خلفية هذا الأمر.
بري يحرّك القضاء
قال رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حديث الى "النهار": "سأدعو النيابة العامة الى فتح تحقيق بعد ان يصل الينا تقرير هيئة التفتيش المركزي التي بدأت تقصي الأمر الذي لا ينبغي السكوت عنه".وأكد لـ"السفير" إن ما حصل في موضوع المازوت غير مقبول ويثير الكثير من علامات الاستفهام"، مشيراً الى "انه طلب من كتلة التنمية والتحرير تحريك هذه القضية ومتابعتها لكشف كل ملابساتها".
وكشف برّي أمام زوّاره عن صفقة ـ فضيحة حصلت في مصفاة طرابلس في اليوم الأخير من مهلة الشهر التي تمّ فيها دعم المازوت، وقال إنّه ينتظر تقريرا للتفتيش حول هذه الصفقة وسيقدّم في ضوئه إخباراً إلى النيابة العامّة من أجل وضع يدها على هذه القضيّة. وقد تبيّن لبرّي أنّ مصفاة طرابلس باعت للتجّار ليلة اليوم الأخير من انتهاء دعم المازوت 8 ملايين ليتر من المازوت بالسعر المدعوم، لينبري هؤلاء التجّار في اليوم التالي الى بيعها للمستهلكين بالسعر غير المدعوم، الأمر الذي حقّقوا فيه هؤلاء أرباحاً بملايين الدولارات.

السابق
الانتخابات النيابية
التالي
سرايا جديدة للنبطية بكلفة 5 مليارات ليرة