المياه بدل البنزيل لتشغيل السيارات … اختراع لبناني جديد بإنتظار تحرك الدولة

من حسن كامل الصباح، إلى غسان قانصوه، أجيال تتالت، وعبقريات شهدها لبنان على مستوى الاختراعات، إلا أن هذا اللبنان، لم يعرف كيف يستفيد من هذه الطاقات البشرية، فأهملها لتتلقفها الدول الغربية، أو لترحل هي وإبداعاتها، ولا تذكر سوى في التمجيد والتكريم والخطابات مع كلّ ذكرى سنوية.
والعجب أن لبنان اعتاد إهمال نفسه، والدليل، أنه حتى يومنا هذا لا يستفيد من موارده الطبيعية حتى، لا الزراعية ولا السياحية، ولا حتى النفطية التي يزخر بها بحره.

أما اليوم، فيشهد لبنان مخترعاً شاباً، أقبل إليه من بلاد الاغتراب. هناك يجد لأعماله قيمةً، إلا أن الحنين إلى الوطن، والشعور بالالتزام تجاهه، حفّزاه إلى أن تستثمر دولته اختراعه الذي يتميز بالفوائد العديدة والكثيرة.
فقد توصّل عمر خالد المصري من بلدة برقايل في عكار، والبالغ من العمر 47 عاماً، إلى تحقيق إنجاز مهم، من خلال استبدال مادتي البنزين أو المازوت للسيارات بالمياه، وطبّق التجربة على سيارته من نوع «شيفرولية بلايزر».
عمر الذي تميّز منذ صغره بذكاء لافت، إذ صنع مقصّاً للحديد يقطع سماكة 6 سنتيمترات من ألواح الحديد، وملفّة للقساطل فريدة من نوعها، أمضى عاماً كاملاً في التجارب توّجها باستبدال البترول بالمياه. والاختراع عبارة عن وعاء صغير يضعه في صندوق سيارته ويملأه مياهاً، وهو المادة الأساسية، مع أشياء وعناصر لم يفصح عنها، والصندوق موصول بأسلاك كهربائية، وبخرطومٍ في داخله غاز يؤدّي إلى محرّك السيارة.

عمر الذي عاد من عمله خارج لبنان في مهنة الميكانيك، أعرب عن سروره لما توصّل إليه من خلال هذا الإنجاز. وقال: «إذا تبنّته الدولة اللبنانية، فسيشكّل حدثاً مهمّاً في إيجاد طاقة بديلة عن البترول من بنزين ومازوت لتشغيل السيارات، ومن المياه. وأرغب في أن أقدّم الاختراع إلى الجيش اللبناني والقوى الأمنية».
وأشار المصري إلى أهمية الإنجاز من الناحية المادية، وأنّ له أهمية بيئية كبيرة أيضاً.
وعن المواد التي يستعملها في اختراعه قال: «في حال تبنّت الدولة الاختراع، فسأعلن عنها». مؤكّداً أنّه اجتاز مسافة 200 كيلومتر بسيارته، بعشرين ألف ليرة لبنانية من البنزين، «إذ إن الاختراع خفض استهلاك البنزين، ويمكن الاستغناء عنه نهائياً لاحقاً»، وقال: «أحضر لمفاجأة وإنجازات أخرى ستشكّل قيمة كبيرة في عالم الاختراع».

عمر فخور بما حققه من أجل رفع اسم لبنان عالياً، وأكّد أن اللبناني يتمتع بذكاء وقدرة على الابداع، ويحتاج فقط إلى الاحتضان من قبل الدولة. وتمنّى لو كان والده وشقيقه الأكبر على قيد الحياة لمشاركته هذا النجاح.
في انتظار القرار
غادر عمر أمس إلى مركز عمله في الخارج. وفي انتظار عودته واختراعه، يبقى السؤال: هل ستأخذ الدولة اللبنانية المسألة على محمل الجد؟ خصوصاً أن ماضيها ينفي أي اهتمامٍ بأمورٍ كهذه، فالسيول ما زالت تهدر ملايين الأمتار المكعبة من المياه كل شتاء، والسهول تتحول إلى صحارٍ، والنفط تسرقه «إسرائيل» أو تمنع استثماره، أما خيرة الشباب فيحترفون هجرة الأدمغة.
غادر عمر، واللبنانيون ينتابهم الشغف كي يعرفوا مصير اختراعه، هل تتبناه الدولة، أو تتركه لقمةً سائغةً لدول الغرب التي سرعان ما تروّجه، فيشتري منها لبنان ما تيسّر لدعم اقتصادها!   

السابق
لقاء إسلامي في الضاحية الجنوبية ليلاً بحث التطورات في لبنان والمنطقة
التالي
خريس: التقنين الذي يحصل بالتيار الكهربائي لم يعد يحتمل