السيادة اللبنانية ولعبة الأمم

تتهدد الاستقلالات والسيادات العربية بالإنتقاص والإهتزاز والضياع، جراء عاملين يتساندان سلبياً في ذلك، هما الصراع على السلطة في الداخل وما يصحبه من اختلافات وخلافات سياسية وحالات عنف وفتن مذهبية وطائفية، ومن ثم التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لهذا البلد العربي او ذلك، بما يؤدي الى انتزاع سيادته واستقلاله، وإدخاله في «شطرنج» لعبة الأمم الجديدة وتوابعها الاقليمية الساخنة، لتقسيم الكيانات العربية، القائمة وتقزيمها في دويلات ومقاطعات وولايات متناحرة ومتحاربة، يعقبها اقتسام ثرواتها الطبيعية، واحتلال مواقعها الاستراتيجية بالتراضي او بالصدام بين القوى الكبرى التي تدير وتنظم آلية هذه اللعبة الاستعمارية الجديدة.

وحيال التموضع الدولي الحديث في المنطقة، والارتجاج العربي والاقليمي الناجم عن هذا التموضع، فإن لبنان يقع ضمن دائرة التأثر المباشر وغير المباشر في ذلك، مما يهدد استقلاله وسيادته وحرية قراره ومكونات وحدة شعبه وسلمه الاهلي ومصالحه الوطنية العليا، ولذا، تتخذ الدولة الاجراءات والاحتياطات وتعلن المواقف اللازمة، للحماية من تداعيات وشظايا وامتدادات الحرائق العربية والصراعات الاقليمية والدولية حول لبنان، حفاظاً على استقلاله وصوناً لسيادته، وتحصيناً لنظامه الجمهوري والديمقراطي والبرلماني، وتوفير الفرص والإمكانات لإقامة المشاريع الإنمائية والخدماتية والعمرانية التي تساند الاستقرار والأمن الاجمالي.

وفي هذا السياق، قال رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مخاطباً اللبناني لمناسبة عيد الاستقلال » من ابرز شروط الاستقلال التحرّر من أي احتلال او انتداب او وصاية، وفرض السيادة الشاملة والحصرية للدولة ومؤسساتها على كامل اراضيها، والتزام استقلاليّة القرار السياسي الوطني، بعيداً من أيّ تدخل او ضغط خارجي. ونجاح الدولة في ادارة الشأن العام بقدراتها الذاتية، من خلال مؤسسة ونظام ديمقراطي يحفظ الامن والحريات وحقوق الانسان، ويقيم العدل، ويسمح بالتداول الدوري للسلطة كنتيجة حتمية للديمقراطية، ومن شروط الاستقلال كذلك، تحقيق العدالة الاجتماعية والنمو الاقتصادي والتنمية البشرية المستدامة، ومحاربة الفقر والعوز والمرض.. وتوفير الحاجات الاساسية للمواطنين من ماء وكهرباء وطبابة واستشفاء وتعليم ونقل عام وبيئة نظيفة وغذاء سليم».
أليس صحيحاً ان في الوقائع والمستجدات، ان السيادة اللبنانية بمعاييرها الدستورية وثوابتها الوطنية، هي قوة ومساندة للسيادات والاستقلالات العربية في زمن التحولات الدولية الكبرى.  

السابق
ضرورة ضرب إيران اليوم قبل الغد
التالي
العرب المرتبكون