أبو مازن لرئيس تشوفاشيا: نريد السلام وسأترك عندكم المبادرة العربية

استقبل الرئيس محمود عباس، بمقر إقامته في العاصمة الأردنية، عمان، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، والوفد المرافق له.
وتركز البحث، خلال اللقاء، على الانتهاكات الإسرائيلية بحق القدس والمقدسات، والمحاولات الإسرائيلية الرامية لتهويدها، ومنع الفلسطينيين من حرية العبادة، كما وضع سيادته أوغلو في أجواء المصالحة الفلسطينية.
وكان الرئيس عباس عقد في مدينة تشيبوكساري، امس، جلسة مباحثات ثنائية مع رئيس جمهورية تشوفاشيا ميخائيل باسيليفوتش ايغناتييف وأكد له اننا نريد السلام و»سأترك عندكم المبادرة العربية»

وقال الرئيس في مستهل الاجتماع «اخترنا جمهورية تشوفاشيا لتكون محطة لزيارتنا بعد أن سمعت كثيرا عنها وكنت مصمما على هذه الزيارة منذ أكثر من سنة وقد أسعدني أن القيادة في موسكو تقبلت هذا الاختيار بسعادة، وحضرنا لهذه الزيارة بلا شك».
وأضاف «بلدكم جميل جدا وفيه تعايش بين القوميات المتعددة والأديان، وهذا يشجعنا على أن نأتي إلى هنا لنطلع بأنفسنا على ما يجري، ولكن أيضا أسعدني أن أرى التقدم العلمي في هذه البلد». وأردف قائلا «أدهشني جدا مستشفى العيون الذي أسسه فيودوفوف، وأنا أعرف الدكتور فيودوفوف منذ أكثر من 30 عاما وسمعته تعم العالم كله».
وخلال الاجتماع، أطلع الرئيس عباس، ايغناتييف على آخر المستجدات الفلسطينية، واصفا زيارته لجمهورية تشوفاشيا بأنها تاريخية.
من جانبه، قال الرئيس ايغناتييف مخاطبا الرئيس عباس «أريد أن أؤكد أن لقاءاتكم مع ممثلي كافة الطوائف المسيحية والإسلامية ستكون لها نتائج غاية في الإيجابية لأن هذا عمل بناء».
وفي وقت لاحق انضم إلى الجلسة أعضاء وفدي البلدين، حيث حضر عن الجانب الفلسطيني: الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، ومستشارا الرئيس أكرم هنية، ومجدي الخالدي، وسفير فلسطين في روسيا فائد مصطفى.
وفي وقت لاحق، شدد الرئيس عباس في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس ايغناتييف على أهمية الزيارة وضرورة البناء عليها لتوثيق العلاقات مع جمهورية تشوفاشيا وتقويتها، حتى تكون العلاقة بين الشعوب واضحة ومحددة.
وقال: «لقد استفدت كثيرا مما شاهدته في هذا البلد، وكل ما شاهدته يرفع الرأس، البلد يشهد تقدما علميا عظيما في مختلف المجالات، ويوجد به مستشفى يعتبر من أرقى مستشفيات العالم، وقمت بزيارة للجامعة، والتقيت أساتذتها وطلبتها، حيث كان اللقاء حميما ومهما».

وأضاف «قمت بزيارة للمتحف الوطني في العاصمة تشيبوكساري، كذلك شركة «هافل» لصناعة البطاريات الشمسية، وهي شركة واعدة جدا، واتفقنا معهم على الاتصالات المستمرة، والتقيت مع رئيس كنيسة بطريركية تشيبوكساري، وكان اللقاء جيدا جدا بالإجمال، رغم أن الوقت قصير، إلا أنه كان مليئا بالنشاط والمعرفة، وهذا مهم جدا، ولذلك أشعر أنا والوفد المرافق لي، بالسعادة والامتنان لكم على هذه الضيافة والاستضافة العظيمة، وأتمنى لكم دائما التقدم في عملكم وجهدكم ورفع شأن جمهوريتكم، وكما قال أحد الأصدقاء هنا إن القضية ليست قضية توفر الإمكانيات وإنما توفر العقول والإدارة الصحيحة».
وقال الرئيس «ما تفضلتم به حول تعايش القوميات المختلفة في أمن وسلام وما يوجد عندكم هو نموذج لتعايش القوميات والأديان، الكل يعيش راضيا لأن الرغبة لدى الجميع بالعيش بجو آمن ومستقر في بلد واحد يخدمونه ويرفعون من شأنه وهذا نموذج عندكم ربما موجود في أماكن في الشرق الأوسط وفلسطين وغيرها حيث يمكن للأديان والقوميات المختلفة أن تعيش بسلام».

وأضاف: «سأترك عندكم هذه المبادرة العربية التي نسميها المبادرة العربية للسلام التي وافقت عليها كل من الدول العربية والإسلامية وتقول لإسرائيل إذا انسحبت من الأراضي الفلسطينية فإن جميع هذه الدول ستقيم علاقات معها وهي 57 دولة، وان هذه المبادرة خرجت بجهد منا لأننا نريد السلام مع جيراننا ونستطيع تحقيق السلام معهم»، وأشار إلى أن هناك نسبة كبيرة من الإسرائيليين واليهود في العالم يؤمنون بالسلام ويضغطون على حكوماتهم لذلك».
واقترح الرئيس عباس تأسيس توأمة بين العاصمة هنا وبين مدينة فلسطينية من أجل توثيق العلاقة ولتسهيل الطريق لمزيد من المعرفة بين الشعبين.
بدوره، قال الرئيس ايغنانييف إن الرئيس عباس يبذل كل ما بوسعه لنشر السلام، وهذا بحاجة لفهم من الناس الآخرين لكي يقوموا ببعض التنازلات، ولهذا فإنني باسم الشعب التشوفاشي أقوم بشكركم وأتمنى لكم طول العمر، وآمل بأن تعودوا لزيارتنا برحلة صيفية على نهر الفولغا.
وأضاف: «ستدخل زيارتكم هذه في تاريخ الشعب التشوفاشي وستبقى في ذاكرته». وأقام الرئيس ايغنانييف مأدبة غداء على شرف الرئيس محمود عباس، أدت خلالها فرقة شعبية تشيبوكسارية بعض اللوحات الفنية.

السابق
إلى جو الياس حبيقة
التالي
مشعل في الاردن الاحد لفتح صفحة جديدة وينوي القيام بزيارة تاريخية لغزة