لقاء تضامني حاشد مع الشيخ حسن مشيمش في نقابة الصحافة

أعرب العلامة محمد حسن الأمين عن إعتقاده بأن "الشيخ حسن مشيمش سيُكرس مجاهداً ومناضلاً في سبيل قضية فكر وسيكون رمزاً من رموزها الحقيقيين في المستقبل"، لافتاً الى أن "ما سيُسجّل في سجّل القضاء سيكون اكثر بكثير مما سيُسجّل للشيخ مشيمش".
وقال، في مداخلة ألقاها خلال مؤتمر صحافي أقيم في نقابة الصحافة ظهر أمس تحت عنوان "دفاعاً عن حرية التعبير في لبنان وتضامناً مع الشيخ حسن مشيمش"، الموقوف في سجن روميه بتهمة العمالة لاسرائيل: "هنيئاً للشيخ حسن أن وضعته أفكاره وعقيدته وسلوكه أمام هذا الامتحان الذي سوف يجتازه كما كل المناضلين والشرفاء الذين كرسوا مهابة الحرية والرؤية والتجدد".

من ناحيته، أوضح العلامة هاني فحص أن "الشيخ مشيمش يعاني من قروح جراء آثار تعذيب سابق تعرّض له ومن دون علاج في سجن روميه وهو ليس بالمكان الذي يناسب إمام مسجد يخطب في الأدب والفكر"، آملاً "ألا يصبح القضاء اللبناني مثل سجن رومية، فالقضاء هو عامود الدولة وإذا سقط سيسقط على الجميع".
وشدد فحص على "أنه قد يكون الشيخ مشيمش اغتاب أحداً أو شتم أحداً "من المقدسين"، وقال: "كنا آباء المقاومة عندما كانت تهمة"، مذكراً بأنه كان "لمشيمش موقع متقدم في صفوف "حزب الله" ثم غادره، ولم يرد أن يدخل بالمشروع حتى نهايته أو أن يخض حرباً أو أن يصبح عدواً".
وأشار الى أن مشيمش بعد سفره الى فرنسا ومن ثم الى ألمانيا عاد وقدم تقاريراً أمنية كاملة الى الجهات المعنية"، آملاً "ألا نصل من خلال هذه القضية وأمثالها الى أخذ الحق باليد لأن ذلك يشكل كارثة".

ورأى الوزير السابق ابراهيم شمس الدين أن "التهمة لُفّقت بأيدي تريد أن تبدو نظيفة دائماً في دولة أخرى"، معتبراً أن "تهم العمالة في لبنان، بلد العجائب، تُلفّق بين سرداب وآخر ومع بعض أجهزة الدولة".

وكانت لجنة أصدقاء الشيخ حسن مشيمش عقدت أمس مؤتمراً صحافياً تضامنياً في نقابة الصحافة، بمشاركة نقيب الصحافة محمد البعلبكي وحشد من الشخصيات، من أبرزهم الى جانب كل من الأمين وفحص وشمس الدين، السيد إكرام مشيمش، السيد ياسر إبراهيم، المهندس راشد صبري حمادة، السيد علي مكي، السيد أحمد مرتضى، والسيدة سيلين بلاس من السفارة الفرنسية، ممثل "تجمع لبنان المدني" مالك مروة، إضافة إلى لجنة أصدقاء الشيخ مشيمش ممثلة بالصحافي علي الأمين ولقمان سليم.

واعتبر سليم، الذي أدار الحوار، "اننا نلتقي اليوم تحت عنوان الدفاع عن حرية التعبير في لبنان، ولكن لا دفاع عن هذه الحرية في منأى عن المرافعة عن الذين يدافعون عنها، ومن هؤلاء الشيخ مشيمش الذي وضع نفسه على مفترق خطر بين السياسة والفقه، ومن هنا ياتي دفاعنا عن المواقف النقدية للشيخ مشيمش حيال فقه المقاومة وسياستها دفاعاً عن حرية التعبير في لبنان".

بدورها قالت السيدة فاطمة مشيمش، زوجة الشيخ حسن مشيمش: "للقضاء اللبناني أن يصدر على زوجي القرار الذي يشاء ولكني على أتم الثقة بأنه يدفع ظلماً ثمن مواقفه النقدية وأفكاره الصريحة، وأنا على يقين بأن التهمة الموجهة ضده هي تهمة لُفقت في ليل، وأنا على يقين بأن الذين لفقوا التهمة يعرفون جيداً ما لفقوا." وتوجهت الى "الذين لفقوا التهم بحق الشيخ حسن متسببين لنا بهذه المحنة" بدعوتهم "من باب النصيحة لا من باب التوسل، إلى الاستدراك على ما قدمت أيديهم".

وفي كلمة ألقاها باسم "لجنة أصدقاء الشيخ حسن مشيمش"، قال الزميل علي الأمين: "ليت الشيخ حسن مشيمش كان صياداً… صياد سمك… لفاز من اهتمام رؤساء هذه الجمهورية وأعيانها بفوز عظيم، ولما انتهى به الأمر، على ما قال أحدهم، سمكة مُستضعفة في شبكة دقيقة النسج لُحمتُها "الأمنُ" وسُداها "القضاء". وأوضح أنه لا يمكن ذكر الشيخ حسن مشيمش من دون ذكر "ضفاف"، المطبوعة المتواضعة في هندامها وقيافتها، المتمردة بلا بهرج، والمحتجبة قسراً لسبب غاية في البساطة، هو أن المشرف على ضفاف، الشيخ مشيمش، ممنوع، منذ 7 تموز 2010، بالقوة القاهرة، من الاستمرار في عطائه الثقافي المتمرد حد الخروج على مقدسات "القبيلة" وحد تحطيم أصنامها… بلا مجاملة ولا هوادة".
وشدد الأمين على "اننا لا نلتقي اليوم لنجتهد ولكن لنُذكّر من بأيديهم الحل والربط القضائيين أن القرارَ الذي سوف يصدرونه لن يُكتب في سجل الرجل الذي يُحاكم اليوم بتهمة "العمالة" فقط، وإنما في سجل القضاء اللبناني أيضاً، ولنذكر أننا، كما كثيرين في هذا البلد، بتنا نخشى على سجل القضاء أن يُكتب فيه ما لا يليق به من خشيتنا على سجل فلان أو فلان من الناس".

وختم بالقول: "للشيخ مشيمش آراؤه النقدية الصريحة تروي للقاصي والداني سيرَته ومسيرَته وصولاً إلى حيث هو اليوم، فمن للعدالة في لبنان يحرسها من أن تُقَيّد حرية الرأي باسمها".

من ناحيته، وجه الشيخ محمد علي الحاج العاملي، مدير حوزة الإمام السجاد، مجموعة من الرسائل أولها الى مشيمش قائلاً: "صبراً شيخ حسن إن موعدك الجنة والظلم لن يدوم"، وثانيها الى "القضاء اللبناني وكل أجهزة السلطة بان تكون نزيهة وعادلة وشفافة"، وثالثها "لمن يقبض على زمام الأمور حالياً بأن يكونوا اكثر تبصراً وأكثر قراءة للواقع وتطوراتهن وأكثر فهماً لما يقومون به حالياً". وخلص الى دعوة "العقلاء والحكماء في هذه الطائفة التي كانت على امتداد تاريخها العريق حاضنة للاجتهاد والتنوع والاختلاف، بأن يفعلوا حراكهم ويرصوا صفوفهم، فإن يد الله مع الجماعة".

السابق
قهوجي كرم أسارتا لمناسبة انتهاء مهمته: تفعيل التعاون مع “اليونيفيل”
التالي
من سورية الى لبنان: أفول الحل الامني؟