كسْر رجل الحريري لن يعوق مشاركته في 14 شباط

ذكرت أوساط سياسية لبنانية مطلعة لـ «الراي» ان المرحلة والاسابيع المقبلة ستحفل على ما يبدو بكل العوامل المشحونة التي توفر للمعارضة مادة خصبة في توظيف سلسلة الاحراجات والأزمات التي تحاصر الحكومة والضغط عليها بقوة لتظهير عوامل الضعف لديها. ذلك ان الانتهاك السوري الجديد للحدود فضلاً عن الازمات الخدماتية المتصاعدة، ستضاف الى الملفات الخلافية الكبيرة لا سيما منها الموقف من الازمة في سورية، وستكون على الارجح المحور الذي ستتلقفه المعارضة في ظل استعداداتها لاحياء الذكرى السابعة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير المقبل. ومع ان قوى 14 آذار لم تعلن بعد طبيعة الاحتفال الذي تقيمه في المناسبة، فان المرجح ان يكون احتفالاً خطابياً مغلقاً في مجمع «البيال» في وسط بيروت، وسيشكل حضور الرئيس سعد الحريري للاحتفال الحدث السياسي الابرز في ضوء تأكيدات تكررت في الساعات الاخيرة لهذا الحضور رغم اصابة الحريري بكسور في احدى رجليه استلزمت معالجته في باريس وبقائه في المستشفى لأيام.
وتقول الاوساط نفسها ان المعارضة قد تنطلق من الذكرى والعودة المرجّحة للحريري الى بيروت لتحويلهما محطة أساسية في اندفاعها نحو مرحلة جديدة تُسقط فيها كل معالم المهادنة السياسية التي طبعت الاشهر الاخيرة، ورفْع خطاب سياسي يجري درس معالمه بعيداً عن الأضواء في الوقت الحاضر. وتتوقع ان يتّسم هذا الخطاب بعناصر واضحة وقوية لجهة عامليْن اساسييْن هما الموقف من الازمة السورية تحديدا وعبرها كل ملف «الربيع العربي» اقليمياً وعربياً، والملفات الداخلية وعناوين الصراع المعروفة مع قوى 8 آذار.
ومع ان بعض المعطيات لا يستبعد ان تطلق المعارضة مبادرة في الشأن الداخلي على اساس عناوين جديدة وقديمة تستند اليها في اي حوار محتمل جديد على المستوى الوطني، فان هذا الامر سيبلور في الاسبوعين المقبلين خصوصاً ان حركة زيارات متوقعة لباريس لبعض شخصيات 14 آذار للقاء الحريري بعد تعرُّضه لحادث كسر ساقه، وستكون مناسبة لبلورة كل البرنامج الخاص بذكرى 14 فبراير.
وتقول الاوساط المطلعة ان هذه المناسبة ستشكل مفصلاً في التعامل مع الحكومة على اساس رفع وتيرة المواجهة السياسية. ولكن النقطة الحاسمة والاساسية في هذه المحطة ستتركز على انتظار الموقف العام للمعارضة من الأزمة السورية وخطابها حيال حلفاء النظام السوري في لبنان وسط التناقض الكبير الذي يفصل رؤية كل من الفريقين وحساباته في شأن مصير هذا النظام.

السابق
بلمار في بيروت مودعا : هل يستبق خلفه بقرارات اتهامية جديدة
التالي
عودة جمهورية جنوب اليمن للحياة!