كتاب الحصار المتبادل: 3 خيارات تحكم العلاقات الإيرانية – الأمريكية بعد احتلال العراق

صدر عن مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي كتاب "الحصار المتبادل العلاقات الإيرانية الأمريكية بعد احتلال العراق" للباحث مهدي نور الدين الذي يجمع في تكوينه العلمي بين الدراسة في الحوزة العلمية وبين الدراسة الجامعية وهو حائز على ماجستير في علم الاجتماع من معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية في بيروت.
يهدف البحث في هذا الكتاب مناقشة القضايا التي أنتجها الغزو الأمريكي للعراق، فقد فرض تغير نظام صدام حسين جملة تداعيات تطال في نهايتها إيران الإسلامية من وجهة نظر الدولة الأمريكية: فإن الشأن الإيراني تصدر الأولويات الأمريكية في الشرق الأوسط بعد إزاحة اثنين من الأنظمة المأرقة على واشنطن هما أفغانستان والعراق. إن طبيعة العلاقات بين قوة عالمية عظمى وقوة إقليمية بارزة في منطقة أزمات مزمنة وامتداد تأثير التفاعلات بينهما ليطال صناعة واقع ومستقبل الشرق الأوسط بلّور أهمية استثنائية لدراسة العلاقات بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية مع ما لها من انعكاس على الواقع الإقليمي والدولي فضلاً عن التجاذبات المتوترة بينهما في المنطقة.
وهنا تكمن أهمية هذه الدراسة إذ حاول الكاتب أن يدرس نقاط القوة والضعف لدى الدولتين حيث قام باستعراض سريع لكيفية تفاقم العلاقة بينهما ثم بدأ بعرض قدرات البلدين ليخرج إلى ملف الاحتلال في العراق والملف النووي الإيراني بأسلوب يطغى فيه كثافة وغزارة المعلومات على التحليل والاستنتاجات.
وقد تضمن الكتاب العديد من الملاحق وخصوصاً القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي ووكالة الطاقة الذرية حول الملف النووي الإيراني، كما قدَّم الكتاب عدة سيناريوهات حول مستقبل العلاقات الأميركية – الإيرانية بين التصعيد والعودة للمفاوضات والاتفاق على صفقة كاملة.
وتكمن اهمية هذا الكتاب كونه يصدر اليوم وفي ظل تصاعد الأزمة البرنامج النووي الإيراني الذي يحتل أولوية القضايا التي تلعب دوراً مؤثراً في العلاقات الأمريكية الإيرانية ورسمت تطورات الملف النووي الإيراني مساراً تصاعداً على الصعيد الدولي لناحية العجز عن التواصل إلى تسوية سياسية بين إيران والدول المتنازعة.
وعليه تحدث الباحث عن آفاق محتملة للعلاقات الإيرانية – الأمريكية حيث أن الصورة المستقبلية للعلاقات تعتمد على طبيعة الخيارات التي تتخذها الولايات المتحدة الأمريكية دولة الهيمنة الواسعة إقليمياً ودولياً أما إيران رغم حضورها الإقليمي فإنها لا تمتلك خيار المبادرة على حلبة الصراع غير المتكافئة بين الدولتين. هناك خيارات أمام الولايات المتحدة الأمريكية لجهة تعاطيها المستقبلي مع إيران ويشكل استمرار السياسة الحالية عنوان الخيار الأول بينما يشكل خيار الحرب العسكرية عنوان الخيار الثاني، أما عنوان الخيار الثالث فهو الصفقة الكبرى التي تفتح صفحة جديدة من العلاقات الإيرانية الأمريكية ولذلك لم تكن السياسة المتبعة مع إيران في السنوات الأخيرة تسير في مسار واحد وهو العقوبات بل اعتمدت واشنطن ومعها دول كبرى مساراً آخر وهو الحوار وخاصة في ما يتعلق بالملف النووي وأمن بغداد.
 

السابق
دعوة لالقاء تحية إلى عاصمة العروبة في الذكرى الأولى لثورة شبابها
التالي
ليبرمان يرحب بقرار الاتحاد الأوروبي فرض المزيد من العقوبات على إيران