اللواء: حادث العريضة يتفاعل … ودعوات نيابية لقطع العلاقات مع إيران ومخاوف من هزّ الحكومة بالكهرباء قبل زيارة باريس!

دخل الوضع في لبنان في سباق جدي مع تداعيات الازمة السورية، بعد حادث العريضة الذي قتل فيه فتى لبناني برصاص سوري، كان على قارب مع اثنين من الصيادين اقتيدوا تحت التهديد بالنار الى جهاز الامن السوري في طرطوس.
ولئن كانت ردة الفعل الشعبية ماضية في طريقها على الارض، فإن الاتصالات الرسمية التي جرت على مستويات امنية ادت الى جلاء الموقف، لكنها عززت التحذيرات من ارتدادات الازمة السورية على الوضع اللبناني، وان كانت في منطقة الشمال الحدودية المحاذية مع سوريا، وذلك بعد النتائج الدبلوماسية غير المريحة للجانب السوري، في ضوء قرار بعض الدول العربية، ولا سيما المملكة العربية السعودية سحب مراقبيها من بعثة الجامعة العربية.
وفي الشق الاقليمي ايضاً، تفاعل الموقف من تصريحات قائد "فيلق القدس" والمرشح الابرز للرئاسة الايرانية العميد قاسم سليماني، واعتبر نواب في كتل 14 آذار ان النفي والايضاحات الايرانية غير كافية، وواجب الحكومة استدعاء السفير في بيروت للاحتجاج او طرده، كما طالب النائب نهاد المشنوق، فيما كشف مصدر شبه رسمي لـ"اللواء" ان مجلس الوزراء لن يتطرق الى هذا الموضوع في جلسته العادية بعد غد الاربعاء.

على ان مصادر واسعة الاطلاع كشفت لـنا عن مخاوف حكومية من تفخيخ مشكلة الكهرباء وتضخيمها لتهز الحكومة من الداخل وفي الشارع، خصوصاً وان تصريحات وزير الطاقة جبران باسيل المتعلقة بأنه على استعداد للنزول الى الشارع والاحتجاج على انقطاع الكهرباء، ومواجهة تحالف مافيا السياسة والنفط، متنصلاً من مسؤولياته كوزير عن فوضى التقنين والقطع المتعمد للكهرباء، اما لتمرير صفقات او للضغط على رئيس الحكومة للتجاوب مع طلبات مالية مرهقة، ولا ترتبط بالجدول الزمني المتفق عليه بعد اقرار قانون الكهرباء.
وقالت المصادر ان الاضاءة الاعلامية على قطع الكهرباء وتغطيتها بالشكل الذي يحصل في وسائل اعلام قريبة من ائتلاف 8 آذار، فضلاً عن تصريحات نواب كتلة "الوفاء للمقاومة" تتعدى الشق التقني من الازمة الى الشق السياسي.
واشارت هذه المصادر الى ان التباين المتفاقم بين تحالف عون – حزب الله، وفريق الرئيس نجيب ميقاتي مرشح لان يتحول الى محاولة جدية لتحويل الحكومة الى حكومة تصريف اعمال، وقطع الطريق على رئيسها قبل الذهاب الى فرنسا في الاسبوع الاول من الشهر المقبل، من التفاهم على أي التزامات مع إدارة الرئيس نيكولاي ساركوزي، على غرار ما حصل أثناء الزيارة إلى لندن وقبلها إلى الأمم المتحدة، لا سيما مع اقتراب استحقاق التجديد للمحكمة الدولية وعدم حماس لبنان الرسمي لإعادة النظر بالبروتوكول الموقع مع الأمم المتحدة حول المحكمة.

مهما كان من أمر، فان وضع الكهرباء سيطرح على طاولة مجلس الوزراء مجدداً يوم الأربعاء من خلال العرض الذي سيقدمه الوزير باسيل لمراحل تنفيذ اشغال وصلة المنصورية – المتن، جنباً إلى جنب مع طرح إنشاء هيئة إدارة الكوارث من خلال تعديل القانون المتعلق بالسلامة العامة والابنية، في ضوء التقرير الذي ستضعه اللجنة الوزارية المكلفة من مجلس الوزراء اعداد تقرير تفصيلي عن اسباب حادثة انهيار مبنى فسوح في الأشرفية، في اجتماعها برئاسة الوزير مروان شربل قبل ظهر غد الثلاثاء.

4 جلسات لمجلس الوزراء
تجدر الإشارة إلى أن مجلس الوزراء سيعقد هذا الأسبوع ثلاث جلسات، الأولى اليوم الاثنين، وهي مخصصة لما تبقى من بنود جدول أعمال الجلسة السابقة الأربعاء الماضي، قبل الشروع في مناقشة مشروع موازنة العام 2012، والثانية غداً الثلاثاء لاستكمال البحث في الموازنة، والجلستان ستكونان في قصر بعبدا.
اما الجلسة الثالثة، فستعقد في السراي وعلى جدول أعمالها 59 بنداً من أبرزها موضوع الكهرباء السالف الذكر وهيئة الكوارث بالإضافة الى تعديل عدد العناصر المنوي تطويعهم في قوى الامن الداخلي، ومشروع قانون باعفاء الطوائف المعترف بها رسمياً من ضرائب ورسوم، ومشروع قانون بإنشاء هيئة وطنية لمكافحة المنشطات في مجال الرياضة.

ولم تستبعد مصادر وزارية إمكان طرح موضوع تمنع وزير العمل شربل نحاس عن توقيع مرسوم بدل النقل رغم القرار الذي أصدره مجلس الوزراء في هذا الشأن، خلال الجلسة المقرّر عقدها اليوم في قصر بعبدا، مشيرة إلى احتمال مطالبته بالاستقالة.
وفي هذا المجال، كشف مصدر وزاري ل"اللواء" عن مخرج يتم تداوله لهذه المشكلة، يتضمن قيام الوزير نحاس باعداد مشروع قانون يرفعه إلى مجلس الوزراء ومن ثم احالته إلى مجلس النواب، ويرمي الاجازة للحكومة تحديد بدل النقل، بعدما كان مجلس الشورى اعتبر ان لا صلاحية للحكومة في تحديد هذا البدل.
وأشار المصدر إلى انه وحتى إقرار المشروع، فان الهيئات الاقتصادية ملتزمة دفع هذا البدل وفق ما كانت تدفعه قبل قرار تصحيح الأجور.
 عودة الحريري
في مجال آخر، أكدت مصادر نيابية في كتلة "المستقبل" أن لا تعديل على برنامج عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت، رغم الحادث الذي تعرض له يوم الجمعة أثناء ممارسته رياضة التزلج في جبال الألب، وأدى إلى كسر في ساقه اليسرى، وإجراء عملية جراحية لها في المستشفى الأميركي في العاصمة الفرنسية باريس، ولفتت إلى أن الحالة الصحية العامة للرئيس الحريري مطمئنة، وبالتالي فإن عودته الى بيروت للمشاركة في الاحتفال المركزي للذكرى السابعة لاستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري ما تزال قائمة دون تعديل، خصوصاً وأن إدارة المستشفى الأميركي في باريس أكدت أمس أن المراقبة أظهرت بعد مرور 24 ساعة على العملية الجراحية أن الوضع طبيعي، ومن المتوقع أن يتمكّن الرئيس الحريري من مغادرة المستشفى خلال 6 أو 7 أيام.
وأفاد المكتب الإعلامي للرئيس الحريري أنه تلقى أمس اتصالات عديدة من كبار الشخصيات اللبنانية والعربية والدولية للاستفسار عن صحته والاطمئنان إلى سلامته، ومن أبرز المتصلين الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي، ورئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم، والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، ورئيس الوزراء العراقي السابق أياد علاوي، ومن الرؤساء أمين الجميّل، حسين الحسيني، عمر كرامي، فؤاد السنيورة، والنائب وليد جنبلاط، ورئيس الهيئة التنفيذية في حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وعدد كبير من الوزراء والنواب والشخصيات.

قضية الصيادين
وعلى صعيد حادث الاعتداءعلى قارب الصيادين على بعد 500 متر من شاطئ العريضة في الشمال، وقتل وجرح ومن ثم اختطاف الصيادين الثلاثة، اوضح مصدر حكومي ان الرئيس ميقاتي، وفور علمه بالنبأ، اتصل بالمراجع الأمنية المختصة وبقائد الجيش العماد جان قهوجي، لملاحقة ملابساته، وتبلغ بعد منتصف ليل السبت – الاحد، من الامين العام للمجلس الاعلى اللبناني – السوري نصري خوري، عن تسليم جثة الشاب ماهر حمد البالغ من العمر 16 سنة إلى ذويه، من قبل السلطات السورية، ومعه عمه فادي حمد.
ولفت المصدر إلى ان الجيش اللبناني يحقق بالتعاون مع لجنة التنسيق المشتركة في ملابسات الحادث، لمعرفة تفاصيله، واعادة الزورق الذي ما زال محتجزاً في مرفأ طرطوس، مشيرا إلى ان الجيش في صدد تعزيز انتشاره على الحدود الشمالية والشرقية، لمنع الاحتكاكات التي تحصل على الحدود.

وكان ابناء القرى المجاورة للعريضة، قد انضموا إلى ذوي الشاب ماهر حمد تضامنا معهم وحملوا جثمان هذا الفتى إلى نقطة العبور عند الجسر المؤدي الى بلدة الشيخ جابر السورية، ووقفوا على الحدود ووجهوا الشتائم للنظام السوري، ورموا الحجارة إلى الجانب الآخر الذي استنفر بدوره، قبل ان تساهم المساعي في تهدئة النفوس، وعاد الموكب إلى جامع العريضة حيث صلي على الجثمان.
وأكد عم المغدور فادي انه تعرض للتعذيب في طرطوس لاجباره على توقيع اعترافات لا تمت للحقيقة بصلة، معتبرا ان بلدة العريضة تمتد بين النهر الكبير والبحر، وهي محاطة بمراكز امنية كونها نقطة عبور حدودية ولا يمكن القيام بأعمال تهريب منها واليها.
وافادت المعلومات ان الطريق الدولية اعيد فتحها في وقت لاحق، وفك الاعتصام الذي نفذه اهالي العريضة بعد قيام النائب خالد الضاهر بمساعي للحفاظ على حقوق العائلة المكنوبة. 

السابق
الاخبار: الإطارات المشتعلة تغطّي مساحة لبنان كهربائيّاً وأمنيّاً
التالي
البناء: تمديد مهمة المراقبين شهرا وإجماع على إنجاح الحلّ العربي