الشرق الأوسط : صياد لبناني بعد الإفراج عنه في سوريا: سألوني إن كنت أهرب سلاحا.. مصدره الحريري

شيعت بلدة العريضة الحدودية اللبنانية، وسط غضب عارم، الفتى ماهر حمد، الذي قتل فجر أول من أمس، برصاص البحرية السورية التي اقتادت جثته مع عميّه خالد وفادي وقارب الصيد الذي كانوا على متنه إلى الداخل السوري.
وكانت اتصالات مكثفة جرت على أرفع المستويات بين لبنان وسوريا، أسفرت منتصف ليل السبت الماضي عن إفراج السلطات السورية عن الصيادين وجثة ابن شقيقهما، حيث تسلمتهم عائلتهم عبر نقطة العبودية الحدودية برفقة عدد كبير من أبناء بلدة العريضة والقرى المجاورة.
وروى فادي حمد، أحد الصيادين اللذين أفرج عنهما، ما تعرض له وشقيقه وابن شقيقه، قائلا "كنّا قد نصبنا الشباك (في اليوم السابق للحادث) عصرا داخل المياه اللبنانية مقابل مصب النهر الكبير الذي يفصل بين لبنان وسوريا، وتوجهنا صباح السبت كالعادة لانتشال الشباك، وما إنْ وصلنا إلى المكان، حتى شاهدنا مركب صيد عليه ستة أشخاص يقترب منّا، فأومأنا له بعدم الاقتراب حتى لا يتلف الشباك، فابتعد لبعض الوقت صوب الأراضي السورية، ثم عاد، ولما اقترب مجددا، شاهدنا أن الرجال المدنيين على متن المركب مسلحون، فحاولنا الهرب".
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: "تعرّضنا في هذه اللحظات لإطلاق نار من المركب، ما تسبّب بإصابة ابن شقيقي ماهر الذي كان يقود القارب، في خاصرته، فسقط في أرض القارب وصار يصرخ من الألم، وعلى الأثر نزل أربعة مسلحين إلى مركبنا وأطلقوا النار مجددا مما أدى إلى إصابة شقيقي خالد في قدميه، واقتادونا مع المركب إلى سوريا حيث نقل ماهر وكان لا يزال على قيد الحياة، وخالد إلى المستشفى، بينما أخذوني إلى مركز الأمن العسكري في طرطوس".
وأكد فادي أنه تعرّض "للضرب بالسوط في المركز، وأن التحقيق معه تركّز حول ما إذا كان يهرّب سلاحا"، وقال: "سُئلت مرارا ما إذا كان مصدر السلاح من (الرئيس) سعد الحريري، فقلت لهم إنني صياد (..) لكنهم كانوا يضربونني، وكانت يداي مقيدتين".
وكانت أجواء من الغضب والحزن قد خيمت على بلدة العريضة خلال التشييع، الذي حضره حشد كبير من أبناء عكار، وحمل جثمانه على الأكف، وجالوا به عند نقطة الحدود في العريضة ليصلى عليه بعد ذلك في مسجد القرية. وأبقى أهالي العريضة على الطريق الدولي مقطوعا بين لبنان وسوريا، مطالبين السلطات السورية بالإفراج عن مركب الصيد الذي لا يزال في عهدة البحرية السورية.
 
وحمل نائب عكار في تيار المستقبل معين المرعبي بشدة على رواية وكالة "سانا"، التي أفادت بضبط البحرية السورية لقرب تهريب لبناني في المياه الإقليمية. وأوضح لـ"الشرق الأوسط" أن "مرفأ العريضة حيث تتوقف قوارب الصيد اللبنانية يقع عند مصب النهر الكبير الجنوبي الذي يشكل الحدود الفاصلة بين لبنان وسوريا، وبالتالي لا يمكن لأي زورق لبناني الانطلاق من المرفأ من دون العبور تحت الجسر الذي توجد عليه القوى الأمنية اللبنانية والسورية".
وأكد أن "ما تعرض له القارب اللبناني الذي خرج فجرا بهدف تجميع شباك الصيد التي رماها ليلا حصل على مرأى القوى الأمنية الحدودية وأمام الزوارق اللبنانية التي كانت موجودة في المياه"، معتبرا أن "الأكاذيب السورية لا تنتهي ورواية (سانا) محض افتراء". وطالب المرعبي "باسم أهالي الشمال منذ أشهر بانتشار الجيش اللبناني على الحدود لحماية المدنيين من دون جدوى". وأضاف: "بتنا لا نعرف إذا كان الرئيس اللبناني ورئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع وقائد الجيش هم للبنان أم أنهم ملحقون بالنظام السوري".
وقال عضو كتلة "المستقبل" النائب خالد الضاهر إن "النظام السوري يقتل اللبنانيين في كل لبنان، من القاع وعرسال ووادي خالد، ويخطف المعارضين من (نصّ بيروت)، من دون أي اعتراض واضح على هذه الأحداث أو أي مساءلة للنظام السوري بشأن هذه الانتهاكات". واعتبر أن "النظام السوري يعتدي على سيادة لبنان واستقلاله من دون أي حساب"، متسائلا: "متى سيتحرك المجتمع الدولي والدول العربية للحدّ من عنف وانتهاكات النظام السوري"، ومحملا "المسؤولية للحكومة لأنها تتهاون مع هذه الأحداث".
وكانت "الهيئة العامة للثورة السورية" تقدمت باسم "ثوار سوريا" بـ"خالص العزاء للشعب اللبناني عموما، ولأهل الطفل اللبناني ماهر حمد من العريضة الذي قتل على يد كتائب (الرئيس السوري بشار) الأسد المجرمة".
وأشارت إلى أن "شعب لبنان وسوريا قد عانى الويلات من نظام عائلة الأسد، وأننا لن ننسى أنكم معنا وأننا معكم، وسينال قاتلو أولادكم القصاص العادل في سوريا الحرية على يد قانون العدالة السوري". 

السابق
الحياة: تنظيم الاختلاف بين حزب الله وجنبلاط حول الأزمة في سوريا وبعض حلفاء دمشق يأخذ على ميقاتي عدم ردّه على بان وارتياح الغرب إلى مواقفه
التالي
الاخبار: الإطارات المشتعلة تغطّي مساحة لبنان كهربائيّاً وأمنيّاً