الاخبار: الإطارات المشتعلة تغطّي مساحة لبنان كهربائيّاً وأمنيّاً

في الشمال، أحرق الغضب السياسي من الحكومة الإطارات، فيما الغضب الاقتصادي من الحكومة، ولا سيما في ملف الكهرباء، يحرق الإطارات في الجنوب. هكذا تنعقد الحكومة اليوم بين نارين، يفترض أنها قادرة على التأثير نسبياً بإحداهما
لم تنم بلدة العريضة العكارية أول من أمس (روبير عبد الله). فوفود تيار المستقبل وصلت باكراً إلى المدينة للتضامن مع أهلها، بعد مقتل أحد أبنائها (ماهر حمد، 16 عاماً) وإصابة خاله خالد حمد بثلاث طلقات، إضافة إلى اعتداء الاستخبارات السورية بالضرب على ثالثهما في قارب الصيد، فادي حمد. فاستدعى عضو كتلة المستقبل النيابية معين المرعبي قوات الأمم المتحدة لحماية المدنيين اللبنانيين، قبل أن يطلب "تسلم السلاح من الجيش اللبناني إذا لم يكن هذا الأخير قادراً على حماية المواطنين"، فـ"نحن مستعدون لحماية أنفسنا". و"إن لم يكن رئيس الجمهورية قادراً على القيام بدوره في حماية المواطنين، فعليه الاستقالة أيضاً".
عودة الصيادين سبقتها اتصالات "رفيعة المستوى" بين المرجعيات اللبنانية والسورية، وإعلان رئاسة الجمهورية أن الرئيس ميشال سليمان بحث ما حصل مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء المختصين وقادة الأجهزة الأمنية المعنية بالحادثة، "مستنكراً إطلاق النار الذي أدى الى سقوط ضحية". وإذ أكد سليمان "ضرورة احترام سيادة كل دولة على أراضيها، فإنه دعا الى التعاون بين الجانبين لمنع تكرار ما حصل، طالباً تسليم الأشخاص الذين احتجزوا بالسرعة الممكنة، ومباشرة التحقيقات ومراجعة الإجراءات الواجبة لتجنب حصول مثل هذه الحوادث مستقبلاً".
ولاحقاً، إثر تشييع العريضة ابنها الشاب، على وقع الهتاف ضد الرئيس السوري بشار الأسد، ومطالبة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالاستقالة، قطع الأهالي الطريق الدولية بعض الوقت، وطالب النائب خالد زهرمان باسمهم الحكومة بـ"استدعاء السفير السوري واستيضاحه عن الأمر وسحب السفير اللبناني من سوريا".
ولم تنته الطلبات الحريرية هنا، فأضاف النائب عاطف مجدلاني طلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء لبحث ما يتعرض له لبنان من انتهاكات صارخة لسيادته. و"في ضوء إجابة الحكومتين السورية والإيرانية، تتخذ الحكومة اللبنانية واحداً من القرارين الآتيين: توجيه إنذار أو قطع العلاقات مع هاتين الحكومتين وتقديم شكوى الى المراجع العربية والدولية". بينما استغرب أمين سر تكتل التغيير والإصلاح، النائب إبراهيم كنعان، التشكيك بالجيش اللبناني، داعياً إلى إجراء تحقيق لمعرفة الخلفية الحقيقية لما حصل.  أما وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) فأشارت إلى حادثتين:
الأولى في منطقة تلكلخ، حيت "تصدت قوات الأمن السورية لمجموعة إرهابية كانت تحاول إدخال كميات من الأسلحة الى سوريا، بالقرب من قرية المشيرفة"، والثانية في البحر. وذكرت سانا، نقلاً عن ضابط في المديرية العامة للموانئ، أنه "أنذر وزملاءه في دورية الموانئ القارب المتسلل للتوقف أكثر من مرة، لكن أفراد طاقمه رفضوا الانصياع للأوامر، ورموا حمولته من الصناديق في البحر، محاولين الهروب باتجاه شمال لبنان". وتابع الضابط، مؤكداً أنه "لدى توجهه إلى سطح القارب المتسلل لطلب ثبوتيّاته، عمد آخرون في خمسة قوارب لبنانية أخرى، قدمت من المياه الإقليمية اللبنانية، الى إطلاق النار باتجاه القارب، ما أدى إلى إصابة اثنين من أفراد طاقم القارب اللبناني المتسلل". ومساءً، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن مواطناً من بلدة الكنيسة في منطقة وادي خالد ـــــ عكار نقل الى مستشفى سيدة السلام في بلدة القبيات، إثر إصابته في ساقه إصابة بليغة نتيجة انفجار لغم أرضي كان الجيش السوري قد زرعه الى الجهة السورية من الساتر الترابي المحاذي لبلدة الكنيسة، عند الحدود اللبنانية ـــــ السورية.
من جهة أخرى، برز أمس تصعيد نواب حزب الله في الشأن الكهربائي، بموازاة إحراق التنظيم الشعبي الناصري الإطارات في مدينة صيدا احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي. فطالب عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي "بحل سريع لأزمة الكهرباء". وأشار في التصريح نفسه إلى أن أهم إنجاز للحكومة الحالية هو قطع اليد على وضع حكومة الفريق الآخر لبنان في قلب الأتون السوري. أما النائب حسن فضل الله، فرأى أن "تراكم أزمة الكهرباء على مدى السنوات الماضية لا يعفي الحكومة من تحمل مسؤولياتها في هذا الخصوص"، منتقداً "عدم توزيع الطاقة بالتساوي بين مختلف المناطق اللبنانية". وتعهد فضل الله "القيام بكل ما أمكننا من أجل المساواة بين اللبنانيين والتخفيف من هذه الأزمة".

ورأى فضل الله في ما يخص المشتقات النفطية أن "هناك غياباً للرقابة والمتابعة من قبل المؤسسات المعنية لمواجهة الاحتكارات ومحاولات تحقيق الربح الكبير على حساب دفء الناس".
بينما انشغل نواب كتلة المستقبل بالتعليق على الكلام المنسوب لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، رغم نفي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، في تصريح لقناة العالم الإخبارية، ما نقل على لسان سليماني، مؤكداً أنه "ليس للخبر أي صحة".
وفي ظل تغيب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن موعده مع اللبنانيين على "تويتر"، أشار مكتبه الإعلامي إلى "ملازمته أمس المستشفى الأميركي في باريس لتلقي العلاج من الحادث، الذي تعرض له أثناء ممارسته رياضة التزلج مع عائلته في جبال الألب، وتسبب بكسور في رجله اليسرى". وتوقع المستشفى في بيان عدم مغادرة الحريري خلال 6 أو 7 أيام.
بدوره، أكد البطريرك الماروني، بشارة الراعي، التزام البطريركية بجعل لبنان تعددياً منفتحاً، وحيادياً غير منخرط في محاور أو أحلاف إقليمية ودولية. 

السابق
الشرق الأوسط : صياد لبناني بعد الإفراج عنه في سوريا: سألوني إن كنت أهرب سلاحا.. مصدره الحريري
التالي
اللواء: حادث العريضة يتفاعل … ودعوات نيابية لقطع العلاقات مع إيران ومخاوف من هزّ الحكومة بالكهرباء قبل زيارة باريس!