الديار: صراع انتخابي على أنقاض مبنى الأشرفية بين الوطني الحر والأحزاب المسيحية بري ينهي مقاطعة المعارضة للجنة المال وعاليه تتظاهر ضد باسيل في حضور شهيب

تفاعلت ليل امس قضية انقطاع التيار الكهربائي والتقنين القاسي في ظل موجة الصقيع، وغطت الاحتجاجات وقطع الطرقات معظم المناطق اللبنانية بدءا من عاليه وصولا الى طريق المطار وخلده وكفررمان وطرابلس وصيدا والبقاع حيث عمدت القوى الامنية الى فتحها، فيما اكدت مؤسسة كهرباء لبنان ان ازمة الكهرباء ستتفاقم وان الشركة تعاني نقصاً كبيراً في إنتاج الطاقة الكهربائية وعوامل اخرى منها التعديات على الشبكة العامة في العديد من المناطق. فيما اخذ احتجاج عاليه أبعاداً سياسية عبر حرق وتمزيق صور الوزير باسيل والدعوة الى استقالته.
من جهة اخرى، تواصلت عمليات التحقيق مع مالك المبنى المنهار في الاشرفية ميشال سعاده وسط تنافس سياسي على استغلال الموضوع بين التيار الوطني الحر والاحزاب المسيحية.
لكن اللافت امس تمثل بتوقيع وزير العمل شربل نحاس لمرسوم الاجور دون بدل النقل، مما يبقي هذا الملف في دائرة التجاذبات السياسية.
كيف كانت صورة الاوضاع يوم امس، فعلى صعيد ملف الكهرباء، شهد يوم امس تحركات احتجاجية شملت كل لبنان نتيجة انقطاع الكهرباء الشامل في معظم المناطق الجبلية والتي تعاني موجة صقيع، في حين وصل التقنين في بعض المناطق الى 20 ساعة، فيما اعترفت شركة الكهرباء بالمشكلة وبأن الحل غير متوافر حاليا وستستمر في توزيع التيار الكهربائي بالتساوي على جميع المناطق، ما عدا بيروت الادارية التي تستفيد من برنامج تغذية خاص بموجب قرار من مجلس الوزراء.
على صعيد آخر، شهدت مدينة عاليه تحركاً واسعاً احتجاجاً على قطع الكهرباء، وقد لفتت في التحركات وقطع الطرق بالاطارات المشتعلة من قبل أنصار النائب وليد جنبلاط، حملة عنيفة على وزير الطاقة جبران باسيل نددت بتقصيره في موضوع الكهرباء وحرمان الجبل. وقد رفعت اللافتات التي دعت باسيل الى الاستقالة، كما تم تمزيق صوره، لا بل ان البعض من المتظاهرين «داسو على صورة الوزير باسيل في التجمع الذي تكلم فيه النائب اكرم شهيب.
المبنى المنهار
لم تنته مأساة الأشرفية بسقوط 27 قتيلاً من سكان البناء الذي تهاوى على ساكنيه، بل استمرت المأساة خلال الأيام الماضية التي شهدت تشييع الجثامين وحضور تلفزيوني كثيف للقوى السياسية في المنطقة.
وفيما كان الاهالي يشيّعون أبناؤهم، انتشر السياسيون على الشاشات يخوضون المعركة الانتخابية وكأنها ستجري غدا، فيما الاهالي انصرفوا الى إكرام أبنائهم بدفنهم بصمت وحزن، علماً أنهم باتوا مشردين مع سكان الابنية المجاورة، فما استطاعت الدولة ان تؤمن لهم البدل اللائق وبطبيعة الحال فإن الحضور السياسي لم يؤمن شيئاً أيضاً.
.
 وفيما استطاع المطران الياس عودة تأمين السكن لعدد من العائلات المنكوبة فإن الآخرين اكتفوا بالعظات الدينية او بالتصاريح السياسية.
وكان لافتاً التنافس الشديد بين التيار الوطني الحر والأحزاب المسيحية على انقاض المبنى المنهار، إذ ان التيار الوطني الحر دعا المهندسين الى الحضور وتفقد المبنى في التاسعة من صباح امس، ثم قام النائب نديم الجميل وحضر مع المهندسين في السابعة صباحاً حيث جرى تلاسن حول عمل المهندسين بين الفريقين حسمه وزير الداخلية مروان شربل بإبعاد الجميع عن الموقع معتبراً أن هذا عمل الحكومة.
وهكذا عادت الاشرفية رغم المأساة التي حلّت، مكاناً للتنافس الانتخابي الذي يعتبر امتداداً للجولة السابقة التي فازت بها قوى 14 آذار.
واللافت ان سكان الابنية القديمة الذين يعيشون «رعباً حقيقيا ما زالت مأساتهم من دون حل مع اكتفاء المسؤولين بتوجيه التحذيرات لهم بعدم البقاء في الشقق، دون تأمين البديل.
لجنة المال
ومن ناحية اخرى، فإن لجنة المال النيابية التي سرقت الاضواء من جميع اللجان النيابية، تحولت الى سجال بفعل موقعة «الخزنة التي أثارها رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان، مما دفع بنواب تيار المستقبل الى الاعتراض والاعتكاف وعدم الحضور قبل اعتذار كنعان من الرئيس فؤاد السنيورة الذي اتهم بهدر المال العام الموجود داخل «الخزنة. لكن اوساطاً مطلعة تؤكد أن النائب كنعان لن يتهم السنيورة في مجلس النواب بل انه اطلق تصريحاً من الرابية في هذا الخصوص مما يعتبر اتهاماً سياسياً لفريق الرئيس السنيورة، لكن اصرار قوى 14 آذار على عدم الحضور، دفع الرئيس بري الى التدخل على قاعدة المعالجة وليس الاعتذار كما تطالب المعارضة.
وتؤكد الاوساط المطلعة أن مقاطعة لجنة المال هو سيف ذو حدين، فإذا قاطعت المعارضة هنا، فإن الاكثرية ستقاطع هناك، خصوصا في اللجان التي يترأسها فريق 14 آذار وتحديدا في لجنة الاشغال التي يرأسها النائب محمد قباني.
وقد اولى رئيس مجلس النواب نبيه بري اهتمامه هذا الاسبوع بمعالجة ازمة الخلافات المتفاقمة في عمل اللجان، والابرز بين رئيس لجنة المال ابراهيم كنعان ونواب 14 اذار الذين اعلنوا مقاطعة اعمال اللجنة منذ فترة.
وقد اجتمع بري اول من امس مع كنعان بعد ان اجتمع مع نواب المعارضة يوم الاربعاء، لمعالجة الموقف، خصوصا ان ذلك يؤثر في اداء اللجان وعلى درس المشاريع واقتراحات القوانين وبالتالي في انتاجية المجلس، وجاء تدخل بري ايضا بقصد المعالجة الوفاقية وتفادي تطبيق النظام الداخلي الصارم في هذا المجال من اجل عدم توسيع الخلافات داخل مجلس النواب.
وفي ضوء هذه الاجتماعات وضع بري يده شخصياً على هذا الموضوع، ودعا رؤساء ومقرري اللجان الى اجتماع الاربعاء يرأسه شخصياً، ثم يليه اجتماع برئاسته للجنة المال، حيث يتوقع حسب مصادر نيابية ان يضع الجميع امام مسؤولياتهم من اجل تنشيط درس المشاريع واقتراحات القوانين، وخصوصا انه ينتظر جهوز مشاريع واقتراحات كافية للدعوة الى جلسة تشريعية عامة.
الاجور
اما على صعيد الاجور، فقد «رممت من ميل وانفختت من ميل، فتوقيع وزير العمل لمرسوم الاجور، اكد تجاوز مسألة الاستقالة و«الحرد وانتظام عمل الوزير نحاس داخل الحكومة رغم ما حصل بالنسبة للاجور، وقد جرى ذلك في ضوء الضغوط التي تعرض لها من داخل التيار الوطني الحر.
لكن معلومات أشارت الى ان الوزير نحاس الذي داوم في مكتبه، ابلغ المقربين انه يفكر في موضوع الاستقالة جدياً وانه ينتظر الاجتماع مع العماد ميشال عون صباح اليوم لحسم موقفه النهائي ووضع العماد عون في هواجسه ومواقفه.
وتقول المعلومات ان الوزير شربل نحاس ابلغ الاعلاميين الذين التقوه امس انه لن يوقع على بدل النقل ولن يخالف القانون، مهما كلف الامر، وان الامور ستتبلور بعد اللقاء مع العماد عون، حيث ابدى الوزير نحاس امتعاضه من الطريقة التي تمت فيها المعالجة بشكل غير قانوني، وبالتالي كيف ستتعامل الحكومة مع هذا الملف، وهل سيعود ملف تصحيح الاجور الى نقطة الصفر.
الى ذلك، وافق وزير العدل شكيب قرطباوي زميله الوزير شربل نحاس لجهة ان مرسوم بدل النقل ومنح التعليم اللذين أقرّا في مجلس النواب هما غير قانونيين.
زيارة ميقاتي الى فرنسا الى ذلك، تترقب الاوساط السياسية زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى باريس اوائل شهر شباط وستكون اما في 6 شباط او 12 منه، على ان يتحدد الموعد في ضوء مواعيد المسؤولين الفرنسيين.
وفي ضوء التحضيرات لزيارة ميقاتي الى فرنسا، اعلن الرئيس الفرنسي ساركوزي «اننا لن نترك لبنان وحده، نحن نريده دولة حرة تتمتع بسيادة كاملة وتعيش في أمان وسلم
واعلن ان مهمة الجنود الفرنسيين المتواجدين في هذا البلد الدفاع عن استقرار لبنان الصديق.
التعيينات
على صعيد آخر، أشارت معلومات مؤكدة الى ان البطريرك الراعي التقى امس الاول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وتطرق البحث الى موضوع التعيينات والحضور المسيحي في إدارات الدولة وموضوع رئاسة مجلس القضاء الاعلى التي ما زالت تعيق حل ملف التعيينات، رغم ان وزير العدل شكيب قرطباوي اكد أن هذه التعيينات ليست متوقفة على مجلس القضاء الاعلى وهناك الكثير من الشغور في مراكز اخرى لا يتم بتها لوجود خلافات عليها.
واوضح ان آلية التعيينات التي اقرت في عهد حكومة سعد الحريري تستثني المراكز الأمنية والقضائية والسفراء وهي توافق وليس قانوناً وبالتالي «نحن لا نخالف الآلية والقوانين 

السابق
الحياة: خلوة المستقبل..مراجعة سياسية وتحديد التوجهات
التالي
بعد عتريس.. أعلنت بانكوك اعتقال لبناني ثانٍ لأنه ينتمي لحزب الله !!