عن الاشرفية ومصائب اخرى

:نواب الأمة, معالي الوزراء … ممكن سؤال

بطبيعة الحال السؤال الذي سنطرحه معني به الوزراء الحاليين والسابقين .. النواب الحاليين والحاليين على إعتبار وجوه النواب لا تتغير إلا ما ندر.

أتوجه اليكم جميعاً بإسم كل ضحية سقطت من إهمالكم,
مازلت أذكر تصريحاتكم في كثير من الكوارث التي حلت علينا في بلدنا لبنان وبمجملها تعود عليكم, إما بسبب المواقف السياسية التي تتخذونها دون الإعتبار للشارع اللبناني ورأيه وإما من إهمالكم لحقوقنا ونسيان واجباتكم إتجاهنا.

لربما نسيتم المثل الشهير بعد ان أصبحتم نواباً ووزراء أن " كبير القوم خادمهم" . ونسيتم أن هذا المجتمع الذي تقابلونه بالإهمال والتهميش والإستعلاء هو نفسه المجتمع الذي جعلكم كبار القوم … وآمال أن لا تنسوا أن الذي يصنع كبار القوم في يوم ممكن أن يصنع غيرهم وتصبحون صغاراً بعد حين.

مشكلتكم أن مواقفكم لحظية, حين وقوع الكارثة أو حين تسليط الضوء على حدث ما تنهمر التصريحات والدعوات فيما يخص الحدث المطروح, وحين الغروب عن الشاشة تنسوا ما قد صرحتم به للمحطات .." يعني نوع من البروبغندا ".

حضرات النوب / معالي الوزراء ….

إذا كانت الدولة غير قادرة على شراء رادارات لكشف السرعة وضبط الحوادث بلبنان الا بعد وقوع عدد كبير من الضحايا ثم يُعمل بها لفترة وتُنسى من جديد "الى حين تسليط الضوء عليها من مجدداً " , وإذا الحرائق في الأحراش اللبنانية لا يوجد إمكانية لإطفائها بحجة عدم توفر المعدات والتجهيزات اللازمة , وإذا كانت التحقيقات تُفتح في حوادث أمنية متفرقة وتُغلق كما فُتحت بحجة عدم توفر الأدلة الكاملة, وبحجة أن الأجهزة الأمنية غير مدربة على مثل هذا, وإذا كان لا يتم الإفراج عن مخطوفين الا بتسويات سياسية يخرج فيها المخطوف ممنوع عليه الحديث عن خاطفينه, وإذا كان لا يوجد معدات كافية للإنقاذ البحري كما رأينا في حادثة الطائرة الأثيوبية التي وقعت في البحر والتي إنتظرنا نتائج الصندوق الأسود التابع لها لأكثر من عامين والنهاية نتائجه تختلف عما توصلت له أثيوبيا. وإذا سقوط مبنى مؤلف من خمس طوابق أدخل الأجهزة المعنية بدوامة "اللبكة" ولم تكن هناك آلية واضحة للإنقاذ "حتى قفازات في أيدي المنقذين لم نجد" على أقل القليل. ولم نرى معدة واحدة لتكسير الردم والمساعدة على إخراج المصابين الإ في اليوم الثاني, وإقتصر العمل في ال 18 ساعة الأولى على الإضاءة والكلاب البوليسية وأيدي المنقذين, بحجة أن الأجهزة غير معتادة على مثل هذه الكوارث !!! وليست مجهزة بالمعدات اللازمة ولا يوجد خطط طوارىء ولا توجد قيادة موحدة لإدارة مثل هذه الكوارث. وهذا ما ظهر جلياً على الساحة , فإن أي متابع لعملية الإنقاذ التي تمت يستطيع أن يلاحظ انها لم تكن على المستوى المطلوب من التنظيم, هذا لا ينفي شكرنا لكل فرد قدّم يد المساعدة في مكان الكارثة, لكن إنتقادنا على المستوى القيادي الذي من مسؤولياته تنظيم العمل وتوجيه المجموعات التي عليها التحرك بطرق تقنية أكثر فاعلية على الأرض خاصة في الساعة الأولى من وقوع الحادث.

السؤال الذي يطرح نفسه … حضرات النواب والوزراء ماذا تفعلون في لجانكم وحكوماتكم إذا كنتم غير قادرين على التعاطي مع أي حدث من أي نوع على المستوى المحلي والأمني للمواطنين ؟
ما هو الأمر الذي من الممكن أن نرمي بمسؤوليته عليكم ونحصل على مرادنا منه؟
ماذا لو حدث زلزال لقدر الله ؟ هل سنسمع تصريحات " للآسف لا يوجد معدات كافية" أو " الأجهزة الأمنية غير مدربة" ؟
أين دور البلديات فيما يخص المباني المهددة بالسقوط؟ أو التنظيم المدني ؟
أين هي لجان الرقابة من الوزارات ؟
من يتحمل مسؤولية إهمال حياة المواطنين؟
من يتحمل مسؤولية التقصير في الشأن العام ؟
أين تذهب ضرائبنا إن كنت مقصرين على كل الصعد؟

أين أنتم من أرواح الضحايا التي ذهبت جرّاء إهمالكم المباشر؟. ماذا ينفع تصريح هنا أو هناك يُقال فيه " كان يجب على البلدية أن تقوم بشكل دوري بفحص الأبنية لضمان عدم وقوع أمور مماثلة ؟ أين كنتم قبل أن يسقط المبنى ؟
ماذا يعني كلام وزير الداخلية حين يطلب من المواطنين تقديم طلبات للكشف على بيوتهم التي يقطنون بها؟ " المفروض صنفها ضمن تنبلة موظفين الدولة " في أخذ المبادرة ونبش المخططات للمباني والنزول الى الشارع ضمن خطة عملية للكشف على المباني كل حسب البلدية التابع لها ؟
ماذا يعني كلام رئيس بلدية بيروت أن المسؤولية تقع على عاتق المستأجر والمالك ؟
أين خطط الدولة الخماسية والعشرية ؟
أين أنتم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل دورالمسؤول في لبنان أصبح مقتصرعلى ردة فعل وشجب وإنتقاد ؟
من يحمينا إن كان المواطن و"النائب أو الوزير" يشكون إهمال (الدولة) في الإستماع الى القضايا المحقة ؟ هل أصبح على المواطن مسؤولية السماع للنواب والوزراء ؟ هل نسيتم أيها النواب والوزراء أنكم انتم الدولة !!؟؟

ختاماً أسأل ضحايا الأشرفية الأموات … هل رأيتم ضمائر النواب …. معكم تحت الأنقاض؟

السابق
“الأخبار”: شربل نحاس ربما يناقش إستقالته مع عون على خلفية ما حدث في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة
التالي
فتفت: حزب الله ضد الانماء في الشمال