النهار: تسوية ميقاتي وعون تطوي أزمة الأجور 675 ألفاً الحد الأدنى بلا غالب ولا مغلوب

توج العشاء الذي أقامه اول من امس الوزير جبران باسيل في منزله بالرابية لرئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس "تكتل التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون الطبخة السياسية بين عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري و"حزب الله" لاقرار مرسوم الاجور في مجلس الوزراء امس بعد تأخير دام أكثر من أربعة أشهر.
وهكذا انتهت الجولة الرابعة بعد نقاش دام اكثر من ثلاث ساعات ونصف ساعة الى ما يشبه التعادل بين الفريقين وإن يكن كل طرف حاول ان ينسب الربح الى نفسه.
فصانعو الاتفاق الرضائي خرجوا معلنين النصر باقرار الحد الادنى للاجور بـ 675 الف ليرة لبنانية وزيادة نسبتها مئة في المئة على الشطر الاول حتى 400 الف على ألا تقل الزيادة عن 375 الف ليرة، وزيادة تسعة في المئة على الشطر الثاني حتى مليون ونصف مليون، على ان تحسم مئتا الف ليرة من الاجر الاساسي.
أما الفريق الآخر، فاعتبر أن ما أنجز يعد "نصرا تاريخيا" لان من ربح هو "منطق انتظام الاجر، فالوزير شربل نحاس تنازل بالارقام لكنه اسس لطريقة عمل مستقبلية، وخصوصا اذا تذكرنا ما حققناه منذ اول اتفاق عرض على مجلس الوزراء".
لكن الاتفاق السياسي شابه مساء كلام ردده بعض الاوساط الوزارية حول اعتزام نحاس الاستقالة، نظرا الى التشنج الذي شهدته الجلسة، ونقاشه القانوني الحاد مع الوزير نقولا فتوش، ورفضه الحاسم لمرسوم النقل لانه غير قانوني. إلا أن أوساط "تكتل التغيير والاصلاح" استبعدت هذا الامر تماما. وحاول وزراء "أمل" و"حزب الله" و"التيار" تخفيف وقع ما تردد من أن التسوية قد تقضي بتوقيع وزير العمل بالوكالة خلال سفر نحاس. وقال باسيل: "رفضنا اصدار بدل النقل بمرسوم لان مجلس الشورى سيرفضه باعتراف جميع الوزراء. وفي المقابل كلف مجلس الوزراء الوزير شربل نحاس، الذي كان مهد عصرا في سلسلة مواقف عبر موقع "تويتر" لموقفه الرافض للاتفاق الرضائي، بان يسير في تحضير مشروع قانون لبدل النقل، وهو ما سيقدمه نحاس الاسبوع المقبل".
وشهد مجلس الوزراء نقاشا مستفيضا عن المشروع، وأعرب نحاس عن تمسكه ببدل النقل منذ اللحظة الاولى ، ولكن بدا ان ثمة توافقا على تمرير الاتفاق الرضائي الذي أقر بالتوافق ، في حين ان بدل النقل طرح على التصويت . وجاءت النتيجة 19 وزيرا مع اتفاق بعبدا بينهم وزيرا "المردة" و"أمل"، فيما صوت مع مشروع نحاس وزراء"التيار الوطني الحر" والطاشناق ووزيرا "حزب الله".

ميقاتي
وبعد النقاش الحاد بين فتوش ونحاس، حاول رئيس الوزراء تهدئة الاجواء وتوجه الى نحاس قائلا: "من قلب محب نحن متفاهمون معك، وسرنا في الاطار القانوني الذي وضعته لمصلحة الحكومة". واضاف: "ليست هناك نية للانتقاص من دورك لكن المسألة ليست مسألة عناد او ان نكون اسرى مواقف، بل نحن جميعا نتعاون لما فيه الخير العام". وأكد ميقاتي السعي الى التعجيل في مشروع القانون الذي اقترحه نحاس، داعيا اياه الى الاستجابة لما فيه المصلحة العامة.
 
الإنفاق
من جهة اخرى، دار نقاش حول استكمال آلالية التي قدمها وزير المال محمد الصفدي عن الانفاق لسنة 2011 – 2012 ورفض "حزب الله" أن يحصر انفاق السلف لعام 2011 بسنة 2012 فقط. وبعد جدل تم الاتفاق على ان يتم انفاق 2011 حتى شباط 2012 على أساس قانون 8900 مليار عند اقراره. اما بالنسبة الى انفاق 2012 فتعتمد القاعدة الاثني عشرية لسنة 2011 اي "آخر موازنة أقرت في 2005 عشرة الاف مليار زائد 8900 مليار بموجب القانون الجديد".

الاتحاد راض والهيئة ترفض
وفي ردود الفعل الاولية على قرار مجلس الوزراء قال رئيس اتحاد الغرف محمد شقير لـ"النهار" ان ملف الاجور "بات وراءنا"، متمنيا على وزير العمل "طي ملف التباين في الاراء والعودة الى كل ما يخدم مصلحة العمال والاقتصاد".
وأكد رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن لـ"النهار" اهمية انجاز التصحيح سنويا منعا للتضخم وتراكم نسبة غلاء المعيشة. ورأى "ان الحل لم يحقق نسبة الزيادة الواجبة لتصحيح كامل الاجور، لكنه وفّر الحق في التصحيح وقت كان المطلب من المحرمات".
في المقابل، رفضت هيئة التنسيق النقابية قرار مجلس الوزراء، وقال رئيس رابطة اساتذة الثانوي حنا غريب لـ"النهار" ان الهيئة ستدرس التطورات لتحدد طبيعة تحركها خلال اليومين المقبلين الذي سيركز على القطاع العام. اما نقيب المعلمين نعمه محفوض فقال لـ"النهار" ان "الاتجاه لدى الهيئة الى خوض معارك قطاعية بعدما خرجت قيادة الاتحاد العمالي نهائيا من المعركة".

الحريري عائد قريباً
في سياق آخر، اعلن رئيس الوزراء السابق سعد الحريري عبر موقع "تويتر" انه سيعود الى لبنان قريبا ويقوم بما يتوجب عليه فعله والله الحامي". ويأتي كلام الحريري وقت اكدت مصادر مقربة منه لـ"النهار" ان "قوى 14 آذار تحضر لمهرجان خطابي في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط في قاعة مقفلة، لم يحدد بعد مكانها. وتترافق مع احتفالات في الاغتراب يشارك فيها نواب المعارضة. وتحاول قوى 14 آذار الابتعاد قدر الامكان عن القيام بتظاهرة شعبية في المناسبة تفاديا لاي احتكاكات يحاول البعض استغلالها ربطا بالاحداث السورية". واكدت ان حضور الحريري المهرجان سيكون ضروريا، وخصوصا بعد تجربة مهرجان طرابلس حين كان جميع أبناء الشمال ينتظرون اطلالته.

زيارة ميقاتي لباريس
على صعيد آخر، أكد السفير الفرنسي دوني بييتون خلال احتفال اقامه في مناسبة اطلاق مشاريع جمعية خريجي الدراسات العليا في الصحافة الناطقة الفرنسية، ان زيارة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي لباريس ستحصل اوائل شباط، مشيرا الى ان ملفات البحث الثنائية قيد التحضير. وقال إن تحديد تاريخ دقيق يرتبط بتفاصيل تقنية تتعلق بجداول المواعيد. وعلمت "النهار" ان موعدين حددا لميقاتي سيثبت احدهما في ضوء جدول اعمال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء فرنسوا فييون.

حزن الاشرفية
وكان لبنان رافق امس عائلتي عبد الكريم ونعيم في وداعهما لابنائهما الذين ذهبوا ضحية انهيار مبنى فسوح. وفي مشهد حزن غامر، اتشحت الاشرفية بالسواد والاشرطة البيض، ونزل سكانها متضامنين مع العائلتين، اللتين توزعتا بين كنيستي السيدة في الاشرفية والقلب الاقدس في بدارو. وكان مؤثرا العرس الذي أقامته عائلة عبد الكريم لابنتها آن ماري بين مدرستها زهرة الاحسان حيث ودعتها رفيقاتها ورافقناها الى حيث كانت تنتظرها عائلتها في الكنيسة ومنها الى مثواها الاخير.
وفي مشهد مؤلم ايضا ارتفعت على الأكف اربعة نعوش لطانيوس نعيم واولاده الثلاثة شربل وجهاد وفرحات، ، في مشهد لا يقل أسى، فيما انطلق موكب الجنازة الى مسقطهم في قضاء جزين وسط لوعة الأم والاخت والاقرباء. 

السابق
مصير السيد موسى بانتظار الأمل.. وما حقيقة توقيف حراس على زنزانته ؟
التالي
ساجيم.. الهوية والاختصاص