الانوار: صرخة في وداع ضحايا كارثة الانهيار: أين الدولة؟

ودعت الاشرفية في أجواء من الحزن والحداد والغضب امس خمس من ضحايا انهيار المبنى في منطقة فسوح، في وقت تتفاقم فيه مأساة القاطنين في المنازل المتصدعة بعدما بدأت عملية اخلائهم دون تأمين مساكن بديلة لهم. وقد اتسع اطار المأساة ليتمدد من بيروت الى بلدات في مناطق عاليه والبقاع والمتن مع وقوع انهيارات جديدة وحصول تشققات في المباني.
فقد شيّعت الاشرفية اربعة من عائلة نعيم هم الوالد طانيوس نعيم وابناؤه الثلاثة شربل وجهاد وفرحات، والفتاة آن ماري عبد الكريم. وقد ازدانت الشوارع بالأشرطة البيضاء، واطلقت الأسهم النارية وسط اقفال شامل للمحلات والمدارس.
وترأس المطران بولس مطر الصلاة على الضحايا من عائلة نعيم في كنيسة القلب الاقدس في بدارو وألقى كلمة قال فيها: حبذا لو كانت السلطة تقوم بواجباتها كما يجب، لكنا بألف خير.
وأضاف يقول: هناك مشكلة يجب ان نتدبرها بروح المسؤولية وروح المحبة ويجب ان نتصالح، ولنؤمن بان شعبنا له الحق علينا كلنا بأن يعيش كريما ومضمونا آمنا تحت سقفه. فليس سقف المرحوم طانيوس معرضا فحسب، بل كل سقف الوطن معرض ان بقينا في حال عدم التوحد. فلنا وطن واحد اسمه لبنان، فكيف حال سقفه وجدرانه؟ نختلف في ما بيننا، بينما المطلوب ان نتفق ونعقد الخناصر من اجل الناس والمواطنين. فعشرات الالاف من ابنائنا يتركون الوطن بسبب مشكلة البيوت. لا توجد سلطة تملك خطة وطنية للاسكان، لا تملك خطة وطنية من اجل افساح التعليم الجيد للجميع.
وقال: الناس يتركون وطنهم لانهم لا يجدون أمنا لهم ولا مستقبلا، ترى مَن المسؤول؟
المطران عوده
كما ترأس المطران عوده الصلاة على جثمان الضحية آن ماري عبد الكريم في كنيسة السيدة وألقى كلمة قال فيها: أتساءل كما يتساءل عامة الناس اليوم: من المسؤول؟ وهل حياة الناس اصبحت بهذا الرخص؟ أين الدولة من كل هذا؟ أين البلديات؟ أين الادارات المسؤولة عن الكشف على المباني القديمة وتحديد المخاطر قبل وقوعها؟
وأضاف: من سوء حظنا ان بعض المسؤولين يشكون هم ايضاً من رداءة الوضع ويتذمرون من قلة الامكانات. والسؤال الاول الذي يتبادر الى الذهن ألا يجدر بالجميع، جميع المسؤولين الى أية طائفة أو فئة او حزب انتموا، أن يفكروا اولاً بمصلحة المواطن وحياته الكريمة؟ ألا يجب عليهم ان يعملوا اولاً من أجل تأمين أبسط مقومات الحياة للمواطنين، عوض التلهي بأمور بعيدة كل البعد عن اهتمامات المواطنين ولقمة عيشهم. عند كل كارثة تحصل، يتسابق الجميع من أجل الاستنكار والتحذير واقتراح الحلول. خوفي الكبير، أن تمر هذه الكارثة كما سابقاتها، وأن ننسى التحذيرات والحلول والوعود.
وخاطب المسؤولين قائلاً: لا تقصروا في حق مواطنيكم، واتركوا خلافاتكم وسياساتكم جانباً من أجل ان تؤدوا واجبكم، وكدت أقول رسالتكم، على أحسن وجه.
من ناحية اخرى، تتوالى مأساة القاطنين في مبان متصدعة، وخاصة في مجمع السيد السكني في المصيطبة حيث ابلغ سكان ?? شقة امس بضرورة اخلائها، وقد تركت المجمع حوالى ?? عائلة لجأت الى اقارب لها، في حين طالب السكان الاخرون بتأمين اماكن سكن بديلة لهم.
وقد اتسع اطار هذه المأساة الى خارج بيروت حيث سجلت انهيارات وتصدعات اضافية في جديتا البقاعية وفي بلدتين بمنطقة عاليه، وفي ساحل المتن حيث طلب ايضا من السكان الاخلاء دون ان يكون لهم مكان يلجأون اليه.   

السابق
الجمهورية: المحكمة الدولية تؤكد تجديد مهماتـها ومجلس الوزراء يقر الأجور
التالي
السفير: الاتفاق بالتراضي: التسويات قبل الخبز أحياناً!