البناء: اتجاه إلى حسم توافقي لملف الأجور اليوم

يعود ملف الأجور من جديد الى واجهة الاهتمامات الحكومية والشعبية، مع ترجيح بحثه في جلسة مجلس الوزراء عصر اليوم في السراي الحكومي، بحيث سيعرض وزير العمل شربل نحاس أمام الجلسة صيغتين حول نسب تصحيح الأجور: الاولى تتضمن ما كان اقترحه في المشروع الذي كان رفعه الى مجلس شورى الدولة الذي وافق عليه مع بعض الملاحظات، والثانية تترجم اتفاق الاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية الى صيغة قانونية.
ومن المتوقع ان تحسم الجلسة ملف الأجور في ضوء نجاح الاتصالات التي جرت في الـ 24 ساعة الماضية بالتوصل الى مقاربة ايجابية يتوقع ان تنعكس باقرار صيغة اتفاق بعبدا بين الاتحاد العمالي والهيئات الاقتصادية بعد وضعها في اطار قانوني أعد من قبل وزير العمل شربل نحاس، وهناك صيغة اخرى في الاطار نفسه اعدها وزير الاقتصاد نقولا نحاس.
وقالت المعلومات ان هذه الأجواء تأخذ في الاعتبار عدم اللجوء الى التصويت.
وفيما انتهت عمليات البحث في المبنى المنهار في الاشرفية عن القتلى والجرحى بعد ان استقرت المحصلة النهائية عند 27 قتيلا و12 جريحا، أخذ جسر جل الديب حيزا كبيرا من الاهتمام امس بعد ظهور تصدّعات فيه، ما دفع وزارة الداخلية الى اتخاذ قرار بإزالته سريعا، بعد ان جرى منع مرور الشاحنات عليه.
الوضع في سورية
وفي موازاة ذلك، تتجه الانظار الى القاهرة والأمم المتحدة، حيث سيجتمع في الاولى وزراء الخارجية العرب يوم الاحد المقبل لبحث تقرير رئيس بعثة المراقبين العرب أحمد محمد الدابي حول عمل المراقبين، بينما يستمر البحث في الثانية في مشروع القرار الروسي حول سورية والذي يلاقي بصيغته الثانية رفضا من واشنطن وحلفائها الغربيين.
وينتظر ان يبحث اجتماع القاهرة ايضا في اقتراح امير قطر حمد بن خليفة لإرسال ما وصفه "قوات حفظ سلام عربية الى سورية". لكن يبدو ان اكثرية الدول العربية تعارض هذا التوجه القطري الذي يراد منه فتح الأبواب أمام التدخل الخارجي.
ومساء أمس، أعلنت الإخبارية السورية ان دوي انفجار سمع في حي الميدان في دمشق سرعان ما تبين انه ناتج من انفجار قنبلة صوتية لم تؤد الى وقوع أي اصابات.
دمشق ترفض الاقتراح المشبوه لأمير قطر
وقد أعلنت سورية رفضها لاقتراح أمير قطر، لأن من شأنه تأزيم الوضع وفتح الباب أمام استدعاء التدخل الخارجي.
وأكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية "ان سورية تستغرب صدور تصريحات عن مسؤولين قطريين تدعو إلى إرسال قوات عربية إليها، وتؤكد رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات التي من شأنها تأزيم الوضع وإجهاض فرص العمل العربي، وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون السوري".
وأكد المصدر أن الشعب السوري الفخور بكرامته وسيادته يرفض جميع أشكال التدخل الخارجي في شؤونه وتحت أي مسمى كان، وسيتصدى لأي محاولة للمساس بسيادة سورية وسلامة أراضيها، لافتاً إلى أنه سيكون من المؤسف أن تراق دماء عربية على الأراضي السورية لخدمة أجندات معروفة لا سيما بعد أن باتت المؤامرة على سورية واضحة المعالم.
وأضاف المصدر أن سورية في الوقت الذي توفي به بالتزاماتها المتفق عليها بموجب خطة العمل العربية، فإنها تجدد الدعوة للدول العربية وجامعة الدول العربية للقيام من جانبها ببذل جهود ملموسة لوقف حملات التحريض والتجييش الإعلامي الهادفة إلى تأجيج الوضع في سورية، والمساعدة في منع تسلل الإرهابيين وتهريب الأسلحة إلى الأراضي السورية، تحقيقاً للأمن والاستقرار اللذين يمهدان للحوار الوطني البناء الهادف لإيجاد حل سياسي للأزمة في سورية.
وفي هذا السياق، ذكرت وكالة "رويترز" ان سورية أبدت استعدادها لقبول تمديد مهمة المراقبين العرب من دون توسيع نطاقها".
اعتراض مصري على اقتراح خليفة
وفي الاطار ذاته، أكد المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية السفير شلبي ان "الاقتراح القطري تقف امامه اخطار وعراقيل كبيرة للغاية ومن الصعب تحقيقه". وأوضح انه "من دون موافقة سورية فذلك سيؤدي الى الدخول في حرب عربية ـ عربية".
أمير قطر ودعم المجموعات المسلحة
كذلك، أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" ان "بعض المراقبين يعتقدون أن أمير قطر تخلى عن الجامعة العربية بشأن سورية، ونقل تركيزه الى وسائل أخرى قد تشمل دعم ما يسمى "الجيش السوري الحر"، مضيفة ان "التصريحات الأخيرة لأمير قطر حول نشر قوات عربية في سورية ربما قصد من ورائها اثارة الجدل حول التدخل العسكري، المستبعد حاليا من قبل الغرب وضمن العالم العربي نفسه، على الرغم من معرفة الجميع بأنه يمكن ان يصبح حتميا في نهاية المطاف".
العربي: اللجنة تجتمع السبت
وأمس، رأى الأمين العام للجامعة العربية "ان الأوضاع في سورية تتعقد"، مشيرا الى ان الهدف الاساسي لآلية المراقبين هو ان تكون الأمور هادئة وموضحا ان اللجنة العربية المعنية بالوضع في سورية ستجتمع السبت لتقرير الخطوات التالية في ضوء تقرير الدابي.
وفود المراقبين تواصل جولاتها
وتلتقي المفرج عنهم
وأمس، واصلت فرق بعثة المراقبين جولاتها في عدد من المحافظات والتقت المفرج عنهم بموجب المرسوم الرئاسي الذي أصدره الرئيس بشار الأسد بعد ان تم امس الافراج عنهم في محافظتي درعا والرقة.
والتقى فريق من المراقبين في دمشق أمس عددا من رجال الدين الاسلامي والمسيحي، بينما زارت وفود اخرى مناطق درعا والسويداء والرقة وطرطوس وحلب حيث التقت فاعليات صناعية واجتماعية وأهلية وأسر الشهداء بالاضافة الى لقاءات مع الهيئات الرسمية.
بقاء المراقبين يقرره اجتماع القاهرة
وفي هذا السياق، أعلن رئيس غرفة بعثة مراقبي الجامعة العربية الى سورية السفير عدنان الخضير أن "الجامعة قررت ارسال عشرة مراقبين الى سورية غدا".
ولفت في حديث الى الصحافيين الى ان "عدد المراقبين في سورية الآن 155 مراقبا بعد عودة عشرة منهم الى دولهم"، مؤكدا ان "رجوعهم لأسباب شخصية بحتة لا لأي أسباب اخرى".
لاريجاني: سورية مستهدفة لدورها في المقاومة
في المواقف ايضا، أكد علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني أن لسورية دورا رياديا في النضال ضد كيان الاحتلال "الإسرائيلي" وكانت في الخط الأمامي لمواجهته في وقت كانت فيه دول عربية عديدة تخاف حتى من اسم هذا الكيان.
ولفت لاريجاني في تصريح الى قناة العالم أمس إلى أن الغرب يشن حملته ضد سورية في محاولة لإفشال دور المقاومة التي بدأت تتصاعد بين شعوب مختلف الدول رفضا للكيان الصهيوني ودعماً للقضية الفلسطينية.
قلق كونيللي؟
في هذا الوقت، استمرت الحملة الأميركية الغربية ضد سورية فاستغلت السفيرة الاميركية في بيروت مورا كونيللي زيارتها العماد ميشال عون امس للهجوم على سورية مبدية ما زعمته "قلق بلادها لاستمرار النظام بقمعه للشعب السوري". كما أبدت قلق حكومتها لما وصفته "ان تؤدي التطورات في سورية الى المساهمة في عدم الاستقرار في لبنان"!
 اعتراض فرنسي والماني على المشروع الروسي!
وفي سياق متصل، رأت الخارجية الفرنسية ان مشروع القرار الروسي الذي وزع أخيرا في مجلس الأمن "لا يزال بعيدا جدا عن الاجابة على حقيقة الوضع في سورية". وزعمت ان "صمت مجلس الأمن مخز"!
بدورها، أعلنت الخارجية الألمانية عن رفضها للمشروع الروسي. وقال وزير الخارجية الألماني غيدر فسترفيلله ان "الحكومة الالمانية والاتحاد الاوروبي سيواصلان الضغط على حكومة موسكو من أجل تغيير موقفها من الأزمة السورية وذلك بهدف اتخاذ موقف أوروبي موحد بخصوص ما يحدث في سورية".
الى ذلك، اكد المنسق العام لـ "هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديمقراطي" حسن عبد العظيم من دمشق، ان وفدين من "الهيئة" سيتوجهان في السادس من الشهر المقبل الى كل من موسكو والصين لـ "طرح وجهة نظر الهيئة إزاء الوضع في سورية".
"إسرائيل" قلقة من مصير السلاح الكيميائي!
من ناحيته، عبر رئيس ادارة التخطيط الاستراتيجي في جيش العدو "الإسرائيلي" امير إيشيل عن قلق كيانه "من مصير مخزون الأسلحة الكيميائية والبيولوجية السورية في حال انهيار النظام". وقال: "لا نعلم من سيسيطر عليها وما هو الجزء الذي سينقل الى حزب الله والى الفصائل السورية". أضاف: "أشعر بقلق كبير لأنني لا أعلم من سيسيطر على هذه الأسلحة"!
رهانات على الخارج
الى ذلك، جدد عبد الحليم خدام "السيء الصيت والسمعة" رهاناته على سقوط سورية متوقعا ما زعمه "سقوط النظام خلال أشهر قليلة". وادعى ان "الوضع في سورية يزداد سوءا"، مجددا دعوته للتدخل الأجنبي.
ومن جهته، هاجم من يسمى قائد "الجيش السوري الحر" المدعو رياض الاسعد عمل المراقبين العرب ودعا الى "تدخل أجنبي وتحويل الملف السوري الى مجلس الأمن"!
الوضع الأمني
وفي الشأن الأمني، ذكرت "الإخبارية السورية" انه جرى العثور على عدد من العبوات الناسفة في حي الصليبة في اللاذقية، بينما ذكرت قناة "أم تي في" انه جرى الافراج عن المعارض نجاتي طياره.
في المقابل، زعمت ما تسمى "لجان التنسيق المحلية" ان 28 شخصا سقطوا امس في حمص وأدلب ودرعا وحماه وريف دمشق.
هل يحسم ملف الأجور اليوم؟
وبالعودة، الى الملفات الداخلية، شكل ملف الأجور عشية جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد في السراي الحكومي عصر اليوم "مادة دسمة" لعودة الاتصالات بين المعنيين بهذا الملف، توصلا الى اتفاق حول الصيغة التي يفترض ان يجري اعتمادها، اذا انتهت النقاشات الحكومية في جلسة مجلس الوزراء الى أجواء ايجابية تسمح ببت هذا الملف بعد ان طال انتظار المواطن له.
وذكرت مصادر وزارية، ان هذا الملف سيبحث من خارج جدول الاعمال بهدف افساح المجال امام احتمال التأجيل مرة جديدة اذا كانت وجهات النظر متباينة حول اي من الصيغتين اللتين اعدهما وزير العمل سيجري اعتمادها. وأوضحت ان بحثه من خارج جدول الأعمال يعني توافق رئيسي الجمهورية والحكومة على ذلك، لأن بحث الملفات من خارج جدول الأعمال يحصل عادة عندما يترأس رئيس الجمهورية جلسات مجلس الوزراء.
وكان وزير العمل أوضح بعد اجتماع تكتل التغيير والإصلاح أمس انه قدم اقتراحا لتصحيح الأجور كوزارة عمل، كما قدم مشروعا آخر ترجم فيه ارقام اتفاق الاتحاد العمالي والهيئات الاقتصادية الى صيغة قانونية، ليتم بت احدهما في جلسة اليوم.
وأمل ان يقر مشروع وزارة العمل اليوم، مشيرا الى انه "في مطلع كل سنة لدينا موعد لأجراء كل لبنان لتحديد نسبة غلاء المعيشة وزيادتها على الأجور"، مشددا على ان "لا شيء اسمه بدل نقل".
ولفت نحّاس الى ان "مسألة الأجور للبعض هي أمر مزعج يجب تمريره، ولكنها مسألة استعادة حقوق والدولة لدورها".
وقد تباينت معلومات عدد من الوزراء، فأشار أحدهم لـ "البناء" ان الاتصالات استمرت مفتوحة حتى ساعة متأخرة من مساء أمس توصلا الى اتفاق حول احدى الصيغتين اللتين قدمهما الوزير نحاس، مشيرا الى ان اقرار هذا الملف في جلسة اليوم يتوقف على امكانية الوصول الى اتفاق تفاديا لطرح الموضوع على التصويت. لكن وزيرا آخر رجح امكانية بت موضوع الأجور اليوم، مشيرا الى ان الاتصالات قطعت شوطا كبيرا، ملاحظا ان الأرجحية هي ليست مشروع "العمالي" والهيئات الاقتصادية.
ووفق مصادر وزارية فان حسم موضوع الأجور اليوم، سيخلق مناخا مواتيا أكثر للبدء في اقرار دفعات التعيينات خصوصا ان هناك شوطا لا بأس به قد قطعه الوزراء المعنيون في تحضير ملفاتهم، وفي مقدمهم وزارة الداخلية.
لكن المصادر تجنبت الحديث عن مواعيد محددة مكتفية بالقول ان هناك حرصا ورغبة في تسريع هذه الأمور.
القليعات مطار مدني سياحي
في سياق آخر، كشف مصدر وزاري ان الهدف من طرح مشروع اعادة تأهيل مطار القليعات الاستفادة منه من الوجهة السياحية، وان الامر طرح من قبل وزارة السياحة بالاضافة الى مطار رياق.
وقال: ان البحث تركز على القليعات انطلاقا من ان الجيش يستخدم مطار رياق لأسباب عسكرية، ولذلك كلف وزير الأشغال غازي العريضي باجراء دراسة شاملة عنوانها تأهيل مطار القليعات لاستقبال طائرات مدنية في موازاة عمل مطار بيروت الدولي على خلفية تنافسية ليس إلا، بحيث ان السعر للهبوط في القليعات يكون اقل مما هو عليه في مطار بيروت للطائرات السياحية المدنية.
وإذ شدد المصدر على عدم وجود اي خلفية سياسية للأمر، دعا الى التعامل مع الموضوع من وجهة ايجابية تنعكس بالفائدة على لبنان واللبنانيين.
سليمان يشدد على حل الازمة السورية
وفي المواقف، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان تمسك لبنان بكامل حقوقه البحرية من النفط والغاز. واشار خلال استقباله وفد السلك الدبلوماسي في قصر بعبدا الى أن لبنان، الذي تربطه بسورية علاقات اخوّة، يرى مصلحة قومية في نجاح المبادرة العربية في حل الأزمة السورية وهي الأزمة التي أعاقت النمو الاقتصادي لسورية.
وجدّد سليمان تأكيد حرص لبنان على رفض أي شكل من أشكال توطين الفلسطينيين على اراضيه انطلاقا من حق هؤلاء في العودة الى ارضهم وديارهم الاصلية.
أكد سليمان عزمه على مواصلة الجهد لتوفير الشروط اللازمة لاستئناف الحوار بين مختلف الأفرقاء اللبنانيين.
إطلاق مشروع الليطاني
الى ذلك، جرى أمس في السراي الحكومي إطلاق مشروع الليطاني بعد سنوات طويلة من الانتظار. وقال الرئيس نبيه بري في كلمة له في حفل اطلاق المشروع "إننا نشهد اليوم احد فصول الانتصار على "إسرائيل" في لبنان وبدعم عربي. ولذلك، كلمتي تقتصر على شكر الصندوق الكويتي، مجلس الإنماء والإعمار، المصلحة الوطنية لليطاني كما والمستشارين والملتزمين".
من جهته، أشار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في كلمته الى ان "هدف المشروع امداد الجنوب بمياه الليطاني لغايات الري والشرب بمساعدة الصندوقين العربي والكويتي"، معتبرا انه "لقد نجح لبنان بفضل الجهود التي بذلت في الفترة الماضية بعبور المرحلة السابقة وكان لبري دور كبير في هذا الاطار". 

السابق
اقتصاد قاتم ..
التالي
الاخبار: مجلس الوزراء يقرّ تصحيح الأجور اليوم