هل يكون حزب الـله الهدف التالي بعد سوريا وايرن ؟

خلافاً لما يحاول "حزب الله" الإيحاء به انه مطمئن ومرتاح الى المستقبل، وأنه على مسافة معينة من الأحداث في سوريا، يعيش الحزب مرحلة قلق وترقّب وكأنه ينتظر عاصفة معيّنة لا يدرك من أين ستهبّ عليه ومتى، وقد أقام خلية أزمة لمتابعة مسار الاضطرابات في سوريا أوّلاً بأوّل، لأنه معني بها مثله مثل القيادة السورية تماماً، لأنّ النتائج، أيّاً تكن، ستطاوله في شكل مباشر.

ويدرك الحزب أنّ اختلال موازين القوى في منطقة الشرق الاوسط لمصلحة إيران، خلط الأوراق كلها، ووضع النظام السوري في دائرة الضغط والحصار، لأنّ الولايات المتحدة الاميركية وحلفاءها لن يقبلوا بتحوّل طهران من قوة مؤثرة الى قوة مهيمنة، من أفغانستان الى البحر الأبيض المتوسط، مرورا بالعراق وسوريا ولبنان، فكان قرار العمل على تغيير النظام السوري كخطوة أساسية أولى لقلب موازين القوى في المنطقة.

والحرب على إيران بدأت فعلاً.

أولاً: هناك حرب استخبارات سرّية تجري خلالها عمليات مطاردة واغتيال علماء نوويين، وحرب الكترونية لضرب برامج تخصيب الوقود النووي وتعطيلها.

ثانياً: هناك العقوبات وحظر التعامل مع قطاع النفط والبنك المركزي الإيراني، ما يشكّل ضغطاً اقتصادياً كبيراً في إطار الحرب على طهران.

ثالثاً: ما نراه في سوريا اليوم يشكّل المرحلة الأولى من الحرب على إيران. وفيما يرى سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف انّ الغرب يصعّد ضغوطه على النظام السوري، ليس بسبب قمعه للمعارضة فحسب، بل لأنّ دمشق لم تبدِ استعداداً لقطع علاقاتها مع إيران، يعتبر مستشار الأمن القومي الأميركي توم دانيلون ان نهاية نظام الرئيس بشار الأسد من شأنها ان تعيد إيران الى حجمها الطبيعي في المنطقة، وأن تشكّل انقلاباً استراتيجياً لموازين القوى في الشرق الأوسط.

وفيما ذكر باتروشيف ان بعض الدول الخليجية والناتو يريدون تكرار السيناريو الليبي في سوريا بعد إجراء تعديلات طفيفة عليه، وان الأتراك والأميركيين ينظرون في عدد من الخيارات لتحديد منطقة حظر الطيران، تمهيداً لجعل هذه المنطقة قاعدة لتمركز المجموعات المسلحة المعارضة، كشفت مجلة "فورين بوليسي" أنّ إدارة أوباما بدأت التحضير للتدويل.

ويشكل اجتماع وزراء الخارجية العرب في 22 الجاري محطة مهمة في مسار الأحداث، إذ إنّ الجامعة العربية ستبحث التقرير النهائي لبعثة المراقبين في سوريا، إضافة الى اقتراح طرحته قطر بإرسال قوة حفظ سلام عربية الى سوريا.

وأيّاً تكن نتائج هذا الاجتماع، فإنّ الأزمة السورية تسير نحو النهاية المرسومة لها، وعنوانها واحد: هناك قرار كبير بتغيير النظام لفرط "الهلال الشيعي"، وتحجيم النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، لأنه إذا نجا نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهو متماسِك حتى الآن، فإنّ طهران ستكون الرابح الأكبر.

أمّا ما هي الارتدادات على لبنان؟

يشير تقرير لوكالة "ستراتفور" الاستخبارية الى ان المعركة على سوريا لا يمكن ان تتم من دون ان يكون لها امتداد على لبنان. وفي هذا الصدد، يواجه لبنان سنة صعبة في ظلّ اشتداد المعارك بالوكالة بين إيران والمملكة العربية السعودية في المشرق العربي".

و"حزب الله" يعرف انه سيكون المستهدف التالي بعد سوريا، خصوصا انه اكثر ارتباطاً بطهران، عقيدة وفكراً وتنظيماً وتسلّحاً وتمويلاً. فالعاصفة اذا نجحت في ضرب سوريا، لن توفّر "حزب الله" في لبنان، بل ستكمل عليه حتى تسليم سلاحه مهما كلّف الأمر. واذا لم تنجح في تغيير النظام السوري، فإنّ اسرائيل ستتولّى شَن حرب جديدة على الحزب، لأنها لن تتحمّل وجود عشرات آلاف الصواريخ الجاهزة للإطلاق الى العمق الاسرائيلي.

إذا كان بان كي مون قلقاً من سلاح الحزب، فإنّ الحزب أكثر قلقاً من أي يوم مضى على سلاحه ومصير جناحيه العسكري والامني.  

السابق
مروان شربل: انتهت عملية رفع الانقاض وسحبت المعدات
التالي
ماذا ينتظر لبنان والمنطقة في آذار المقبل؟