مبنى عطالله؟

الخلاصة التي يخرج بها مَنْ يتابع قضية انهيار مبنى «عطالله» في الأشرفية هي أنّ الإهمال وعدم الاكتراث بالسلامة العامة وغياب التخطيط والفساد هي الأسباب الحقيقية الكامنة وراء هذه الكارثة.
طبعا في هذه الحال يصعب تحديد المسؤوليات المباشرة عن مقتل وجرح العشرات من اللبنانيين وغيرهم، إلا أنّ أصحاب المسؤولية المعنوية كثر ومعروفون بأسمائهم ربّما وهم يتحمّلون هذه الكارثة بشكل غير مباشر بسبب إهمالهم وعدم اكتراثهم بالسلامة العامة والقانون.
المبنى المتداعي كان يُنذِر بالسقوط منذ فترة طويلة بحسب شهادات القاطنين وأبناء المنطقة، وصاحب المبنى كان يعرف وسبق أنْ حذّر القاطنين بهذا الأمر، ويبدو أنّ الدوائر المعنية كانت على علم بهذا الملف وبالخطر الذي كانت تعيشه العائلات المنكوبة بأهلها وأولادها، ولم يتحرّك أحدٌ لإخلاء هذا المبنى من قاطنيه ولو بالقوة؟؟

من عادة الفقراء أنّهم لا يُبالون بالموت لأنّهم قدريون لا شيء يخسرونه، ولذلك قد تكون العائلات المنكوبة قد تراخت في عملية الخروج من المبنى الخطر، لكنّ قواعد السلامة العامة تنص على المراقبة وعلى تحرّك الدولة في اللحظة المناسبة لتطبيق هذه القواعد وحماية أرواح المدنيين وعائلاتهم وأبنائهم.
لماذا تُرِك هؤلاء لقدرهم؟ ولم يبادر أحد إلى إجبارهم على إخلاء «مبنى الموت» المنهار تطبيقا للقانون؟
الأسئلة حول هذه المأساة لا تنتهي، لكنّ الحقيقة والوقائع تؤكد مجدّداً أنّ الناس يقعون في آخر اهتمامات المعنيين في هذا البلد، وأنّنا نعيش في «حارة» تحكمها العشوائية والتشبيح والواسطة والمحسوبيات، والحوادث المأساوية التي تقع ليست سوى حوادث «تذكيرية» تؤكد لنا هذا الواقع المؤلم والمخيف والمدمر والدافع نحو اليأس من هذا الوطن.   

السابق
قطع طريق بلدة صديقين بالاطارات من أجل المطالبة بالكهرباء
التالي
قبيسي: للاسراع بدراسة مشروع قانون الايجارات واقراره