ثروة وارين بافيت

ينت مجلة «تايم» الأميركية غلافها بصورة رجل الأعمال الشهير «وارين بافيت».
ويعتبر بافيت أحد أكبر أثرياء الولايات المتحدة الأميركية والعالم، من أكثر الشخصيات تزمتا ومحافظة في ما يختص بالقرارات الاستثمارية، لذلك نجح نجاحات كبرى وتجنب الوقوع في هاوية الانهيارات المالية الكبرى التي شهدتها الأسواق على مر عدة عقود.

استثمارات بافيت دائما في ما هو شبه مضمون، مثل قرابة 9 في المائة من أسهم «كوكاكولا»، أو شركات تأمين، أو مطاعم ناجحة، أو شركة آيس كريم شهيرة مثل «ديري كوين».
لا يلعب لعبة المغامرة، بل يختار دائما الاستثمار في مجالات يصعب أن يهتز الطلب عليها أو أن تتعرض لانخفاض غير متوقع في المبيعات.
ذلك كله جعل شركته «بيركشاير هاتاواي» واحدة من كبرى الشركات الذائعة الصيت في مجالات الاستثمار الناجح، وجعل الطلب على أسهمها موضع نشاط وإقبال. وأذكر أنني عام 2004 حضرت ندوة خاصة نظمها بيل غيتس رجل الأعمال الشهير ومؤسس شركة «مايكروسوفت». كانت الندوة في مدينة سياتل بولاية واشنطن. أصر بيل غيتس على أن تقسم الندوة إلى عدة أجزاء؛ جزء يقام في شركة «مايكروسوفت»، والجزء الآخر في منزله الرائع على ضفاف النهر، وجاء ترتيب القدر أن أكون في المقعد المجاور للسيد بافيت الذي لم يتوقف عن الثرثرة والتهام حبات «الشيبس» المقدمة على المائدة.
نظر إليّ وقال ضاحكا: «كل.. كل إنها بطاطس مجانية»!

لاحظت بساطة شخصية الرجل، وتعجبت من ساعة يده القديمة الرخيصة الثمن، وملابسه العادية التي تباع في محلات «سيرز» الشهيرة المعروفة بحنو أسعارها! كان الرجل يتحرك وسطنا بلا سكرتارية ولا مساعدين ولا «بودي غارد» مرافق. لم أر معه سوى سائق ينتظره على الضفة الثانية من النهر ومعه سيارة أميركية تقليدية. الشيء الوحيد الذي يشكو منه وارين بافيت هو ارتفاع أسعار تكاليف طائرته الخاصة التي يضطر آسفا إلى استخدامها لأنها توفر له ساعات مطولة من وقت الانتظار في المطارات، والوقت عند أمثاله غال وله أبهظ الأثمان. وعند الندوة الثانية التي عقدناها اشتكى بافيت من ارتفاع أسعار الاشتراكات في بعض مواقع الإنترنت التي تقوم على المشاركة المدفوعة، مثل موقع «لعبة البريدج» التي يدمنها والتي تتطلب منه اشتراكا قدره 20 دولارا في الشهر! وضيع علينا المستر بافيت نحو نصف الساعة من المناقشات المهمة في شكواه حول الـ20 دولارا الموجعة التي يضطر إلى دفعها عبر بطاقة الائتمان لهؤلاء المرابين مصاصي دماء البشر الذين يديرون موقع «البريدج»!
وحينما سألت صحافيا زميلا من جريدة «وول ستريت جورنال» حول حرص بافيت الشديد على المال، ضحك الرجل قائلا: «هكذا وارين.. يتشاجر على 20 دولارا ويتبرع بـ30 مليار دولار من ثروته لأعمال الخير»!

  

السابق
قبيسي: للاسراع بدراسة مشروع قانون الايجارات واقراره
التالي
مواطن مفقود منذ 4 ايام وسرقات مختلفة وانهيار حائط يقطع الطريق الى كفرنيس الشوفية