الاخوان المسلمين: لا صفقة مع واشنطن وسنبقى مع المقاومة

اوضحت مصادر مطلعة على اجواء قيادة «التنظيم الدولي للاخوان المسلمين» ان لا صحة للمعلومات التي تتحدث عن وجود صفقة بين «الاخوان» والادارة الاميركية أتاحت وصول «الاخوان» الى الحكم في عدد من الدول العربية مقابل التخلي عن خيار المقاومة ومواجهة «حزب الله» وايران.
واشارت المصادر الى ان اول لقاء رسمي بين المسؤولين الاميركيين وقيادات «الاخوان» في مصر حصل بعد انتهاء المرحلة الاولى من الانتخابات وان العلاقة بين «الاخوان» وايران تعود الى اكثر من ستين عاماً منذ قدوم النائب الايراني نواب صفوي الى سوريا ومصر وصولاً الى انتصار الثورة الايرانية بقيادة الامام الخميني في العام 1979، واشارت الى ان اول وفد قام بتهنئة الامام الخميني كان من قيادة «الاخوان».
«العلاقة مع «حزب الله» قائمة منذ لحظة تأسيس الحزب في مطلع الثمانينيات وهي استمرت في اصعب الظروف ولقد وقفت قيادة «الاخوان» ممثلة بالمرشد العام مهدي عاكف الى جانب الحزب خلال حرب تموز 2006، حيث اعلن الاستعداد لإرسال عشرة آلاف مقاتل لدعم المقاومة، كما ان الامين العام السابق لـ«الجماعة الاسلامية» في لبنان المرحوم الشيخ فيصل المولوي اصدر فتوى شرعية لدعم «حزب الله» والمقاومة في مواجهة الحملة التي تعرض لها الحزب من مشايخ ســلفيين وفي ظل اصعب الظروف العربية والدولية»، تقول المصادر المطلعة على أجواء «الأخوان».
وتضيف المصادر: «برغم وجود تباين اليوم مع ايران و«حزب الله» بسبب الموقف من الوضع السوري وما يجري في العراق وبسبب أداء بعض القنوات الإعلامية المحسوبة على الطرفين، والتي تشن حملة على «الاخوان المسلمين» ولا تتعاطى بموضوعية مع الاحداث في الدول العربية، فإن العلاقة مع الحزب وايران مستمرة باشكال مختلفة وهناك قنوات تواصل دائمة معهما مع تحفظ قيادات «الاخوان» على المشاركة في المؤتمرات التي تعقد في ايران والتي تهدف لاظهار القوى الاسلامية في المنطقة وكأنها تابعة لايران».
ورفضت المصادر ما يقال عن وجود مشروع تركي – قطري للإمساك بقرار «الاخوان المسلمين» من اجل دعم النموذج التركي في المنطقة مقابل النموذج الايراني، واكدت انه لدى «الاخوان» «مشروع اسلامي – عربي» يتناسب مع ظروف الدول العربية، وأن هذا المشروع قائم على دعم خيار المقاومة والوحدة الإسلامية ودعم استقلالية هذه الدول ورفض الهيمنة الاميركية – الغربية، وأشارت الى ان «الاخوان» رفضوا ربط اية مساعدات اميركية – عربية بأية شروط سياسية وان موقفهم من الاتفاقات الدولية في مصر قائم على اساس الموقف السيادي، وأن من حق الشعب المصري إعادة النظر بهذه الاتفاقات وفقاً لمصالحه وليس لحساب اية جهة وان المرحلة المقبلة ستشهد متابعة لكل التطورات بعد استقرار الامور.
وكشفت المصادر عن تبلغ المسؤولين القطريين طلباً من الادارة الاميركية بالتخفيف من ظهور القيادات المرتبطة بـ«الاخوان المسلمين» على قناة «الجزيرة» وان المؤسسات الاميركية التي تعنى بمنظمات المجتمع المدني في الوطن العربي تعمل حالياً لدعم المنظمات ذات التوجه العلماني للوقوف بوجه المؤسسات الاسلامية، بعد ان اثبتت الانتخابات في أكثر من دولة عربية قوة هذه المؤسسات وانتشارها في الاوساط الشعبية وأن الاميركيين يراهنون على استيعاب قوة الاسلاميين ان عبر المؤسسات الامنية والعسكرية او من خلال ادخالهم في صراعات داخلية وافشال تجربتهم السياسية.
واما بشأن الوضع في سوريا، فتقول المصادر ان قيادة «الاخوان» وبرغم شعورها باليأس من أداء القيادة السورية وعدم تجاوبها مع الدعوات للإصلاح السياسي الحقيقي، فإنها ما تزال تعتبر ان الرئيس بشار الاسد لا يزال قادراً على قيادة العملية الإصلاحية، مع ان خطابه الأخير في جامعة دمشق كان مخيباً لها، ولكن لا تزال ترى أن الفرصة متاحة أمامه اليوم وان الصراع في سوريا ليس على الإصلاح فقط بل هو يشمل المنطقة كلها، واذا غرقت سوريا في الحرب الاهلية فإن ذلك سيكون خسارة لكل قوى المقاومة في لبنان وفلسطين وايران.
وتملك قيادة «الاخوان» معلومات مفادها ان الاميركيين والاسرائيليين يحضرون اليوم لحرب شاملة ستشمل ايران وسوريا و«حزب الله» و«حماس» وأن الاسرائيليين واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة يشجعون الادارة الاميركية على شن مثل هذه الحرب خلال الأشهر القليلة المقبلة وأن هذا يتطلب تعاوناً وتنسيقاً بين كل القوى المستهدفة في المنطقة العربية والإسلامية.
وتخوفت المصادر من وجود بعض الاتجاهات السلفية المدعومة من دول عربية تعمل لزيادة أجواء التشنج المذهبي وبث الفتنة المذهبية وأن هذه الاتجاهات تستفيد من الأخطاء والاداء السيئ لوسائل اعلامية وشخصيات تسيء للصحابة، وأن المطلوب العمل لكبح هذه الاتجاهات من خلال العمل الحقيقي لتحصين الوحدة الاسلامية بعيداً عن منطق التقية او وجود منطقين علني وسري حول العلاقة بين السنة والشيعة تحديداً.
واما بشأن اداء «حماس» ومشروعها المستقبلي، فتؤكد مصادر مطلعة على أجواء التنظيم الدولي لـ«الأخوان» أن حركة «حماس» ملتزمة بخيار المقاومة ولا رجوع عنه، برغم حرصها على ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني بما يدعم خيار المقاومة والوحدة، وتشير الى ان الجولة الأخيرة لرئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية كانت مرتبطة بظروف تنظيمية داخلية ولا تعبر عن خيارات سياسية معينة وأن قيادة الحركة تدرك اهمية دعم ايران و«حزب الله» للمقاومة الفلسطينية وانها لا يمكن ان تتنكر لهذا الدعم أبداً بغض النظر عن بعض التباين في الموقف السياسي من الوضع السوري.
وختمت المصادر بالقول إن قيادة «الاخوان المسلمين» حريصة على حماية التجربة الجديدة في المنطقة العربية والتي أدت الى اسقاط الانظمة الديكتاتورية ونشر الديموقراطية، وهي لن تتنكر لطموحات الشباب العربي ولن تدخل في اية مساومات على حساب الشعب، وانها ابلغت قيادة المجلس العسكري في مصر رفضها لأي مرشح عسكري للرئاسة ورفضها إعطاء المجلس حصانات معينة وأن الدستور الجديد هو الذي سيحكم أداء كل المؤسسات في مصر.

السابق
الرئيس بري: نشكر الكويت أميرا ومجلسا وحكومة وشعبا والشكر الأخير لحكومة لبنان
التالي
النأي بالنفس