شروط بان للديموقراطية غير متوافرة لدينا

في زيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون للبنان وفي كلامه الكثير ومما يعنينا كلبنانيين يؤمنون بالحرية والديموقراطية والسيادة. فحضوره الى بيروت بالذات في خضم الثورات العربية، واعتباره اننا مسؤولون اكثر من اي وقت مضى، يعيد الى بلد الارز ألقه الذي كاد ان يخ سره، ويؤكد الدور الذي كدنا ان نفقده بلداً مميزاً برسالته الحضارية ليس بالتعايش بين ابنائه وطوائفه فحسب، بل بعلة وجوده موطئاً للحرية ومصدراً للديموقراطية.
للزيارة اذاً شأن كبير وللكلام على الديموقراطية والسلاح شأن أكبر مهما حاول بعض المسؤولين وغير المسؤولين تخفيف وطأة هذا الكلام وإسداء نصائح الى الامين العام، في مزايدات لا تحط من شأنه طبعاً، ولا تعظّم قائليها.

ولعله في دعوته الزعماء العرب او من تبقى منهم للاستماع الى شعوبهم، "فبعضهم فعل واستفاد ومن لم يستمعوا يحصدون اليوم العاصفة"، وجّه أيضاً رسالة مبطنة الى من يعنيهم الأمر في لبنان اذ قال انه يجب ان نقف في وجه من يستغل الاختلافات العرقية او الاجتماعية لتحقيق مكاسب سياسية، وهو الأمر الحاصل عندنا في محاولات متكررة مشبوهة لاستغلال الدين والطائفة خصوصاً لبلوغ اهداف سلطوية، وقد شاهدنا فصولاً من الصراعات المذهبية في لبنان، وتتردد على مسامعنا اليوم تحذيرات من فتنة سنية شيعية، يتحدث عنها البعض كأنها أمر محتوم لا مفر منه، وكأنهم يريدونها ويتمنون حصولها، فيما نحن ندعو ليل نهار الى إبعاد شبح الفتنة ، ايا يكن نوعها وشكلها، عن بلادنا.

وتحدث الامين العام أيضاً عن الديموقراطية، قائلاً انها ليست أمراً سهلاً "فإحلالها يتطلب وقتاً وجهداً، وهي لا تتحقق بمجرد اجراء جولة او اثنتين من الانتخابات. هناك اربعة شروط للنجاح وهي ان يكون الاصلاح حقيقياً، واقامة حوار يشمل جميع الاطراف، وان تكون المرأة في صلب مستقبل المنطقة، واهمية سماع أصوات الشباب".
هذه الشروط غير متوافرة لدى السلطة في لبنان، الأمر الذي يعني انها لا تسلك طريق الديموقراطية الحقة، ويعني تالياً ان التغيير بات ضرورة ملحة ولن يبقى التلطي بالطوائف والمذاهب حصناً منيعاً الى الابد، لان الثورات العربية صارت "فيروساً" متنقلاً، وقد اصاب حتى الانظمة التي اعتبرت نفسها محصنة ومستبعدة من خريطة الانقلابات. فهل يعتبر الزعماء والقادة ومن اليهم في لبنان؟  

السابق
أوغلو يتهم دمشق بشراء الوقت… ويتنبأ بإقتراب تدويل الأزمة السورية
التالي
النهار: مأساة فسّوح تستنفر الدولة بحثاً عن ناجين وفتح ملف التقصير ومسح المباني القديمة