بان كي مون للأسد: أوقف قتل شعبك.. ولحزب الله السلاح مؤذ للبنان والمنطقة

خاطب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ولمرة أخرى من بيروت، الرئيس السوري بشار الأسد قائلاً: «أوقِفِ العنف، توقَّفْ عن قتل أبناء شعبك، فطريق القمع طريق مسدود».

وقال بان في اجتماع رفيع المستوى جمعت فيه منظمة «اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا» (إسكوا) نحو 50 شخصية عربية ودولية لبحث سبل «الإصلاح والانتقال إلى الديموقراطية»: «منذ بداية ثورات العام، من تونس وصولاً إلى مصر وخارجها، ناشدتُ القادة ان يستمعوا إلى شعوبهم، بعضهم فعل واستفاد، أما الآخرون الذين لم يستمعوا، فهم اليوم يحصدون العاصفة».

واشارت "النهار" الى افتتاح مؤتمر "الاصلاح والتحول نحو الديموقراطية" امس في فندق "فينيسيا"، تميز بالرسالة الصارمة والمتشددة التي وجهها الامين العام للامم المتحدة بان كي ـ مون الى الرئيس السوري بشار الاسد في كلمته الافتتاحية "اقول للاسد اوقف العنف. اوقف قتل شعبك، طريق القمع مسدود"، اذ اكتسبت هذه الرسالة وقعها ودلالتها لتوجيهها تحديدا من بيروت.
كتبت "الوطن السورية ": من بيروت التي سمحت له بأن يحولها من عاصمة بلد "ذي سيادة" إلى منبر للتحريض ضد الشعب السوري، بدا كي مون في خطاب ألقاه في افتتاح مؤتمر حول "الإصلاح والانتقال نحو الديمقراطية" مجرد صدى لما قاله مسؤول تنظيم القاعدة الأول (الظواهري) مؤخراً في رسالة تحرض على سفك الدم السوري. تجاهل كي مون كل ما تكشف عن العصابات المسلحة التي تقتل المدنيين وعناصر الجيش والأمن الأبرياء، وتناسى الحقائق حول دعم بعض الدول لها بالمال والسلاح، ومتعامياً عن التحريض الإعلامي الكبير الذي تواجهه سورية ويزيد في أزمتها اشتعالاً … لم تخرج كلمات المسؤول الأممي عن سياق مواقف الأطراف اللبنانية الصديقة له التي التقاها على هامش المؤتمر، وهي تتولى حالياً دوراً تنفيذياً في الجريمة ضد السوريين.
أما "الثورة" فرأت انه لم يكن بان كي مون بحاجة إلى شهادة "حسن سلوك" أميركية!!.. فسبق له أن نالها مراراً وتكراراً من قبل واشنطن للدور الذي يؤديه على أكمل وجه..!! وما هو مطلوب منه ينفذه حرفياً دون تلكؤ..!! لم يتفاجأ أحد من السوريين بما ذهب إليه كي مون، لكن جميع السوريين يدركون أنه تطاول غير مقبول، حين حوّل منابر المنظمة الدولية إلى التطاول هنا والمغالطة هناك.
إلى ذلك، رأت "الأخبار" ان زيارة بان كي مون انتهت، لا حزب الله بالغ في تصعيده ضد زيارة الأمين العام للأمم المتحدة لبيروت والجنوب، ولا بان كي مون بالغ في تصعيده ضد النظام السوري.

كشفت أوساط قيادية في المعارضة لـ"الجمهورية" أن الانطباعات التي خرجت بها بعد لقاءاتها مع بان وأوغلو مفادها "التمسك بالسيادة اللبنانية وحصرية السلاح داخل الدولة، والإصرار على سياسة "النأي" بلبنان والتحذير من أي محاولات لنقل الأزمة السورية إليه، والتمديد للمحكمة الدولية "بحكم الأمر الواقع" لعدم استكمال المحكمة أعمالها بعد".
قرأت "السفير" من خلال لغة بان ان هناك ازدواجية معايير في مقاربة القرار 1701 والملفات المتصلة بالصراع مع إسرائيل. ولفتت إلى ان بان لم يطرح في الاجتماعات المغلقة مع أي من الرؤساء الثلاثة مسألة برتوكول المحكمة الدولية والتمديد لعملها، فيما أثار مسألة تطبيق القرار 1701 وضرورة عدم وجود سلاح خارج إطار الشرعية.
 قال بان كي مون، في حديث إلى "السفير"، رداً على سؤال حول تعليقه على قول الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله اليوم إن قلقه يسعد الحزب: "من المهم جداً أن يتم تطبيق القرار 1559 بشكل ناجز، ومن الضروري أن تستجيب كل الأطراف المعنية بشكل كامل لما ينص عليه القرار 1559 حتى يتم تطبيقه كله". وأكد انه ينبغي بذل جهود مستمرة من أجل التوصل الى نزع كل السلاح غير الشرعي الذي يقع خارج سلطة الدولة اللبنانية، لأن هذا السلاح خطر ومؤذ بالنسبة للسلام وللاستقرار في لبنان، وكذلك أيضاً بالنسبة الى المنطقة.

اشارت "الجمهورية" الى ان بان أثار مع الرئيس نبيه بري موضوع تنفيذ القرار الدولي 1701، مشددا على "وجوب ان يكون السلاح حصريا بيد الجيش اللبناني". وفي المقابل، رد بري مؤكدا "تأييد لبنان للقرار 1701، ولكنه سأل المسؤول الدولي عن الاسباب التي تحول حتى الآن دون تحويل "وقف الاعمال الحربية" الذي نص عليه هذا القرار الى قرار دائم لوقف اطلاق النار".

في موضوع التمديد لبروتوكول المحكمة الدولية، فأكد بان كي مون لـ"السفير" انه إذا لم يتم استكمال عــــمل المحكمة قــبل تاريخ 29 شباط المقبل، فإن "هذا التفويض يمدّد تلقائياً ولا أعتقد أن ثمة حاجة لتغيير الاتفاقية".

أكد كي مون لـ"الرياض السعودية": "من المهم جداً أن يتم تطبيق القرار 1559 بشكل ناجز وأنا شددت مجدداً وعبرت في المؤتمر الصحافي الذي عقدته في بيروت عن قلقي من القدرات العسكرية لـ "حزب الله". وعن إمكانية قيام أي تعديل في بروتوكول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قال: "وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي، فإن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ثبتت وأنشئت كلياً، ولا أعتقد أن ثمة حاجة لتبديل الاتفاقية في شأنها. يتعلق الأمر فقط بتمديد التفويض المعطى للمحكمة. والمهم هو جلب من قاموا بالاغتيالات الى العدالة وهذا ما سيوجه رسالة قوية للمرتكبين ويمنع أي جرائم محتملة. ولفتُّ الى أنه منذ إنشاء هذه المحكمة لم نعد نرى في لبنان أي اغتيالات سياسية، وبالتالي تشكل المحكمة أداة مهمة جداً وآلية ناجعة لوقف حالة الإفلات من العقاب".
 

السابق
شربل: توقيف صاحب المبنى المنهار في الاشرفية
التالي
الدفاع المدني: يتم رفع الانقاض حاليا بالايادي وليس الالات