المشهد الليبي

ما أشبه اليوم بالبارحة: فكأنّنا نستعيد ما لم ننسَه بعد عن الثورة الليبية ضدّ الطاغية معمّر القذافي التي استمرت ثمانية أشهر قبل سقوطه وإعدامه ميدانياً على أيدي الثوار.
لم ننسَ، بعد، كيف كان معمّر القذافي ينزل بين الجماهير ويشتم الشعب ويتحدّث عن الجرذان والفئران والمتآمرين والعملاء الذين سيلاحقهم «بيت بيت، زنقه زنقه(…)».
ولم ننسَ، بعد، المشهد الثاني يوم نزل معمّر بين الجماهير بالسيارة حاملاً المظلّة في مشهد تهريجي في الساحة الخضراء!
ولم ننسَ، بعد، سيف الاسلام القذافي واستعراضاته وتهديده ووعيده، بين يوم وآخر، وكيف سيقضي وكيف سينتصر على المؤامرة، وكيف سيربّي المتآمرين وسينزل فيهم أقسى العقوبات.
وما أشبه اليوم بالبارحة!
وما أشبه ساحة الامويين بالساحة الخضراء!
فما عايناه، أول من أمس، من النظام أعاد الى أذهاننا المشهد الليبي بتجلياته كلها، المضحك منها والمبكي، وأيضاً المأساوي.
ما أشبه اليوم بالبارحة!
وما أشبه ساحة الامويين بالساحة الخضراء.
وما أشبه استعراضات اليوم باستعراضات الأمس!
وما أشبه الكلام على المؤامرة من قبل النظام بالحديث عن المؤامرة من قبل معمّر وسيف الاسلام.
ويتحدّث النظام عن المؤامرة من دون كلل: فبعد آلاف القتلى يستمر الكلام على المؤامرة.
وبعد عشرات آلاف الجرحى يستمر النظام في الكلام على المؤامرة.
وبعد عشرات ألوف المعتقلين يواصل النظام الحديث على المؤامرة!
العالم كله يشهد على انتفاضة الشعب الذي يطلب الحرية والكرامة والانتخابات النزيهة، ولكن الحديث لا يتوقف عن المؤامرة.
فهل الشعب كله متآمر؟ هل الناس كلهم عملاء ومتآمرون؟
  

السابق
إرسال قوات عربية لسوريا!
التالي
حزم أميركي وعصبية ايرانية