اللواء: أوغلو جال على الرؤساء الثلاثة والتقى السنيورة وجنبلاط وحزب الله والمرجعيات الدينية

اكد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو خلال جولته على الرؤساء الثلاثة والمسؤولين اللبنانيين في نهاية الاسبوع» ان أول ربيع عربي من اجل الديموقراطية تحقّق في لبنان الذي يتمتع بتراث وثقافة، والذي شهد انتخابات حرة وعادلة وتفاهمات سياسية وثقافية ومبادلات سياسية ومصالحات وطنية».
وأمل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان خلال استقباله في القصر الجمهوري في بعبدا الوزير اوغلو في «تشجيع الجامعة العربية على استعادة دورها بشكل اساسي في القضية الفلسطينية، والمساعدة على حل الأزمات التي تعصف ببعض دول المنطقة»، لافتاً الى «أهمية التحول بعيداً من العنف، الى الديموقراطية التي تحافظ على الحريات والتعدد والتنوّع، وتحقّق تداول السلطة وتسهّل تالياً تعامل الدول في ما بينها عبر المؤسسات والشعوب». وطالب المجتمع الدولي «بالضغط على اسرائيل لاتباع الأصول الديموقراطية بانسحابها من الاراضي التي لا تزال تحتلها في لبنان وسوريا، ووقف الاستيطان وتهويد القدس وإعادة الحقوق الى أصحابها».
وشكر لتركيا «مشاركتها الفعالة في القوة الدولية في الجنوب»، وتمنى «استمرار هذا الدور»، داعياً الى «تعاون أكبر مع الجامعة العربية في الجهود التي تبذلها لوقف الأزمات والاضطرابات في بعض دول المنطقة، وأن تتضافر الجهود لاحتوائها وابقاء المنطقة في دائرة التعبير السلمي والديموقراطي عن المطالب الاصلاحية».
واطلعه أوغلو على ما تقوم به بلاده على الصعيد الاقليمي، واصفاً العلاقات التي تربط بين البلدين بأنها «ممتازة». وشدّد على «الموقف التركي الثابت من لبنان، وهو رفض أي انعكاسات او ارتدادات سلبية على مساحته من خلال ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من اضطرابات وأزمات».
عين التينة
وزار أوغلو عين التينة وقابل رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتشاور معه في التطورات.

السراي
كذلك زار اوغلو رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في السراي، يرافقه السفير التركي إينان أوزيلديز والوفد المرافق، ونقل اليه دعوة رسمية من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لزيارة بلاده.
وقال أوغلو: «كانت لقاءات ممتازة مع الرؤساء الثلاثة ومنهم الرئيس ميقاتي، وكانت لنا رؤية مشتركة في المسائل الثنائية وفي التجارة بين البلدين التي تنمو سريعاً وتصاعدت بنسبة 15 في المئة العام الفائت وتجاوزت ملياراً ومئة مليون دولار . أستطيع  التأكيد ان علاقاتنا التجارية الى مزيد من التقدم في المستقبل، كما كانت لنا رؤية مشتركة للأوضاع الاقليمية والتحولات في المنطقة والربيع العربي الذي يواجه فرصاً، واستطيع القول ان أول ربيع عربي من اجل الديموقراطية تحقّق في لبنان الذي يتمتع بتراث وثقافة، والذي شهد انتخابات حرة وعادلة وتفاهمات سياسية وثقافية ومبادلات سياسية ومصالحات وطنية».
السنيورة
كذلك زار اوغلو والوفد المرافق رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة في «بيت الوسط» في حضور الوزير السابق طارق متري ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والمستشار محمد شطح ورضوان السيد. وتخلل اللقاء مأدبة غداء تم خلالها استعراض آخر المستجدات الإقليمية والدولية.

رعد
ثم التقى في مقر اقامته في الفينيسيا، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد الذي قال على الأثر: «كان هناك تباين في تشخيص الوضع خصوصاً لجهة ما يجري حولنا في لبنان، ونتمنى أن يكون التغيير الذي نشهده في المنطقة نابعاً من إرادة الشعوب وليس مفتعلاً ومحركاً من الخارج، وألا يُسمح للتدخلات الخارجية أن تملي شعاراتها وتحركاتنا وشعاراتها ومنهجيتها لفرض اصلاحات تستجيب لمصالح الآخرين، دون أن تحقق ما يرجوه الناس. كان واضحاً ان التغيير والاصلاح لا يكون نابعاً إلا من إرادة ذاتية شعبية بعيدة من أي تدخلات اجنبية. وكان مطلوباً ايضاً أن يتوقف دعم المسلحين ويتوقف تمويلهم، لأن هؤلاء يفاقمون الأزمة ويعطّلون حركة الاصلاح التي يريدها المواطنون المسالمون الذين يريدون تطوير أوضاع بلادهم. المحور الذي ننظر اليه ونقيم على أساسه هذا الحراك هو الموقف من الصراع العربي – الاسرائيلي وموقف كل الفئات من المقاومة في التصدي للاحتلال الاسرائيلي، وتجاوز ما فرض على الأمة من اتفاقات إذلال طوال السنوات والعقود الماضية لأن هذا ما يكبّل إرادة الشعوب الحقيقية ويعطل الإصلاح الحقيقي في بلداننا».
 ورداً على سؤال هل توصلتم الى قواسم مشتركة مع أوغلو قال: «قلت ان العرض كان شاملاً ومفصلاً بحيث ان التباينات حصلت من خلال العرضين المتباينين، إلا ان هناك نقاطاً مشتركة، وكان حرص على ان تكون لقاءات مشتركة اخرى في ما بعد، وأن يكون التغيير ذاتياً وأن يتوقف العنف الداعم للمسلحين والممول لهم وان تجري الاصلاحات بوتيرة منهجية».

جنبلاط
واستقبل اوغلو في مقر اقامته في فندق فينيسيا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط يرافقه نائب رئيس الحزب للشؤون الخارجية دريد ياغي وأجريا جولة مناقشات حول اوضاع المنطقة.

بكركي
وزار الوزير التركي بكركي، حيث اجتمع بالبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، في حضور السفير اوزيلديز ورئيس اساقفة قبرص للموارنة المطران يوسف سويف والمطران كميل زيدان.
استغرق اللقاء زهاء ساعة و40 دقيقة، صرح على اثره أوغلو انه وجّه الى البطريرك دعوة لزيارة تركيا، مشيرا الى الحديث عن سبل حفاظ الطوائف على تقاليدها في المنطقة وخصوصاً في لبنان».
وتجنّب الرد على سؤال عن الوضع في سوريا.

دار الفتوى
كما زار الوزير التركي مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، في دار الفتوى، في حضور وزير العدل السابق بهيج طبارة، أمين الفتوى الشيخ أمين الكردي، المدير العام للأوقاف الإسلامية الشيخ هشام خليفة.
وقدم قباني لوزير الخارجية التركي نسخة عن القرآن الكريم، وبادله اوغلو بتقديم نسخة مماثلة وأبلغه تحيات المسؤولين الأتراك.
ورحب المفتي قباني بزيارة اوغلو إلى لبنان، وخصوصا الى دار الفتوى، وأعرب له عن «اعتزازه بتركيا وقيادتها الحكيمة ودورها الايجابي في المنطقة العربية وانفتاحها على الدول العربية»، وأبدى تقديره لـ «الدور التركي في دعم لبنان ومساعدته على الخروج من التحديات التي تجابه مسيرة أمنه وسلامه واستقراره في الظروف التي يمر بها»، وأكد على «عمق العلاقة الأخوية بين البلدين».

المجلس الشيعي
كذلك زار الوزير التركي نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، في حضور المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان، وجرى التباحث في أوضاع المنطقة والتطورات على الساحة السورية.
ورحب قبلان بالوزير التركي «بين أهله في وطنه الثاني، ونحن نرفض الفتنة المذهبية والطائفية وسنقف بوجهها من أي جهة أتت، وندعم الوحدة الوطنية والإسلامية بشدة ولا سيما اننا بحاجة إلى توحيد صفوفنا لنقف متضامنين بوجه إسرائيل، التي كانت ولا تزال الشر المطلق الذي يصنع الفتن وينسج المؤامرات ضد بلادنا وشعوبنا».
ودعا القيادة التركية إلى «التنسيق والتعاون مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية لحل الأزمة في سوريا من خلال الحوار والتشاور ليأخذ كل فريق حقه ودوره.
وزار أوغلو أيضاً مطران بيروت للروم الأرثوذكس إلياس عودة، وتناول العشاء إلى مائدة الرئيس أمين الجميل. 

السابق
“مجانين” الشيعة: هل عادوا؟
التالي
الحياة: مستشار أوغلو: تركيا إلى جانب الناس وإيران جارة مهمة وإن كانت نظرتنا مختلفة