أوغلو يتهم دمشق بشراء الوقت… ويتنبأ بإقتراب تدويل الأزمة السورية

توقفت "النهار" عند تسجيل وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو رقما قياسياً في اللقاءات التي عقدها مع سياسيين ورجال دين من مختلف الطوائف.
أكد أوغلو، بحسب مصادر مواكبة لزيارته لـ"الجمهورية"، ان "لا عناصر للتفاؤل في المنطقة". ودعا إلى "عدم التشاؤم على الساحة اللبنانية لأن الحفاظ على الاستقرار والهدوء والنظام الداخلي الذي يرعى أسس الديموقراطية سيجعل لبنان في منأى عما يحصل". واستشفت مصادر "الجمهورية" من كلام أوغلو أنه شجّع المسؤولين على صون الأوضاع الراهنة المستقرة أكثر مما حذرهم من تدهورها".

استرجع أوغلو في لقاء مسائي له مع عدد من الصحافيين حضرته "النهار" مفاوضات الساعات الاخيرة التي اجراها مع الرئيس السوري بشار الاسد، متهما دمشق بانها "استخدمت انقرة لشراء الوقت وقتل مزيد من الارواح". كما امل ان تسدي ايران "نصيحة لبشار الاسد بالاستماع الى شعبه".
وعن جولته على القيادات الروحية والسياسية اللبنانية، قال لـ"النهار" " لا نريد ان يعاني المسيحيون في العالم العربي ولا نريد ان يكون لبنان ضحية اخرى للتشنج". واوضح انه سيبحث مع الرئيس امين الجميل في طرحه عقد اجتماع للزعماء المسيحيين والمسلمين في تركيا. وقد زار الوزير التركي ليلا الجميل في بكفيا وتناول العشاء الى مائدته.

وقد علمت "الحياة" أن أوغلو شدد في لقاءاته على أهمية زيارته موسكو بعد عشرة أيام للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف والتي تأتي بعد التقرير الثاني لفريق المراقبين العرب الى سورية، متوقعاً أن يعقبه تدخل لمجلس الأمن في الأزمة السورية لأن هناك حاجة لموقف موسكو في المجلس. وأكد أوغلو، كما نقل بعض من التقوه، انه يراهن على تبدل تدريجي في الموقف الروسي من النظام السوري لأن موسكو مضطرة لإعادة النظر في حساباتها "خصوصاً أنها لا تستطيع ان تعادي المجتمع الدولي من أجل النظام السوري الذي نعتبر ان سقوطه حتمي وأنه انتهى، والموقف الروسي ليس ميؤوساً منه".

ومع أن أوغلو حرص على تجنب اطلاع القيادات اللبنانية التي التقاها على نتائج محادثاته في طهران، إلا أنه كشف، بحسب "الحياة" أن زيارته استغرقت 32 ساعة أمضى منها 28 في محادثات تناولت الوضع في المنطقة من الملف النووي الى سورية وأنه لم يقطع الأمل بأن تغير القيادة الإيرانية موقفها. وقال أوغلو ان القيادة الإيرانية تدافع عن النظام السوري، لكنه سمع كلاماً من المسؤولين الإيرانيين مفاده: "تقولون ان هذا النظام غير قادر على الاستمرار وإنكم يئستم منه، فما هي البدائل له في رأيكم؟".
 علمت "النهار" ان داود اوغلو ابلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "النظام السوري لم يستجب للطروحات التي قدمتها انقرة لحل الازمة في سوريا"، فدعاه بري الى مشاركة تركيا في ايجاد حل ضمن اطار الجامعة العربية والمواكبة السياسية لعمل فريق المراقبين، قائلا: "لم نرَ حتى الآن الدعم التركي المطلوب ولا يكفي التفرج على المريض وتحديد المرض والمسكنات لا تنفع في هذا الاطار".

وكشفت "الجمهورية" ان بري خرج من اللقاء متشائما ازاء ما سمعه من محدّثه التركي الذي أكد ان بلاده ليس لديها اي توجه للمشاركة في حل سياسي للأزمة السورية، لا في اطار الجامعة العربية ولا في خارجها، وذلك في معرض رده على دعوة بري الى ان يواكب عمل المراقبين العرب في سوريا حلٌّ سياسي.

توقفت "الجمهورية" عند لقاء أوغلو لساعتين في فندق فينيسيا مع رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد الذي تقصّد القول بعد اللقاء: "كان هناك تباين في تشخيص الوضع، خصوصا لجهة ما يجري حولنا في لبنان". الأمر الذي بدا تظهيرا للاختلاف مع أنقرة في النظرة الى الوضع السوري.
 
علق النائب وليد جنبلاط لـ"السفير" إنه بحث مع اوغلو في الشأن اللبناني وأهمية تثبيت الاستقرار والحوار الداخلي لمعالجة كل الامور المطروحة. كما جرى البحث في الوضع السوري "وهناك قلق تركي مما يجري ومن إمكان انتقاله الى لبنان وقد لمست حرصاًعلى عدم انعكاسه على الساحة اللبنانية، والقلق مشترك لدينا ولدى الأتراك خصوصاً بعد تضييع الفرصة تلو الفرصة للحل".

قالت مصادر مطّلعة على تفاصيل لقاء اوغلو بجنبلاط لـ"الأخبار" إن الطرفين توافقا على ضرورة الاستمرار بالحوار مع حزب الله، "رغم التباينات بشأن الملف السوري"، وتوافقا على أهمية دور كل من الرؤساء "ميقاتي وبري والسنيورة في الحفاظ على الهدوء في لبنان".

إلى ذلك، ذكرت "الأخبار" انه عند زيارة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، طلب أوغلو من الاخير التواصل مع الرئيس بشار الأسد لحثّه على إيجاد حلّ سياسي للأزمة والابتعاد عن الحلّ الأمني. وطلب من قبلان أن يستعمل "مونته" على الأسد لوقف العنف، ملمّحاً، بحسب مصادر، إلى ضرورة إقناع الأسد بالتنحّي. فردّ عليه قبلان بالتشديد على أن استقرار سوريا ضروري للبنان والمنطقة، وحمّل ضيفه رسالة إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان فحواها أن عليه زيارة سوريا وأن يرافقه المعارضون السوريوّن ويوقف تهريب السلاح من تركيا لإيجاد حلّ للأزمة.

السابق
السفير: المبادرة العربية في طورها الثاني: تدخل عسكري أجنبي؟
التالي
شروط بان للديموقراطية غير متوافرة لدينا