مواجهة التهويل

الحراك العربي والدولي على الساحة اللبنانية في هذه المرحلة يدعو إلى الاهتمام به لتزامنه مع تصريحات اميركية وأوروبية عن توقعات مرتقبة او قريبة الحدوث، الامر الذي يعني هذا البلد من حيث إزالة المخاوف من اهتزاز أمنه واستقراره وهذا يتأتى بوحدة موقف سياسي بالدرجة الاولى لأنه الركيزة الاساس لتوافر إرادة شعبية جامعة كون اللبنانيين متفقون على معالجة القضايا الخلافية بالحلول الناجعة لها وهي ممكنة في حال خلصت النيات وانصب الجهد كله على تلاقي أية ردّات فعل سلبية على العيش المشترك والتكامل والرؤية الوطنية الملزمة جيدا عن الأهواء والمصالح الذاتية ومن يكسب الرهان او يخسره.

ودائماً يقترن ابعاد الحرص الدولي على بقاء لبنان بعيداً عن تداعيات ما يجري حوله أو قريباً من بتوقع احداث لا تنحصر عواصفها في المكان الذي تهب عليه أو يتلقى كما يقال صدمة العاصفة وإنما تتجاوزه إلى مناطق حتى ولو كانت نائية وأكثر من يتعرض لها لبنان كونه مشرّع الابواب بفعل تعدد ولاءات النافذين السياسيين واكثر الزعامات ومحاولات الكسب ولو على حساب الوطن وأبنائه وهذا يذكر بما جرى في العام خمسة وسبعين من القرن الماضي وأدى إلى صراع امتد لخمسة عشر عاماً والى عشرات آلاف الضحايا وكثرة التدمير والتخريب إلى ان كان اتفاق الطائف.المطلوب إفادة لبنان من هذا الحراك المتعدد الاطراف بحيث يكون التزام بفرض تطبيق القرار الف وسبعمائة وواحد على اسرائيل لتوقف اعتداءاتها وتهديداتها ويتم تفعيل دور اليونيفل بالقدرة على أداء مهمتها كاملة بالتنسيق مع الجيش اللبناني، وبإمكان الامين العام للامم المتحدة عدم الاكتفاء بتلقي التقارير وعرضها على مجلس الأمن بل باتخاذ قرار حازم يضمن سلامة وأمن الحدود وضد ن يحتل أرض الغير بالقوة، وكذلك الأخذ بتداعيات القرار الف وخمسمائة وسبعة وخمسين على الوضع اللبناني مع رفض ما يتعارض مع استتباب الامن والاستقرار ووحدة هذا البلد واستقلاله وسيادته على أرضه من دون اي تدخل في شؤونه الداخلية لان صاحب البيت ادرى بالذي فيه.
وتتشعب المحادثات مع بان كي مون وكذلك مع تيري رود لارسن واوغلو مع انها لا تعني لبنان الا بمقدار صلته وتأثره بما يجري على الصعيدين العربي والدولي لذا فإن الاهتمام بتركز على معرفة ما اذا كان هذا البلد هو موضوع الاهتمام او انه مكان يتيح الرؤية الاوسع.
واول واجباتنا هو الاعتقاد على جامع مشترك يسهم في صنع الحدث وليس قبوله كيفما كان، وهذا لا يبدو ممكناً ما لم يكن القرار وطنياً جامعاً فلا تتعدد المواقف والآراء ويتحدث كلطرف من روية الخاصة اذ الاهم هو صون لبنان والتقاء سياسة وبنائه على تحقيق الانتصار على مخططات اسرائيل والمطامع الدولية.  

السابق
الراي: حزب الله فتح معركة التجديد للمحكمة الدولية بوجه ميقاتي
التالي
حوار روحي – حزبي